الروائي والقاص جمال علي الحاج في بيت السرد وجمعية الثقافة والفنون بالدمام

في ليلة أدبية سعودية سودانية استضاف بيت السرد وجمعية الثقافة والفنون بالدمام الأستاذ الدكتور ظافر محمد الشهري عميد كلية الآداب جامعة الملك فيصل رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي والروائي والقاص جمال الدين علي الحاج حيث قدم البروف ظافر قراءة نقدية من 28 صفحة في رواية فلين جذور الصفصاف. تحدث عن الفرق بين كتابة التاريخي في قالب روائي و الرواية التاريخية. وذكر أن هذه الرواية في أحداثها وخصائصها السردية تشكّل نصا ابداعيا مربكا بتعدد احتمالاته وتنوع إمكانياته وكثرة متاهاته فهي تتحدث عن مرحلة تاريخية عرفها السودان داخليا من الناحيتين السياسية والاجتماعية وخارجيا في علاقته بالحكم التركي و الاستعمار الإنجليزي لاحقا. واذا ما أردنا أن نكون منصفين في القراءة فإن التقنيات السردية في هذه الرواية هي بلا شك تقنيات إشكالية من فلاش باك وتداعي حر وراوي عليم إلى تقنية التقطيع و تعاقب الرواة. وراوية فلين جذور الصفصاف شكل إبداعي لها ما يميزها عن غيرها من الأشكال المشابهة لها مثل القصة والأقصوصة ولكن شرطا مهما يبقى مشتركا بين هذه الأشكال الأدبية جميعا ألا وهو البعد الزمني لأن أي خدث إنساني لا يمكن تصوره خارج إحداثية الزمان والمكان. اذ لاحظنا أن الروائي يستعمل أسماء لوقائع فعلية وأسماء مدن حقيقية لكنه لا يسرد لنا تاريخ هذه الأحداث وفق تعاقب زمني تفرضه الوقائع ويفرضه علم التاريخ حين يعرض الحدث ويحلله ويربط اسبابه بنتائجه. اذ الزمن التاريخي تعاقبي يربط الحاضر بماضيه أو الماضي بمستقبله أي أن المؤرخ يتعامل مع الزمن تعاملا خطيا اما تقدميا من الماضي إلى المستقبل أو العكس مع ترتيب الأسباب والنتائج تصاعديا أو ارتداديا وهذا يعني أن المؤرخ لا يفصل الحدث عن إحداثيته الزمانية والمكانية أما الروائي وان كان ينطلق من الحدث نفسه فان سرده للأحداث يختلف نوعيا عن المؤرخ اذ للمخيلة دورها في صناعة الحدث الروائي والزمن الروائي لذا فهو يتنقل بحرية في الزمن وكأن التاريخ عنده يتحول إلى ذاكرة حية لا تتعامل مع الأحداث كما وقعت وفق تعاقبها انما تتعامل مع الأحداث كما تخيلتها الذاكرة الابداعية وترتبها وتستحضرها واذ بالرواية تؤلف مشاهد متداخلة في أزمنتها وشخصياتها تفرض على القارئي اعادة ترتيب المشاهد ليفهم وقائعها كما يجب من خلال متابعة المقاطع السردية المتناثرة التي يستحضرها الراوي تارة ويقطعها تارة أخرى وفق ما يقتضيه حال تسلسل الأحداث في وقائع الرواية إن واقع الرواية غير واقع التاريخ وان كان الحدث واحدا لذلك يكون من العبث البحث عن حقيقة الواقع في النص الأدبي.