حسادة سودانية

بسم الله الرحمن الرحيم

حاطب ليل

حسادة سودانية

عبد اللطيف البوني
[email protected]

في برنامج عشرة الايام الذي تقدمه الاستاذة نسرين النمر بقناة النيل الازرق والذي كان مستضافا فيه رهط من قدامى الاعلاميين قال الاستاذ حمدي بولاد الذي اعقب الاستاذ حمدي بدر الدين في الحديث قال انه امضى عاما في مكتب حمدي بدر الدين يعمل معه في تحرير الاخبارحتى بعد ذلك سمح له بان يقترب من المايكروفون ويقول (هنا ام درمان ) ثم استطرد قائلا انه لايوجد اي تدريب وكل المطوب ان تنظر الي رئيسك كيف تعمل وتعمل مثله وقال ان هؤلاء الذين سبقوهم كانوا يضنون عليهم بالمعرفة ويستدرجونهم للاخطاء وكانوا معهم في غاية العنف واللؤم اعقبت الاستاذة يسرية محمد الحسن بولاد في الحديث وقالت كلاما مغايرا لما قاله وانها وجدت كل عون من اساتذتها الذين سبقوها ثم مضى الاستاذ الفاتح الصباغ في نفس اتجاه يسرية وكذلك الاستاذة فتحية ابراهيم ويبدو لي ان بولاد كان متضايقا من كلام الذين الذين اعقبوه واعتبره مجافيا للحقيقة وتجميلا للماضي ففجاة وبدون مقدمات طلب اغنية المصير لابراهيم عوض .
لقدو وجدت نفسي مائلا لكلام الاستاذ حمدي بولاد اذ انبثقت من داخل ذاكرتي المثقوبة عدة نمازج تعضد ما ذهب اليه بولاد اذ اذكر اننا عندما كنا طلابا في نهاية المرحلة الجامعية ذرنا مؤسسة حكومية كبيرة وسال احدنا مديرها وقد كان صفوفيا (راكنر) اي لم يكن خريجا جامعيا لماذا يعاكسون الجامعيين في التوظيف واثناء الخدمة فرد ذلك المدير بصراحة شديدة وقال انها غريزة حب الرئاسة واضاف ان الكرسي الذي يجلس عليه الان لم يصله بساهلة ولن يتخلى عنه بساهلة وزاد قائلا (يابنائي ما تشوفوا الموظفين النضفين ديل دا كلو من برا بس من الداخل كلهم نمور انهم يعيشون في غابة اسمها الخدمة المدنية)
اذن ياجماعة الخير انها الكنكشة التي تحيط بحياتنا احاطة السوار بالمعصم فان كنا نتهم بها السياسين لان كنكشتهم مكشوفة فان جماعة الخدمة المدنية لايقلون عنهم كنكشة خاصة الجيل الاول من رواد الخدمة المدنية لان هؤلاء اكتسبوا القيادة بالتجربة والتدرج الوظيفي وليس بالتعليم العالي والتدريب الحديث وكانوا قد تعرضوا في بداية السلم الوظيفي لالوان من القهر وما يمكن ان يسمى بالعنف الوظيفي ولكن في تقديري ان الامر قد اختلف الان بعض الشئ او على الاقل اختلاف مقدار فاصبحت القمة اكثر اتساعا واصبح المجندين للخدمة المدنية ياتون جاهزين ومؤهلين اكاديميا فحاجتهم لخبرة من سبقوهم ليست كبيرة لابل ان بعضهم يكون قد دخل الخدمة بتقنيات لم تكن موجودة قبلهم لكن هذا لاينفي اطلاقا ان تلك الظاهرة مازالت موجودة وبكثرة ويكفي ان نشيرهنا للاطباء الذين تخصصوا على حسابهم في الخارج واكتسبوا تقنيات طبية متطورة فهؤلاء عندما ياتون للبلاد تغلق امامهم كل الابواب في المستشفيات وفي الجامعات وللاسف هذا الاغلاق سببه قادة القبيلة الطبية فكم طبيب شاب جلس معي وهو يلملم اوراقه عائدا من حيث اتى ومن القصص المثيرة في هذا الصدد ان حامل دكتوارة من جامعة بريطانية عريقة طلب من ان يتدرب مع اختصاصي يحمل دبلوما من نفس الجامعة !!!
المجتمع السوداني ليس مجتمع ملائكة ففيه الكنكشة التي هي صراع بقاء ومن هذا ينجم الحسد ولكن هذا يحرم البلاد والعباد من خير وفير يتمثل في الخبرات المتقدمة وفي تقديري ان هذة سمة من سمات المجتمعات التقليدية المتخلفة لان المجتمعات الحديثة تحكمها العقلية المؤسسية ذات الضوابط التي تعطي كل ذي حقا حقه وان الكبير يمكن ان يتعلم من الصغير والعبرة لمن صدق وليس لمن سبق كما يقول المتصوفة . وتحية خاصة لجدنا ود الرضي صاحب اجمل حسادة والقائل (الله يكبرن الكبرني وسمحن)

