مؤتمر تعليم؟ لا بالله!ا

مؤتمر تعليم؟ لا بالله!ا
حسن وراق
ينعقد بالعاصمة هذه الايام المؤتمر الثالث الذي يناقش قضايا التعليم العام والعالي والبلاد تشهد تدهور وانهيار منظم ومقصود للتعليم في بنياته الاساسية وسياسات مدخلاته ونتائج مخرجاته وما رصدته الميزانية للتعليم والصحة لا يتجاوز 5% من ما هو موجه لميزانية الامن والدفاع يكشف استرايجية الحكومة في تخريب التعليم والذي تصرف علي مؤتمره المنعقد حاليا ملايين الجنيهات تقارب الميزانية الكلية المرصودة له .
جهات عديدة من احزاب ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وخبراء متخصصون في العملية التعليمية لم توجه لهم الدعوة للحضور والمشاركة في الجلسات التحضيرية للمؤتمر وتحضير وتقديم الاوراق والبحوث لتكون النتيجة مثل سائر المؤتمرات التي سبقت ، تكرس للآحادية التوجه في مجال التعليم وتبني وجه نظر ( منظري) المؤتمر الوطني ومن شايعهم من نقابات هزيلة و تكنوقراط ساهموا ويساهمون في تدمير التعليم بالبلاد .
استضاف البرنامج التلفزيوني ( المحطة الوسطي) السيد وكيل التربية والتعليم للتنوير بالمؤتمر والقضايا التي سيناقشها وما يتوقع من قرارات مرتقبة فكان لقاءا محبطا وحديثه موغلا في ذكريات الماضي وانكار لحقائق يعلمها القاصي والداني حول ضعف المنهج وفساده بالمزايدة علي التوجه الديني الذي افرز العديد من السلبيات خاصة علي تلاميذ الاساس الذين اصبحوا بلا اساس وضعفا عكسه المنهج (الحشو) الرسالي الذي انتهي كسياسات الانقاذ الاخري الي صفر كبير.
النتيجة التي خلص اليها وكيل التربية والتعليم من واقع الاحصائيات التي اوردها عزاها الي تنامي الاقبال علي التعليم الحكومي كرغبة أولي مقارنة بالاقبال المتدني علي التعليم الخاص وهذا لعمري استنتاج فطير ونتيجة مضحكة لان عدم الاقبال علي التعليم الخاص سببه ضيق ذات اليد و نسبة الفقر في البلاد 95% تحول دون قدرة الجميع علي ارتياد التعليم الخاص الذي يشهد له بمستوي ومنهج وطرق واهتمام ونتائج مشرفة للغاية.
تهرب وكيل التعليم من الاجابة علي الاسئلة المتعلقة بالتمكين واثره في تدمير التعليم ومحاباة الكوادر التعليمية (المنظمة ) والاهتمام بها ووضعها في قمة الهرم القيادي بالمدارس رغم تواضعها وضعفها ودور نقابات المعلمين واتحاداتهم في اشاعة الإرهاب بين المعلمين وتسييس القضية التربوية كل ذلك يمثل جوهر قضية تدني التعليم الذي يتمثل في دور المعلم الضلع الثالث في التعليم مع المنهج المترهل المنفر والبيئة المدرسية الطاردة التي تحض علي مزيد من التدهور والانهيار .
القضية التي ستصرف نظر المؤتمر عن القضايا الجوهرية هي الاختلاف حول تعويض السنة المفقودة حتي يصبح التعليم العام 12 عاما اسوة ببقية دول العالم وكأن تلك السة الضائعة ستعيد التعليم لسابق عهده. الخطر الحقيقي الذي يواجه التعليم بالبلاد الآن تتعلق بالمنهج الدراسي الذي سيعهد باعادة صياغته الي الفكر السلفي الذي تتبناه الشركة السعودية الباكستانية التي زارت البلاد مؤخرا وتلقت الضؤ الاخضر لمزيد من التخريب.
