يعجبني هذا الرجل

بسم الله الرحمن الرحيم
في ردهات محكمة الصحافة والمطبوعات، وعقب مثولي أمام قاضي الصحافة على خلفية بلاغ تقدمت به شرطة ولاية الخرطوم ضدي، كنت أنوي مغادرة المحكمة إلا إن موظفا في المحكمة استوقفني ليطلب مني توصيل أمر تكليف بالحضور إلى الأستاذ عثمان ميرغني في بلاغ قديم.
لم أكمل حديثي مع الموظف حتى ظهر أستاذ عثمان أخبرته أن الموظف يسأل عنه بخصوص بلاغ قديم منذ العام 2009 مرفوع ضده من قبل جهاز الأمن والمخابرات، وأن جهاز الأمن قد أعاد تحريك البلاغ مرة أخرى.
ابتسم أستاذ عثمان ابتسامة واسعة حتى كادت أن تتحول إلى قهقهة، وأخرج قلمه ليمضي على طلب الحضور بكل هدوء، تأملت موقف الرجل بدهشة، وأنا التي كنت أتوقع أن يثور ويرغي ويزبد في دلالات تحريك البلاغات القديمة ، وما أدراك ما البلاغات القديمة!.
غادرنا المحكمة وأستاذ عثمان يوزع الابتسامات والتحايا بين الموظفين والعساكر و حتى خصومه.
لاحقا وعقب جلسة أخرى في نفس المحكمة، وفي يوم آخر سألته : يا أستاذ ما سرّ هذا البرود، وتلك الابتسامة الموحدة، والأعصاب المثلجة؟!، إنك يا أستاذ تتحرك وتتعامل وكأنك قطعة من الثلج معلقة داخل محطة فوستوك، فأجابني بنفس تلك الابتسامة الجليدية ولماذا نغضب ونثور، نحن لا نمثل أمام المحاكم في قضايا تزوير أو اختلاسات أو نهب مال عام أو فساد أو مخدرات.. إنها قضايا (نشر) يا أستاذة، وهي تستحق الفخر لا الغضب.
ذلك كان درسا بليغا أستاذي عثمان ميرغني.. أعجبني برودك كما أعجبتني ردودك.. أنت رجل تمنح العبر، وتستحق الإعجاب.
أستاذ عثمان وددت أن أختم عملي معك بصحيفتك الشاملة الناجحة بهذه الكلمات في حقك حتى يعلم القراء أي رجل يقرأون.
لم أرغب في كتابة هذا المقال قبلاً؛ حتى لا أتهم بالتملق، والمداهنة، أو يعتقد الآخرون أنها من باب تكسير الثلج؛ رغبة في حافز، أو زيادة في راتب.
إنما أكتبها اليوم وهي آخر أسطر لي في حضرة مدرستكم الصحفية المميزة، سعدت بنصحك ، وتوجيهك ، ومحبتك ، واهتمامك، ودفاعك عن منسوبي صحيفتك، وسعدت بصحبة كل الإخوة والزملاء في الصحيفة من محررين، وكتاب أعمدة، وموظفين، وعمال، ومصممين، ومصححين، وعمال المطابع..
وشكر خاص إلى سكرتير التحرير الأنيق هيثم موسى.. الذي استحمل احتجاجاتي، واستحمل تأخر العمود، وتسليمي له ما بعد منتصف الليل.
ستظل (التيار) بيتاً لي، وسكناً آمنا دافئا، تحمل شعارها بين صفحاتها، وداخل حوشها- سيد نفسك مين أسيادك.
خارج السور:
قرائي في صحيفة (التيار) استودعكم الله.. ينتقل عمودي خلف الأسوار ابتداء من الأحد إلى صحيفة السوداني.. في أمان الله.
*نقلا” عن التيار .
بالســــلامه والتوفيق الأستاذه الرائعه جداً/سهير عبدالرحيم إبنة المناضل الجسور الراحل/ودالحسين ، لك التحيات الطيبات ،،،،
فرحت وتوقعت في اخر مقالك ان اقرا انك عملتي جريدة ،،فرحت لانك اذا عملتي جريدة فستكون زات نكهة غير ومختلفة لان ادراتك واختيارك للكتاب والمحررين وللمواد سوف تكون منتخب يصعب تجاوزه في الصحافة السودانية والاقليمية
إنك يا استاذة كاتبة عظيمة وانا حريص على قراءتك فعلا ينبغي لمن يقرأ لك ان يقرأ بين السطور ويأتي بعقله قبل نظارة القراءة هذا مستوى الصحفيين الذين واللائي نحب ان نقرأ لهم ما ذكرتيه في حق الكاتب عثمان ميرغني صحيح فهو كاتب مدرسة يتعلم منها فنون الكتابة وشرف الكلمة وصدق العبارة
بالتوفيق
Hafazik Allah ..You, Yourself, deserve all the Respect of all Sudanese
نعم يااستاذة سهير موقف يعجب كل من شاهده أو سمع عنه …ولكن سيزول العجب بمجرد
أن يعرف خلفية تاريخية لتعامل عثمان ميرغني مع النظاميين….نحكي لك عن موقف
كتب مرة عثمان منتقداً ما اسماه ارسال طلاب يافعيين من مراحلة دراسية مختلفة لخوض حرب الجنوب وتفويجهم في قوافل الجهاد والعمل دبابين. ونسي عثمان ما كتبه الا أن القائمين علي أمر القتال حفظوا في ذاكرتهم هذا الموقف وانتظروا دخوله الي المطار في احدي سفرياته الداخلية فقاموا بإخطار قائدهم الذي أصدر توجيهاته الي عسكره بحمل عثمان وادخاله الي الطائرة المسافرة الي الجنوب وقد تم حشره بالقوة في صالةالانتظار ..هنا بكي عثمان كالطفل الذي هب من نومه ولم يجد أمه بجانبه وتدفق دمعه غزيراً طالباً الاسترحام ولم يشفع له الا حضور احد اشقائه الذين يشغلون موقعاً ممتازاً في حزب الكيزان…وقد قام بتخليصه من قبضة أخوانه (في الله)
عثمان استوعب الدرس ولو اظهر ضجراً أو ضيقاً سينال علقة ساخنة كما حدث قبل عام تقريباً
بالتوفيق,أستاذة.
مع صادق الأمنيات لك.
لم أرغب في كتابة هذا المقال قبلاً؛ حتى لا أتهم بالتملق، والمداهنة، أو يعتقد الآخرون أنها من باب تكسير الثلج؛ رغبة في حافز، أو زيادة في راتب.
لا ما اتملقتي ابدا حاشاك
نهنيك ونهني بطلك صاحب الابتسامة الجليدية
بالرغم من أن لكل شخص قناعاته في الإنتقال من موقع إلى موقع..و لكن أجدني غير مرتاح لهذا الإنتقال!! على العموم وفقك الله فأنت كالغيث لا يهم أين يهطل!!!
الكنداكة/سهير عبد الرحيم
انت انسانة تستحقي لقب الكنداكة قبل اسمك كملكة عظيمة كالسابقات المؤدبات للرومان فامطرينا من اينما حللت…
يعجبني في كتاباتك انك تبدأينها دائما (ببسم الله الرحمن الرحيم)
وفقك الله وسدد خطاك في موقعك الجديد
لا أؤيد عملك في صحيفة السوداني وأنصحك بالعمل في صحيفة الجريدة فهي صحيفة حرة ولا تخاف في الحق لومة لائم أتمنى أن تغيري رأيك هذا…. والى صحيفة الجريدة فهي مكانك الحقيقي يا سهير