مقالات سياسية

الوصفة..!!

التحليل الصحفي.. مثل هذا الذي نكتبه.. أقرب إلى عمل الطبيب الذي يشخص الأعراض والمرض.. ثم يكتب (الروشتة) بناء على التحليل وليس بناء على تعاطفه مع المريض.. فلا يمكن ?مثلاً- أن تدل عينات التحلل على مرض معين.. فيعمد الطبيب من باب التعاطف مع المريض على كتابة روشتة (ملاريا).
وهذا ما ينطبق على كاتب هذه السطور.. في تحليل الأوضاع الراهنة في مصر.. صحيح الرئيس مرسي لم يطفئ الشمعة الأولى من حكمه بعد.. ولا يزال يتلمس طريقه.. وصحيح أنه جاء بشرعة ديموقراطية غير مشكوك فيها.. وصحيح هذه الأيام شعب السودان الذي يتفرج كله على الملعب المصري.. الغالبية منه ربما يتعاطفون مع الدكتور محمد مرسي.. ليس تعاطفاً سياسياً بل لاحساس شعبي سوداني غامر أنه ظُلم في شرعيته.. ولم تسنح له فرصة كافية للحكم عليه.
لكن كل ذلك لا يمنع النظر بعمق للمشهد.. واستخلاص العبر والنصائح و(الروشتة) المناسبة لتجنب مثل هذا المصير.
من هذه العبر.. أن الإخوان المسلمين في مصر يبدو أنهم استمعوا لنصيحة من إخوانهم في السودان.. هي سبب كل هذه الكارثة الداوية.. ربما همسوا في آذنهم (التمكين.. التمكين.. حماية للدين).. وأعطوهم (وصفة) التمكين.. أضربوا المؤسسات القائمة واستبدلوها بمؤسسات السمع والطاعة..
الوصفة السودانية تنص على تعديل المبدأ المعروف للدولة الحديثة الذي ينص على فصل السلطات الثلاثة.. مبدأ (التوازن في السلطة) Checks and balances .. التعديل السوداني بسيط وسهل.. تظل السلطات ثلاثة كما هو معلوم.. لكن مع تغيير طريقة (الترقيم).. كيف؟؟ سأقول لكم.
تصبح السلطة الأولى .. السلطة رقم (1) .. مقسمة لـ(أ) وهي السلطة التنفيذية.. و (ب).. السلطة التشريعية.
وعلى هذه الوصفة.. حاول الرئيس مرسي الانقضاض على القضاء فخاض معركة باهظة الثمن ضد المحكمة الدستورية والقضاء المصري عموماً، كانت نتيجتها أن خرج هو من الحكم لتتسلمه المحكمة الدستورية.. ذات المحكمة التي حاصرتها جماهير الإخوان لحوالى شهر ومنعت القضاة من ممارسة مهامهم.
في الولايت المتحدة الأمريكية .. مجرد محاولة تجسس (صبيانية) صغيرة.. من الحزب الجمهوري على الحزب الديموقراطي.. أدت للاطاحة برئيس أقوى دولة في العالم.. رغم أن الرئيس الأمريكي لم يكن يعلم بمحاولة التجسس ولم يأمر بها.. كانت كل جريمته أنه بعد ما علم بها.. حاول التستر عليها والكذب.. بل أصر القضاء الأمريكي على محاكمة الرئيس حتى بعد استقالته.. لولا تدخل الرئيس الخلف واصداره العفو الرئاسي الشهير.
الدولة الرشيدة.. هي مؤسسات.. قوتها من قوة المؤسسات.. لكن إن تحولت المؤسسات إلى مجرد (تصاوير) لا تهش ولا تنش.. (مثل مجلسنا الوطني الموقر).. فإن ذلك يقدم برهاناً سافراً للمصير.
من المهم أن نعتبر ?هنا في السودان- بما حدث في مصر.. وندرك أن تقزيم المؤسسية لصالح الفردية.. مهما بدا مغرياً ومؤكداً للسلطة إلا أنه في النهاية سيطيش بالدولة كلها..
وحتى لا نستبين النصح ضحى الغد..

