عندما يكون الرقص جريمة

بسم الله الرحمن الرحيم

تميزت تيارات التشدد الديني بمختلف توجهاتها من تيارات سلفية لا تعلن توجها سياسيا الي تيارات الاسلام السياسي مثل الاخوان المسلمين بمواقف معارضة تماما للغناء المصحوب بالمعازف وبالتالي كل اشكال الرقص المصاحب له.. وقد احتفظت التيارات السلفية بموقفها الي حد كبير .. ورغم الاختلاف مع توجهها الا ان المرء لا يمكنه الا احترام وجهة نظرها ما دام الامر في حدود فكرهم والتعبير عنه دون فرضه علي الآخرين بالقوة .. واي حديث في هذا المنحى بكون متسقاً مع فكرهم.. مع السقوط في الاختبار عندما يتعلق الامر بمسايرة السلطان ..فرغم ان الفكر السلفي هو الفكر الذي تحالف مع الاسرة السعودية في تكوين الدولة بازاحة الاشراف..الا ان الفنانين السعوديين يشار اليهم بالبنان في خارطة الغناء العربي ..بل وراس المال السعودي هو الاساسي في القنوات المتنوعة خاصة قنوات الموسيقي . لكن الوضع مع جماعة الاخوان المسلمين والحركة الاسلامويةعموما وفي السودان يختلف كلياً..فقد كان للطموح السياسي دوره في تغير المواقف وفقا للظروف .. فقد تشددوا في البداية الي درجة ان تحل محاضرة دينية مكان الحفل في اعراسهم . ومناهضة كل الانشطة الغنائية خاصة في المدارس اللثانوية .وكانوا يعمدون حتي الى احداث عطب في الكهرباء لمنعها .. ثم محاربة اذاعة الاغاني في الاذاعة المدرسية… والموقف الاشهر هو الموقف من حفل الفنون الشعبية في جامعة الخرطوم .. والذي صار من قذف بالكرسي في اتجاه المسرح رئيسا لمجلس شورى الحركة الاسلامية بعد المفاصلة . ولكن ومع تطور تخطيطهم الي الاستيلاء علي السلطة في اخريات نظام مايو ..وادراكهم لخطورة الغناء خاصة الاناشيد الوطنية في التعبير عن الموقف الفكري .. بدات التنازلات الانتهازية عن الموقف .. وكانت فرقة نمارق برئاسة السموءل خلف الله .. وقد قدمت اناشيد دينيه رائعة حقاً في لحنها وادائها مصحوبة بالموسيقى ..مثل اماه لا تجزعي واقبل علي دربنا.. وما ان استولي الاسلامويون علي النظام .. حتي جففت الاغاني .. وحلت الاناشيد الدينية واناشيد الدفاع الشعبي مصحوبة بالمعازف محلها في الاذاعة والتلفزة -وكان هذااحد جوانب تحديد مواعيد نهاية حفلات الاعراس ومنع الرقص المختلط – .ثم التنازل قليلاً مع الاحساس بخطورة ملل الشعب من فرض هذا النمط والتمرد عليه .. وقد حكي الاستاذ النور عنقره واقعة طريفة عندما طرد والد العريس فرقة الدفاع الشعبي في زواج ابنه الاسلاموي عندما بدات الحفل بالنار بدارك شبت!! وتطور الامر الي ان اصبح المعلم الذي كان يوقف شرائط الغناء هائجا ومتعللاً بانه وجد الطالبات يرقصن خلف الفصول تجاوباً..مديراً للنشاط الطلابي الذي ينظم مسابقات الغناء والرقص في ولاية كسلا في فترة من الزمان وقس علي ذلك .. ثم ايام لها ايقاع واستضافة الفنانين مع حسين خوجلي وايام المدن الثلاث الغنائية مع وزير الثقافة السموءل خلف الله لالهاء الناس من ضائقة العيش والملل من النظام ..حتي وصل الامر الي الانفلات الغنائي الكامل علي يديهم ان صح التعبير .. والرقص ما هو الا تجاوب مع الايقاع اياً كان نوعه ..ولا يخفي علي الشعب السوداني التقديم لخطاب الرئيس بالاغنية التي تكاد تقول للرئيس بالمصري ( رقصني يا جدع ). وبعد كل هذا نجد البرلمان يتحدث عن الامريكان الذين اتوا لتعليم بناتنا الرقص .. والادهي حسين خوجلي عن مؤامرة تعليم الرقص الامريكي.. حقيقة الاختشوا ماتوا!!!.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أستاذي معمر : لك التحية فقد أوفيت لكن أسألك عم يدور هذه الأيام من فوضى ﻹشغال الطﻻب عن دورهم وهو التحصيل إلى برنامج عقيم في جسده وروحه ﻻ يمت لدورنا كمربيين بصلة وما دار الأسبوع المنصرف من حفﻻت متبرجة بمؤسساتنا التعليمية ﻻ يمت إلى التعليم بصلة وما هو إﻻ لصرف الناس عن قضاياهم اﻷساسية وما يؤرقني حضور المعلم لذاك الفجور وعلى عينك ياتاجر طالبة بالصف الثالث يرجى منها أهلها الكثير تتمايح على خشبة المسرح وكل فاقر فاه ( حقيقة الاختشو ماتو )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..