ومالو التوم هجو يا جماعة ؟ عيبوه لي …

و الآن ، فقط الآن ، فهمت لماذا يقيم حاكم دارفور في الخرطوم وليس في الفاشر ويزور مدني ودنقلا ولا يزور نيالا ولا زالنجي ولا نيرتتي ولا الجنينة ..
ذلك لأنه ببساطة لا يستطيع السير في شوارع أي مدينة بالغرب ، وهو آمن …. أو أن يذهب لحفل زواج ، أو بيت عزاء ، أو أن يذهب ليصلي الجمعة ، أو أن يزور بيت عمته أو بيت خالته … دون أن يسمع ما يسوؤه ، أو ما  (يسؤه) … لو أردنا إستعمال التعبير القرآني الكريم .
خروج :
يا برهان : … سألتك بالله ،
كيف تنام وتأكل وتشرب وأنت تريق هذه الدماء الطاهرة لهولاء الشباب ؟ . وأنت تري وجوه أمهاتهم وأخواتهم وهن يزرفن تلك الدموع الحرّى ؟ .
يا برهان :
من تريد أن تحكم يا هذا ؟
والخرطوم ضدك وأم درمان ضدك ومدني والمناقل وكوستي والأبيض ونيالا  وبورتسودان وكسلا وزالنجي وكادوقلي والدمازين وعطبرة وشندي ودنقلا و …. و …. و .
يا برهان :
عليك لعنة الله يوم ولدت ….. ويوم تموت …… ويوم تبعث حياً ……
ولكن رغم ذلك ، هل تصدق يا برهان إني أشفق عليك أحياناً ؟ لماذا ؟! لأني أشعر بأنك في ورطة، ورطة كبيرة جداً ، أكبر من حيلتك ، وفوق خيالك ، أدخلك فيها البعض ، ثم تركوك ، بعد أن إنكشف المستور وحيداً تلعق جراح خيبتك وهبالتك وقصر نظرك ، ولا تدري ما الذي تفعله .. تدور حول نفسك يائساً مثل عصفور ضعيف وقع في مصيدة مُحكمة .
مسكين يا عبد الفتاح … مسكين .
وخزة :
بالأمس ظهر أحد المهابيل الإستراتيحيين في تلفزيون (الجزيرة مباشر) يقول رداً على سؤال مقدم البرنامج : من الذي يتحمل وزر دماء الشباب التي تسفك خلال المطاهرات ؟
قال الأرعن المعتوه : إن الوزر يتحمله من دفع أولئك الشباب للتظاهر ، وأن من قتل المتظاهرين هم من المتظاهرين أنفسهم وليس الشرطة ….
نفس المنطق الأعوج  الذي قاله بنو أمية عندما قتلوا الحسين بن علي عليهما السلام ، عندما واجههم الناس بما قاله النبي عليه الصلاة والسلام لسبطه الحسين (تقتلك الفئة الباغية) ، كان ردهم أن من قتله هم من دفعوه للخروج على الحاكم …
أي تكلّس في الرأي هذا ؟ أي بؤس في التفكير ؟ أي عمى بصيرة ؟؟؟!!! .
وتقول لي التوم هجو؟؟؟؟!!!! .
أعوذ بالله