اليسار الإسلامي والدستور العاقل

محجوب عروة

تحدثت في الأيام الماضية كيف تحولت الجمهورية الفرنسية الخامسة من اليمين الفرنسي بعد الديغولية اليمينية إلى اليسار الاشتراكي وعنَّ لي أن أتساءل وأكتب هل يمكن أن تتحول جمهورية الإنقاذ الخامسة من اليمين الإسلامي المتطرف الذي كان طابعها الى يسار إسلامي؟ لا أقصد بالطبع اليسار الاشتراكي، بل أعني به اليسار بمفهوم الآية الكريمة: (إن مع العسر يسرا) أي بمفهوم اليسر الاقتصادي وليس العسر الاقتصادي. لقد مرت البلاد تحت جمهوريات الإنقاذ الأربع عسراً اقتصاديا عايشه الجميع ولم تستفد البلاد من موارد البترول الهائلة خلال تلك السنوات العشر الفائدة المرجوة بدعم القطاعات الاقتصادية الرئيسة من زراعية بشقيها أو صناعة أو غير ذلك فقد تم تبديد كل تلك الموارد في حروب أهلية ونهج التمكين والصرف البذخي والرشاوى السياسية لكسب المؤيدين من الأحزاب الأخرى بعد تفتيتها وفي الفساد الشخصي والمؤسسي،

ولكل ذلك عبر عناصر اليمين الإنقاذي الذي قامت به منظومة مراكز القوى والسوبر تنظيم (صقور الإنقاذ) ولم يتم استخدام تلك الموارد الهائلة بالصورة الصحيحة. لقد فشل اليمين الإنقاذي في قيادة البلاد وقادها إلى أوضاع مزرية ومأساوية الأمر الذي فرض هذا التغيير وإبعادهم من كابينة إدارة الدولة وهذا ما يدعوني لأن أستنهض كل المخلصين من مختلف العناصر ذوي التوجهات الوطنية المخلصة أن تعمل على قدم الجد وساق الاجتهاد لتحويل جمهورية الإنقاذ الخامسة من العسر اليميني المتطرف الى اليسر أو اليسار من منطلق الوسطية الإسلامية التي تهدف الى تحقيق الحلم السوداني في السلام والاستقرار والحكم الرشيد الذي يستند الى الممارسة الديمقراطية الراشدة والصحيحة ودولة المؤسسات والتبادل السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة والدورية وفرض احتكار السلاح للقوات المسلحة فقط دون غيرها.

في تقديري أن اليسار الإسلامي بالنهج الوسطي لمجتمع سوداني يشكل الإسلام فيه 97% من سكانه يمكن أن يستوعب الجميع حتى اليسار بمفهومه التقليدي المتوارث من شيوعيين وقوميين ذلك إني على قناعة تامة أن هذا اليسار السوداني وعلى رأسه الشيوعيون ليسو ضد الإسلام، بل هم مسلمون ملتزمون بالشرع الإسلامي منذ ولادتهم حتى مماتهم وتلك الأفكار الاشتراكية العلمانية التي اعتنقوها ودافعوا عنها انطلقت من مفهومهم لأهمية العدالة الاجتماعية وأولويتها وقيادتها للتنمية الاقتصادية من منطلق التخطيط المركزي في مقابل الاحتكارات الرأسمالية المستغلة للشعوب والمحتلة للأوطان والمناهضة للتحرر الوطني، قد يختلف الآخرون في هذا المنهج والسياسات الاقتصادية الاشتراكية وفي نهج حكمهم الشمولي السلطوي الذي أسسته وهي لا تختلف عن كثير من التيارات والحركات الإسلامية سنية كانت أو شيعية التي مارست السلطوية والشمولية منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم ولكن هذا الفكر الاشتراكي كان ولا يزال من باب الاجتهاد المشروع والتعدد والتنوع الفكري والسياسي، ولكنه يجب أن يخضع لرؤية الشعوب وحريتها في اختيار منهجها وفلسفتها في الحياة وفي من يحكمها ويدير شؤونها كافة عبر صندوق الانتخابات لا صندوق الذخيرة كما حدث في الماضي فالشعوب الواعية المتحضرة قد توصلت أخيراً الى أنه لا بديل عن الحرية والممارسة الديمقراطية بما في ذلك اليساريون والإسلاميون العاقلون بعد التجارب المريرة التي مروا بها وكانوا أول ضحايا السلطوية.. ليت الإسلاميين اليساريين يستصحبون مقولة الزعيم الإسلامي علي عزت بيقوفيتش أول رئيس لدولة البوسنة عندما سأله أحد الصحفيين: هل ستطبقون الدستور الإسلامي؟ فأجابه بيقوفيتش عليه رحمة الله قائلاً: سنطبق الدستور العاقل.. هذا هو اليسار الإسلامي.. و(إن مع العسر يسراً)..

