مقالات سياسية

مجزرة ميدان الاعتصام … من قتل المعتصمين؟

إسماعيل عبدالله

فلتكن ذكرى مجزرة ميدان الاعتصام مناسبة جامعة لمآسي السودانيين المكتوين بنار بطش حكّامهم منذ رفع العلم ، جريمة عنبر جودة ، ابادة الانصار بالجزيرة أبا بسلاح الجو السوداني ، محرقة قطار الضعين ، اعدام ضباط رمضان ، قنص مجندي الخدمة الوطنية بمعسكر السليت ، التصفية الجسدية بحق الناشطين من طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا، ورمي جثثهم في ترعة مشروع الجزيرة وداخل مكبات النفايات بعاصمة بلادهم ، ابادة سكان قرى دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق بالطيران الحكومي ، قنص المتظاهرين في حراك سبتمبر الشهير ، مجازر بورتسودان وكجبار والجنينة ، ثم الجرم الفظيع الذي اعترف به الناطق الرسمي للمجلس العسكري الانتقالي وعلى رؤوس الأشهاد ، عندما ختم ذلك الاعتراف القضائي الخطير المبثوث على اثير الفضاء الاذاعي والتلفزيوني بالعبارة الشهيرة التي سارت بها الركبان – (وحدث ماحدث) ، حينما اقر بأنهم كمجلس عسكري قد رتبوا ونسقوا ونفذوا جريمة فض الاعتصام المقام امام بوابة القيادة العامة للقوات المسلحة ، كقوات أمنية مشتركة – جيش – شرطة – دعم سريع – أمن (كتائب ظل)، تلك المجزرة الشنعاء التي خلّفت مئات المصابين والجرحى والمعاقين والمفقودين والمرضى النفسيين، والشهداء القتلى الغرقى المصفدي الأيدي والمقيدي الأرجل المثقلة بالحجارة العملاقة وبالطوب وبمكعبات الطابوق الكبير الحجم.
المحامي نبيل أديب يجب أن يُقدم للمحاكمة بتهم التماطل والتسويف والتلكؤ والتواطؤ والتماهي مع المجرمين ، لعدم تحريكه لملف هذه القضية الواضحة المعالم التي لا تحتاج الى لجان التحقيق ولا الى فرق تقصي الحقائق، الجريمة التي اعترف بها مرتكبوها كأفراد وكمؤسسة (المجلس العسكري) ، كما يجب أن يساءل كل من شغل موقعاً دستورياً أو تقلد منصباً عدلياً رفيعاً وبارزاً في حكومة رئيس الوزراء السابق ، وأن يحاسب رؤساء وأمناء اللجان الفنية المختلفة في تلك الحكومة المستقيلة، بما فيها لجنة ازالة التمكين، على التفريط الكبير في حسم ملف هذه القضية الحيّة والشاخصة والكاملة الاركان ، التي لم تجف دماء جثث شهداءها المتسربة من بين شقوق ابواب وشبابيك المشارح ، والتي تعفنت بسبب رائحة الموت المقيم فيها منذ ثلاث سنوات دون اكرام للموتى بالدفن ، لقد كانت قضية مجزرة فض الاعتصام هي الأولى بالبت قضائياً وبالسرعة الناجزة المطلوبة ، وذلك لما لجراح ذوي الشهداء والجرحى من احتقان حاضر ملقٍ بظلاله القاتمة على المشهدين السياسي والثوري ، ولما للآلام المعتصرة لقلوب امهات المفقودين من حضور ماثل لا يمكن أن يتجاهله الذين تقلدوا الحقيبة الوزارية ، المسنودة بالمهر الغالي والنفيس الذي قدمه الشهداء والمفقودون والجرحى ، فاذا كان المجلس العسكري قد ارتكب الجرم فان الحكومة المدنية المستقيلة قد فرّطت في محاكمة المجرمين مرتكبي المجزرة، ولن يعفو ولن يصفح عنها اهالي الضحايا مهما تقادمت السنون .
المجرمون الذين ارتكبوا جريمة مجزرة ميدان الاعتصام يسوقون هذه البلاد لحتفها ، بهروبهم ولواذهم بالفرار من لحاق يد العدالة بهم ، وباستثمارهم للنزعات الجهوية وزرع بذور الفتنة العرقية بين مكونات المجتمع ، وسعيهم الدؤوب المستمر لشطر المكونات الاجتماعية لاجزاء صغيرة يقاتل بعضها بعضا ، وازكائهم لنار الفتنة النائمة التي لعن الله من يسعى لايقاظها بربطهم لجريمة مجزرة ميدان الاعتصام بشخص واحد او شخصين اثنين ، بينما الحقيقة البائنة والصريحة هي أن شركاء الجرم هم كل المجموعات العسكرية والمخابراتية التابعة للجنة الأمنية للنظام السابق وللمجلس العسكري ، فبمثل هذه السلوكيات الخبيثة لايمكن أن تتحق العدالة في ظل هذه المنظومة العدلية الكسيحة، التي مازالت تدين بالولاء لحزب الجنرال المطلوب للعدالة الدولية ، وها هي العدالة العرجاء والمشلولة تقوم مؤخراً باطلاق سراح رموز حزب الدكتاتور ، كيف لا تفعل ذلك والقائمين على امرها يسبّون دين الله في رابعة نهار يوم من ايام شهر رمضان الفضيل ، ويمارسون العنصرية والجهوية على مدارج الدوواين المنوط بها انصاف المظلوم وتحقيق العدل، فلقد نقضت هذه المجموعة العدلية الكسيحة غزل لجنة ازالة التمكين المزالة، وارجعت الكوادر الحزبية التابعة للنظام السابق ، ثم رفعت اصبعها الوسطى واشارت بها للأعلى في وجه الثورة والثوار، ولسان حالها يقول اركبوا أعلى خيلكم .