تعليق واحد

  1. قلت مرسي لم يمهلونه اكثر ر من سنة. لا أحسن تكون 24 سنة عشان يرجع مصر للقرون الأسطى .
    لو أنا فى محلك لتوقفي عن الكتابة حتى ينسى الشعب دعمك للعصابة وان كان الشعب قرر ما فيش حاجه اسمها عفا الله عما سلف من الشافوا فى ربع قرن

  2. وصحيح هذه الأيام شعب السودان الذي يتفرج كله على الملعب المصري.. الغالبية منه ربما يتعاطفون مع الدكتور محمد مرسي

    كعادته يعلم عثمان بن مرغني ما ظهر و ما باطن فعثمان بن ميرغني جمع العلم من أطرافه و كعادته إمتلك المعرفة و الحقيقة النهائيةأو لم يقل من قبل ( أن الشخص الوحيد الذي فهم تصريح الدكتور قرنق هو علي عثمان ) و الذي يحكم على الناس بالفهم أو عدم الفهم هو الشخص الأعلى معرفة أو لربما يعلم ما في النفوس وهذا هو عثمان بن ميرغني

  3. شكراً على الوعي شكراً على الاحساس بنبض الوطن وآلامه ولكن اقول بالنسبة لإخوان السودان ينطبق عليكم قول الشاعر بشار بن برد
    قد اسمعت لو ناديت حيا لكن لاحياة لمن تنادى
    ولو نارا نفخت بها اضاءت ولكنك تنفخ فى رماد
    احب ان اقول لك ادعو الى ثورة شعبية وقف الى جانبها دعوة صريحة حينها تكون بالاضافة الى التوعية التي تقودها ستكون التوازن الذي يخيف منه المؤتمر الوطني ان الثورة في السودان هي ثورة زنوج ضد العرب والمسلمين للأسف

  4. الأخ/المهندس/عثمان ميرغنى:لك التحية على هذا التحليل العميق الصادق فقطعاً الذى ضيع مرسى واخوانه فى مصر هو الاستماع الى نصائح وسياسات اخواتهم فى السودان والتى كانت سلبياتها فى السودان أكثر من ايجابياتها بل ادت فى نهاية المطاف الى الانقسام الشهير بين أهل الانقاذ وكذلك محاولة سائحون الأخيرة من أجل تغيير النظام اذاً الجميع لم يعتبر ولم يتعظ من تجارب التاريخ وما أكثر العبر وأقل الاعتبار كما قال سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه.
    وبالله الثقة وعليه التكلان.

  5. أقسم بالله إنى أحب كتاباتك .. لانك إنسان تقول الحقيقه ,, وبإسلوب بسيط رائع يفهمه الجميع .. أما الذى يريدون أن يقدحوا في تأريخك ,, فهم من المخذلين عديمى الحيله ,, الذين ,, لاهم لهم سوى النقد الهدام ,, والافتراء على خلق الله ,,

  6. هو الاسلامويون السفلة خلوا الديمقراطية تستمر وتصلح من اخطائها فى ظل الحرية والديمقراطية حتى يكون عندنا فصل سلطات وتوازن القوى الخ الخ ؟؟؟؟؟؟؟
    الله يلعن الاسلامويون فى المذاهب كلها العطلوا التطور الديمقراطى فى السودان وايدهم اصحاب الغرض والهوى والجهلة والغوغاءّ!!!
    والله يلعن ابو اليوم الاتولد فيه حسن البنا ذاته يا شيخ!!!!!!
    الحركة الاسلاموية هى الدعارة السياسية تمشى على قدمين الله لا تبارك فى اى واحد فيها!!!!!!
    24 سنة من عمر الوطن ضاعت هباء فى الحروب وانفصال الجنوب وعدم الاستقرار السياسى والدستورى الذى لا ياتى من خلال حزب واحد او نظرة آحادية تقود الناس كقطيع الضان بل من خلال حوار قومى شفاف وحر وتراضى وتوافق قومى!!!!!!!!
    لعن الله الحركة الاسلاموية من اكبر راس لحد اصغر راس فيها!!!!!!

  7. اخرس يا عصمان .. الله يخزيك يا منافق .. ايه اللى عرّفك انت بالشعب السودانى.. أل ايه.. أل اشّعب أسّودانى بيتعاطف مع “العياط” لأنو ظلم فى شرعيتو!! الشرعيه دى جابا من منو؟ موش من الناس اللى ادوهو اصواتم .. دلوكت عاوزين يسحبوها لأنهم اكتشفوا “ابل فوات ألأوان انو ما بيستحآش “.. كم المده الكافيه للحكم عليه ..( 20 – 15 – 10 سنه) ..يعنى ينتظرو اولاد بمبه لحد ما يشتركو فى مهرجانات تكريم وزراهم المدفوعة التكلفه من مال المساكين اللى بيدفعو تمن الحدمات مقدما وما لاقنها.. اصبتنا بصدمه من اول الصباح ,, اصبحنا يالله … روح ..التيار تانى تشمها قدحه حتى بعدما تلحس كوعك يا منافق!!