الاخ وراق من طرائف التعليم ان ابنى يدرس فى الصف الخامس ولديهم ماده تدرس اسم الماده ملبسنا وهذه الايام هم فى ايام امتحانات فساله اخيه الاكبر انت لما تكبر عايز تبقى شنو فرد عليه فى قمه السخريه (( ترزى)) مش قاعدين يدرسونا كبف تصنع نكس وكيف تفصل فستان وكيف نصنع قميص فكان الاخر اكثر سخريه قال ليه بالمناسبه ترزى ستاتى ولا رجالى قال ليه ببساطه احتمال بتاع جلالايب – حينها ضحكت ولكن ضحكتى كانت بالم ففى اجاباتهم تكمن كميه من الاحباطات والياس والقنوط وعدم الطموح فماذا ننتظر من مقرر مثل هذا انت عارف يا وراق لما توضع المناهج من هؤلاء الاصولين ربما فكر ابناءنا فى ان يكونوا بائعى مساويك حينها سيكون فى المقرر افضليه الاراك على المعجون وهل المسواك اليابس افضل من الاخضر ام العرق مستحب فى السنه
أما البيئة المدرسية فحدث ولا حرج .. وتحضرني قصة تلميذ السنة الأولى الذي لم يذهب الى المدرسة يوما فسأله أبوه : يا ود ما تقوم تلبس تمشي المدرسة …
فقال التلميذ : ما ماشي المدرسة ..
الوالد : ليييييييييييه
التلميذ : فصل سنه سا دسه وقع …
الوالد : سمح إنت مالك ومالو إنت في سادسه ؟؟؟
التلميذ : لا لا لكن نحنا ما بيقرونا في ضلّوا أها نقرا ليك وين ؟؟؟
نفس الشعارات القديمة التي اقعدت التعليم وأطاحت بالمستويات ألاسلمة والتعريب فالقوم لم يتعلموا ولن يتعلموا فلو أن الاموال التي أهدرت صرفت في تصحيح بعص المعلومات الخاطئة التي فاضت بها الكتب لكان أجدى وأنفع.
وكيل التأليم دا مش الكان حافزه 160 مليون و قال ما عارف حوافزه كم بس بتجي لمدير مكتبه و بيوزعها على المحتاجين حسب زعمه ؟ و مش هو نفسه الذي يجمع بين وكيل التأليم و رئيس نقابة المعلمين؟
بالرغم من الألم والوجع من كل الجوانب لكن ألم التعليم والمقررات العقيمة التي يدرسها أبناؤنا هي البتفقع المرارة وتسبب الشلل والجلطة والنقطة وكل أنواع الأمراض التي وردت في القاموس الطبي ولم ترد فيه، مقررات من أول أساس عقييييييييييييييييييييييييييييمة وعذاب وشقا وأناشيد تافهة وموضوعات لا تبني العقول بالعكس تجهيل تجهيل تام لعقول صغيرة كان ممكن الاستفادة من إمكانياتها، بالمناسبة القالو الأخ عمر صالح في تعليقه بس جزء من الحسرة في المقرر التافه الذي سموه ملبسنا فيه لسة أنواع الطشاتة وغسيل الهدوم بالظهرة وخياطة المراكيب وإزالة البقع من الهدوم تفاهههههههههههههههههههة تمرض وغيره وغيره من مقررات عن بناء خيمة وحفر الحفر ونظافة البيوت من الناموس وغيره من العواليق التي تسبب الألم بدءاً من أولى وإنت ماشي لغسل الجنازة، جنازة شنو ربنا يورينا فيكم يوم أسود عليكم، وغير وغير لا يسع المكان لذكره، ممكن نكتب كتب عن حجم المعاناة وسخف المقررات. ربنا يلطف بيك يا سودان. مالو لو استشاروا المتخصصين ووضعوا منهج سمح يستفيد منه الطلاب . بلا كلام فارغ بقول فيه ديل ما عايزين بلد ولا ناس يمشوا لقدام دي سياسة الرجوع إلى الوراء وإغراق البلد في هاوية أكتر مما هي فيه