الخطاب الصحفي والإعلامي

– كلام الناس
الخطاب الصحفي والإعلامي
نور الدين مدني
* رغم أننا نعلم أن الانتقال من حكم شمولي إلى حكم شمولي إلى حكم ديمقراطي تعددي صعب ويحتاج لصبر خاصة من جانب حزب المؤتمر الوطني، وكنا نظن- وليس كل الظن إثم- أن الانتخابات أكبر من آليات التحول الديمقراطي.
* للأسف بعد الانتخابات عاد قادة حزب المؤتمر الوطني- ربما بنشوة الانتصار الذي صنعوه لأنفسهم- إلى المربع الأول الرافض للآخر ولرأيه بما في ذلك رأي الحركة الشعبية، الشريك الأساسي في مرحلة الحكم قبل الانتخابات.
* نقول هذا بمناسبة ظهور اتجاه ينادي بخطاب إعلامي رسمي مما يعني العودة بصورة كلية إلى مرحلة الشمولية ودفن المرحلة الحزبية التعددية والعودة إلى الهيمنة الحزبية الأحادية وهذا الاتجاه يسمم الأجواء السياسية ويقفل الطريق تماماً أمام التحول الديمقراطي ويهدد وحدة الوطن التي لم تعد آمنة أصلاً بسبب شبح الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب خاصة في هذا المناخ السياسي الإقصائي.
* إن الواقع السياسي تجاوز الأحادية الحزبية وهناك وجود معترف به للأحزاب والتنظيمات السياسية وبعضها لديه صحف تعبر عن أفكاره وسياساته وبرامجه وهي بالضرورة لا تتفق مع حزب المؤتمر الوطني ومن حقها جميعاً التعبير عن آرائها ومواقفها بحرية يحميها الدستور ويصونها من كل اعتداء.
* إن الخطاب السياسي الرسمي هو خطاب حزب المؤتمر الوطني الذي من حقه أن يبشر به وينشره في صحفه وأن يجد مساحة مقدرة في أجهزة الإعلام والصحف الأخرى ولكن بلا إملاء أو فرض بالقوة كما ينبغي أن تتعزز قومية أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية حتى لا تتحول إلى أجهزة حزب وبوق له.
* إننا أحرص على تعزيز إجراء الحريات وفتح المزيد من أبواب الحوار الحر المفتوح حول مختلف القضايا المصيرية والمهددات الأمنية والاقتصادية وهذا يستوجب حرية أكبر للخطاب الإعلامي والصحفي وليس حصره في خطاب حزبي أحادي.
* إن الحرب على وحدة البلاد تتطلب المزيد من المرونة العملية تجاه الآخر لتعزيز حقوق المواطنة للجميع، ليس فقط من أجل جعل خيار الوحدة جاذباً وإنما لتأمين السلام الاجتماعي في كل ربوع البلاد
السوداني