مبادرات و موائد الراسبين

الى حين ـ عمر عثمان
1995م سفينة حربية امريكية عملاقة منطلقة بسرعة و بالقرب من السواحل الاسبانية , اشارة من الرادار بأن هناك سفينة فى نفس الاتجاه , ترسل السفينة العملاقة عبر اللاسلكى اشارة , انا القبطان فلان قائد السفينة الأمريكية امرك بالتحرك 15 درجه , رد الاشارة لا يمكننا القيام بذلك عليكم تغيير خط سيركم بمقدار 15 درجة , قبطان السفينة الأمريكية , سفينتنا سفينة حربية ثانى اكبر سفينة فى العالم , , جاءه الرد لا يمكننا فعل ذلك غير اتجاهك انت , القائد الامريكى لما انت تثرثر و تجادل كثيرا احب ان اعرفك قوانين الملاحة و الاتفاقيات الدولية و اننى احملك المسئولية , جاء الرد , انك تضيع الزمن فى أمر لا يمكن أن يحدث , انا و كلبي و مجموعة من الأصدقاء نستمتع بالأرض و السماء , نحن منارة اسبانية على الارض و الارض كما تعلم لن تتحرك .
و من ابتلاءات هذه البلاد ان من يمسك دفة البلاد يصدر الاوامر دون ان يعرف نتيجة قراراته التى تكون كارثية , تضيع و تبدد الزمن فيما لا ينفع , و يستخدم يده و يقدمها على عقله , هكذا كان انقلاب 25 أكتوبر 2021م المشئوم , ثم الإصرار على الخطأ فالأرض لن تتحرك , و المبادئ و الصحيح لن يصير خطأ , ان الخطأ وارد لكن الإصرار عليه منتهى الغباء , و الخطأ يصبح خطأين , والمواكب لا تقل الا لتزداد , ثم التشبث بالكرسي يخلف مزيدا من الدماء والشهداء , احوال اقتصادية متدنية و احوال امنيه غاية فى السوء , فالأمن المنتشر للتحصيل مرور و محليات و غيره , عاجز عن حماية الممتلكات , و لكنها قادرة على حمايتهم .
ابن الاسرة النجيب احرز 93% كانت اسرته تتوقع سماع اسمه فى المذياع ضمن الاوائل ثم شئ من الحزن يصيبهم , ثم صوت ضرب الرصاص و الزغاريت من بيت الجيران الذي احرز 50% , ثم كرامات و ذبائح و ختامها مهرجان من الفنانيين , ثم بعد ان غاب الخبر و فى التقديم للإعادة وجد الجار جارهم يتوسل الى مدير المدرسة لقبول ابنهم الراسب , و عند سؤاله لجاره اذن لماذا كانت تلك الذبائح ؟ رد عليه الجار , لعدم شماتة الاهل و الجيران و لرفع معنويات ابننا و من ثم دخل يشرح لجاره كيف ان ابنه منذ الصغر ذكى , و لكنه مهمل و سلسلة من تلك التبريرات البلهاء التى تبرر بها الاسر فشل ابنائها , مثل هذا الحديث المضحك للأسف هى ما تتعامل به الدوله بلا ادنى مسئولية يفرحون و يرقصون على النجاح و هو رسوب .
و اننى من كثرة الاندهاش فى السذاجة و اضاعة الوقت كما فى قصتنا الاولى فيما لا نفع منه و الفرح و الابتهاج كحال ذلك الراسب الكاذب عقلي لا يستوعب ان هذه البلاد مليئة بالبلهاء بالدرجة التى تصيب عقلك بالحيرة اهذ واقع ام خيال , تلك المبادرات و تلك الحوارات لمدة 33 عام تعيد نفسها بالكربون و بمكنة تصوير واحدة , الوثبه , و الحوار السودانى السودانى و الاليه الثلاثية من يجلس للحوار المؤتمر الوطنى و ازرعه , نفس الاوجه و الشبه يزيدون و لا ينقصون لكن نفس الصفات البرود و عدم الحياء و الجدال بالباطل ما يجمعهم , ثم اخرها المائدة المستديرة التى دعا لها الشيخ الطيب الجد , و الجدال لم و لن ينتهى فى استهبال واضح لن يفضي الى نتيجة و هكذا تجد نفس الوجوه الباحثه عن السلطة و ازرعها تحاور نفسها , فتصبح بدلا من مائدة للحوار , مائدة للطعام مليئة بأصحاب الكروش و لصوص السياسة , بالجشعين و ( الشرفانيين ) الذي همه ينحصر فى اصابة اكبر عدد من اللقيمات و الطعام , و يجلس المتفقون مع بعضهم و يعلو صوت هذا بالتكبير و اخر بالوطن و نشيد العلم و تصريحات و اعلام و فرح و نغم , كتلميذ بليد تحضر له اسرته اللبن و الفواكه و الحلوى ثم يحرز بعد كل هذا الجهد صفرا , فالنتيجة لكل الذي يحدث صفر , واضح لا يحتاج الى ذكاء لتكتشف بلادة المبادرة و غباء العقول .