تعليق واحد

  1. يروى أن شيخاً سعودياً كان معجباً جداً من اثنين من السودانيين كانوا يعملون معه فقرر ان يكافئهما على جهدهما. دعاهما الى مكتبه وأخبرهما انه معجب بكليهما ولكنه أشد اعجاباً باحدهما اكثر من الآخر وعليه سيعطيه ضعف ما سيطلبه الآخر والتفت اليه وقال له "اطلب ما تريد" نظر هذا الى اخيه ثم اتجه الى الشيخ السعودى وقال له "قد لى عينى دى !!"

  2. الحسد صفة ملأزمة الأنسان منذ خلقه وما أتي الدين إلا لكي يهذب هذه الطبيعة الأنسانية ونحن السودانيين ما سمينا بهذا الأسم إلا لأننا سود النية علي حسب قول احد اصدقائي واتمني ان يكون كلأمه في غير محله

  3. لقدو وجدت نفسي مائلا لكلام الاستاذ حمدي بولاد – طبعا دا رأيك – لكن مادام هو رأي مشاتر وفق المنطق كان الأجدى أن تحتفظ به لنفسك، لأنك خالفت ثلاثة واتبعت هواك – أقصد اتبعت واحد.
    اصحى يا دكتور – بعدين حاول شوفليك فرازة تفرزليك الزاي من الذال.
    اقبل تعليقي

  4. عزيزى ود البونى لاشك انك تتفق معى بأن هذا النظام (البشتونى) جاء بفكر يدعو الى إحقاق الحق وتخليص الشعب من الوثنية وظلوا جاثمين على صدر الشعب حتى كاد عمر حكمهم يلامس الدعوة النبوية من حيث عدد السنين ورغم توفر كل (ألاليات)التى لم تتوفر (لنبى) من قبل!! فقد فشل هذا النظام فى إنتاج شخص واحد يتحلى بروح النبوة!!وكل واحد منهم (يقول يانفسى00يانفسى) 00ولا أدرى دواعى كتابتك فى هذا الموضوع ولعلك تروم إصلاحا00وهيهات00هيهات00لقد تجزرت كل الموبقات فى عهد الانقاذ!!وصار الكل يقول (يانفسى00يانفسى) بل وزاد عليه00 لفظ فاليكن بعدى الطوفان00ولا وجه مقارنة بين الحاضر القمىء الذى نعيشه الان والماضى الجميل الذى مجرد الحنين اليه أشبه بافلام الخيال العلمى ولا نكاد نتذكر منه شيئا بفعل تراكم الهموم والاوجاع التىسببتها الانقاذ00وبالمناسبة إتحداك لو تاخذ عينة عشوائية من إعمار سنية مختلفة وتعرضهم لاطباء نفسيين وسوف تقف على الحقيقة المفزعة00وإجزم بأن اقل مرض سوف تسمع به (الزهايمر)00ولا شك أنك ترى بأم عينك الحالات النفسية الاخرى متى ما تجولت فى شوارع العاصمة0