[email protected]

‫11 تعليقات

  1. من قتل المعتصمين؟ هذا سؤال ساذجّ قتلهم الجيش والجنجيد وكتائب الظل والامن الطلابي بدعم من الاستخبارات المصرية وفاغنر الروسية حسب افادة الكضباشي “الحدس حدس” وما توصلت اليه لجنة أديب ولكن الرجال هدد لكيلا يخرج التقرير النهائي.

    1. قال. اذكائهم لنار الفتنة لعن الله من ايقظها وذلك بربط مجزرة فض الاعتصام برجل واحد او رجلين. ….
      يا زول دفعاعك عن اهلك الجنجويد القتلة المجرمين خلاك تكتب بغباء شديد

  2. الدارفوريين المكونة للدعم السريع الحاقدين على أبناء ( الشريت) النيلى هم القتلة وشاهد الفديوهات ستجدهم من دارفور وهم يقتلون بعضهم وحتى الآن

  3. قال. اذكائهم لنار الفتنة لعن الله من ايقظها وذلك بربط مجزرة فض الاعتصام برجل واحد او رجلين. ….
    يا زول دفاعك عن اهلك الجنجويد القتلة المجرمين خلاك تكتب بغباء شديد

    1. الكاتب يعنى ان محاولة الصاق الجريمة بشخص او اتنين يعتبر نوع من الفتنة. وهو محق تماما فى هذه النقطة

  4. سؤال ساذج وفج لانه اجابته معروفه للجميع فاحسن شوف ليك غراب جزو عيبك انك زول مكشوف اهتم بما حدث في كرينك يافيراوي

  5. يا ناس هريتونا بالكلام الفارغ الدنيا كلها عارفة القاتل والمخطط والمنفذ والمغتصب يا تبقوا رجال وتكاتلوا المجرمين يا تندسوا وتسكتوا زي الحريم البقو أرجل مننا، المجرمين ديل شايفنهم كل يوم في التلفزيون وفي الجرايد وجوة الحلة وفي الاسواق وستات الشاي وفي المواصلات، راجعو الصور والفيديوهات، أي زوول داير يدافع عن كرامتنا نحن معاه وحياتنا رخيصة

  6. يا Simba ما يقصده هذا المتذاكي إنه لا يمكن تحميل الدعم السريع لوحده في جريمة فض الاعتصام ومهد لذلك بمشاركة كل القوي العسكرية وحديث شمس الدين كباشي وحدث ما حدث.
    الكاتب دائما ما يستميت في الدفاع عن الجنجويد بحكم انتمائه العرقي ما يجعله غير محايد في ما يطرحه من مواضيع.

  7. يا خرباش هل من العدل اتهام حميدتي وترك الكباشي الذي اعترف على رؤوس الاشهاد والبرهان قائد الفتنة؟؟؟

    لا يوجد تذاكي من كاتب المقال بل يعتبر هذا المقال من المقالات المتزنة والمهنية المحايدة التي كتبت في خصوص فض الاعتصام

  8. الجنجويدى المرتزق التافه المنافق إسماعيل عبدالله ،
    مهما حاول الكذب والتستر على القتلة والمجرمين ،
    هو يعلم ، والعالم كله يعلم أن الذى قتل شهداء الإعتصام
    أمام القيادة العامه ، فى الثالث من يونيو ٢٠١٩
    بكل خِسَّةٍ وغدر ، وبكل طبيعةٍ إجراميه متأصله
    هم : المجرم حميدتى دقلو ، والمجرم عبدالرحيم دقلو ،
    وجنجويدهم المرتزقة المجرمين ،
    وكل المذبحه موثقه بالصوت والصوره ،
    وليست هناك جريمه بدون عقاب ،
    آجلاً أو عاجلاً ،
    فلا تستهينوا بقوة هذا الشعب .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..