الجريدة

تعليق واحد

  1. الاسلام مافيهو يميني ويساري بمعنى كلامك يكون معتدل لالالا
    الاسلام اهو قدامك واااضح الزانيه والزاني فاجلدوا … والسارق والسارقه فاقطعوا … ان يدفعوا الجزيه عن يد وهم صاغرون … فانكحوا ما طاب لكم …
    ده هو الاسلام يا تاخدوا كده يا تخليهوا كلو كلو

  2. ياعمك الناس دي عايزا تحكم وبس

    سميها ماتسميها
    المسالة رجاله ما عاجبكم داك البحر اقعو

  3. لكنك استفدت من الحكومة؟
    هذا الحديث غير صحيح، بعد ما أسست ?السوداني الدولية? وتم سجني وخرجت بعد ذلك، صادروا أموالي والمطبعة، ولم يعوضوني التعويض الكافي.
    * منحوك عشرات الأراضي وأموال كثيرة؟
    نعم أراضي.. كان المبلغ 297 مليوناً، لكنهم ظلموني فيه، لأن ما عوضوني إياه كان مبلغ تافه جداً، المطبعة والورق والجنيهات والدولارات، لم تساوِ مبلغهم، كما كانت علي ديون.. وفي ذلك الوقت كان سعر الدولار بسيطاً ولكنه ارتفع.. ذهبت لوزارة المالية لاستلم ما وضعوه من حقوق، لكن هناك موظفاً في المالية قال لي ستظل لسنوات عديدة (لافي) في المالية ولن تجد فلساً، والحل أن تطلب قطع أراضي كتعويض، فذهبت لوزير المالية آنذاك فوافق، وكتبت لشرف الدين بانقا.
    * كم قطعة منحت لك؟
    18 قطعة.. القطعة كان ثمنها الرسمي معروفاً لكنهم أعطوني إياها بسعر أضعاف المبلغ الحقيقي، جاء توجيه من شخصية كبيرة جداً، بأن أمنح قطع الأراضي بأسعار عالية
    محجوب عروة

  4. الرد على اخونا اب شنب

    اول شي يعني شنو تتطور الاحكام يعني مثلا في سير تطور حد السرقه نعمل ليهو بنج في القطع وله قصدك في التطور يتلغي حد القطع وضح ابن افصصصح ؟؟؟

    تاني شي كيف يعني الجزيه انقضى زمانها يعني الايه بس كانت للزمن دااك وانت تقول انو الاحكام صالحه لكل زمان ومكان ….. الايه واضحه ان يدفعوا الجزيه عن يد وهم صاغرون يعني اي مسيحي تدفعوا الجزيه ولا على كيفه …

    شوفوا اهو ده الدين واااااضح ياتاخدوا كده يا تخلوا كلو كلو يا تمشي تقعد مع ناس داعش … في الزمن الحالي ده الامور بقت واضحه

  5. يعجبني الحوار المفتوح ،،، لا غتغتة ولا مضاراة وراء الايات

    واعني هنا المتامل او ايا كان اسمو

    فيا ابوشنب ومن قبلك عروة ذاتو المشكلة مافي الاسلام او في عقم الاجتهاد

    المشكلة في الماسيكين مفاتيح الدين و قافلين باب الاجتهاد

    المشكلة فينا،، لانو لما تبطل حد السرقة بجيك واحد ناطي بي حزام ناسف لانو انت في نظروا ما سيدنا عمر

    واشان كدة علمانية الدولة هي الحل،،، لانو دا قانون بنختو نحن ولو اختلفنا فيهو يخش في اليات التحديث والتطوير علي انو مجهود بشري قابل للمراجعة

    اما بي هناك فعندك الاف مولفة عندهم الرغبة في اختصار الحياة على انها درب يوصلك لي سبعين حورية

    وماعندوا مشكلة ينتحر بيك لو خشيت المسجد بي رجلك الشمال

    انا بفتكر انو الدين حيتطبق صاح لما يجي سيدنا عيسي وماعدا ذلك العلمانية هي الحل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..