  8. وصحيح هذه الأيام شعب السودان الذي يتفرج كله على الملعب المصري.. الغالبية منه ربما يتعاطفون مع الدكتور محمد مرسي.. ليس تعاطفاً سياسياً بل لاحساس شعبي سوداني غامر أنه ظُلم في شرعيته.
    مين قال باننا متعاطفون معه واقسم بالله العظيم لو بييدي لذبحت الجمال والثيران والعجول والخرفان والغزلان ابتهاجا بكنسهم ورميهم في مقالب القمامة حركة تمرد يحسب ويحمد لها بازالة ورم خبيث كاد ان ينشر في الجسم المصري بل اقول لك انا ادعو الله للاسد الصغير بالانتصار الباهر والساحق له نكاية بخوان الشيطان عندنا 24 عام علمتنا ان اكره كل ملتحي زميم حتي لو كان لينين او قرنق او كاسترو علي حركة تمرد ان لا تمد لهم يدها بل يجب عزلهم من الحياة السياسية والاجتماعية هؤلاء الحشاسشون لا مكان لهم في التاريخ قديما وحديثا انهم اهل الكهف اهل الظلام التائهون المساطيل المقملين شواذ العصر

  9. شكلك ما عاوز جريدتك ترجع…. شكلك بتفتش ليك في سبب عشان تدعي البطولة لكن تمايزت الصفوف… رفعت الأقلام وجفت الصحف.

  10. يا عثمان مرغني ” مجلسنا الوطني الموقر” الذي لا يهش ولا ينش فيه الدكتور الفقية العالم الذي يخاف الله والذي لا ياكــل المال الحرام (الحبر يوسف نور الدائم) من محمد أحمد المغلوب على امره.

    فالحبر وامثالـه الاخيار ياخـذون رواتبهم ولكن يهشــون وينشــون من اجل محمد احمد الغلبان ليل نهار ، ألا ترى او تسمع بذلك؟!!!!!!!!!!

  11. هل يعتقد الكاتب ان مصر منذ زمن جمال الى الان دولة مؤسسات؟

    لا اعتقد ذلك اطلاقا و الا لما حدث ما حدث
    ثم من قال للكاتب ان اخوان مصر استمعوا لاخوان السودان

    يبدو ان الكاتب لا يعرف المصريين

  12. وريني سبب واحد يخلينا نتعاطف مع مرسي … نحن خلينا بكانا على بلدنا نفتش للبكاء عند الجيران … ياخي خلينا نجفف دموعنا اللسه ما وقفت وما أظنها بتقيف …مش على الجنوب وحلايب والفشقة ومش على الوضع المزري الحالي ولكن على عدم احساسنا بأن البلد بتموت وبتضيع والخراب قدامنا وشايفنو وقاعدين نبكي على مرسي ……وناس الغرب يبكوكا وناس الشرق يبكوكا ويبكوكا

  13. التحليل الصحفي.. مثل هذا الذي نكتبه.. أقرب إلى عمل الطبيب الذي يشخص الأعراض والمرض.. ثم يكتب (الروشتة) بناء على التحليل وليس بناء على تعاطفه مع المريض.. فلا يمكن ?مثلاً- أن تدل عينات التحلل على مرض معين.. فيعمد الطبيب من باب التعاطف مع المريض على كتابة روشتة (ملاريا)….. لكن مابالغت ياسيد عثمان بالله الهترشة دي تسميها تحليل صحفي وتحرر ليها روشتة حل كمان والله صدق من قال الطشاش في عمي صحافتنا شوف , خليك محلي علي وزن خليك سوداني أحسن , قال إيه مرسي أستمع لنصيحة أهل الحكم في السودان ,هل كنت حضور وسمعت النصيحة والله يمكن إسترقت السمع ,عجبي من التحليل الصحفي.

  14. يا عزيزي الروشتة التي صلحت لحكم السودان ربع قرن من الزمان لم تصلح لحكم مصر سنة واحدة. السبب بسيط جدا هو ان الشعب المصري ليس كالشعب السوداني الشعب المصري شعب حي رغم انه حكم بواسطة نظام مبارك الشمولي لمدة ثلاثين سنة إلا ان ذلك لم يؤدي الى موته فقد تعلم من الثورة التونسية بسرعة البرق وأطاح بمبارك في زمن قياسي وهاهو اليوم يطيح بمرسي الرئيس المنتخب اما اولئك البشر الذين يعيشون في السودان فهمهم الاكبر توفير ما يسدون به حاجتي البطن والفرج .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..