  5. إن هنالك بعد أخرً في هذه المعادلة أضافته الإنقاذ، وأنت تحاول أن تتجنبه، وهو البعد الأكثر تأثيراً وإيلاماً للشعب السوداني الفضل! لقد أحلت حكومة الإنقاذ أهل الولاء مكان المؤهلين، مما جعلك ترقص خارج الحلبة بتفسيرك هذا، وكأنك تريد أن تقول لأصحاب الحق الضائع في العمل والترقي أن ضياع حقوقهم سببها ظاهرة سودانية قديمة إسمها الكنكشة، وليس ما فعلته بهم حكومة الإنقاذ حين شردتهم للصالح العام! أنا أعتقد جازماً أنك تفعل هذا وأنت في كامل وعيك وعلمك بحيثيات القضية ولكنك تريد أن تذر الرماد على العيون، وقد لاحظت مسلكك هذا في محاولات سابقة تحاول فيها أن تقول أن مسئولية الإنفصال القادم مسئولية قديمة قدم السياسة السودانية، ولكن الحقيقة هي أن ما فعلته حكومة الإنقاذ والجرائم التي ارتكبتها في حق إخواننا الجنوبيين لا يمكن بأي حال أن تقترب مجرد إقتراب من جرائم كل الأحزاب السياسية والحكومات الوطنية التي سبقتها. إن الذي نحن بصدده من نظام حكم يفوق سوء الظن العريض، كما وصف الأستاذ محمود محمد طه الأخوان المسلمين من قبل. أنت تحاول أن تغلف الحق بالباطل، والكلام مسئولية، والله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: ? إن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله?، فهل تتذكر هذا حين تكتب بهف التعمية وتغطية جرائم النظام أم أنك لا تؤمن به؟!

  6. انا تعليقي على السيد عمر الامين وليس طبعا على البروف فانا لست بالذي يعلق او يعقب على مقالات البروف وتعليقي للسيد عمر الامين فنحن ايضا مع بولاد والبروف لان البروف وبولاد قد ذكرا ذلك الحديث وعن تجربة اما الباقين الذين اختلف معهم البروف فهم مجاملون ليس الا وفي كل الدنيا الناس تتشبث بما عندها ولا تود ان تتركه لقمة سائغة للغير حتى الساعي المكتبي وان كان يود ان ينزل اجازة فلا يعلم من يخلفه سر مهنته خوفا من ينال استحسان المسؤولين ويستبدولونه به .
    اما بخصوص فرازة الزاي من الذال فاللاسف يا استاذ عمر ما كان ان تحشر نفسك في هذا المجال لان البروف لو تفرغ ليك في هذا المجال لو وجدته من سلالة سيبويه اذا كنت تعرف من هو سيبويه ولمعلوماتك فان جميع المقالات وفي شتى الصحف فهنالك من يصفها ( يطبعها ) ونجد لهم العذر وذلك لكثرة العمل اما إن كان على جهل فتلك مصيبة وربنا يكفينا شر المصائب ما ظهر منها وما بطن .

  7. هذا كلام حول تجويد الأداء أوجهه للبوني ولجميع الكتاب المحترفين قبل أن يتطفل دعيي ويتبرع بالدفاع عن الباطل. بما أنك أخي الكاتب تمتهن هذه الحرفة وترتزق منها فأقل الواجبات أن تسعى لتجويدها، لا أظنك تتفق مع من يدعي أن كثرة العمل وزحمته تفرض الأخطاء وتجعلها حتمية. لا يا أخي هذا لا يجوز، انت ككاتب قد تكتب مقال واحد في اليوم، وتعلم علم اليقين أن هذا المقال سيطلع عليه عدد ليس بالقليل من الناس، فلماذا لا تكلف نفسك بمراجعة المقال بعد أن يقوم أحدهم بطباعته وتعمل على اخراجه للناس في أحسن الصور. هل هذا الأمر فيه نوع من المغالاة؟ إلى متى سنظل نستهتر بجودة منتجاتنا؟ وكيف ننشد التطور ونحن على هذا الحال؟

  8. لقد أصاب الأستاذ عبد اللطيف البوني عندما ضرب على هذا الوتر الحساس والحساس جدا في نفسية الشعب السوداني، ومن يحاول أن يغض الطرف ويتغاضى عن هذه الصفة الشبه متأصلة في الشعب السوداني( الا من رحم ربي) انما هو كالنعامة التي تحاول أن تدفن رأسها في التراب .لقد تفشت طباع الحقد والحسد والضر والأذية والظلم بين الناس -وهنا أقصد المجتمع المدني العادي- (وما زالت) ، وللآن يوجد من يشتكي من الحكومةومن ظلمها.أنا لاأقلل من حجم الضرر الواقع على الناس بسبب السياسات الخاطئة والمحسوبيات وما ألى ذلك مما لا يمكن حصره ولكن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم والجزاء من جنس العمل.فلننظر الى أنفسنابل ونتمعن النظر جيدا ولنحاسب أنفسناوننقي سرارئرنا ونبقي ضمائرنا يقظة دائمالعل الله يغفر لنا ويرفع مقته وغضبه عنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..