مقالات سياسية

أخر طلقة في بندقيتنا

الزين عثمان

ذات ديسمبر قبل سنوات خمس اخبرنا رفيق عبارة كانت واحدة لكنها حاسمة ” نبقي حزمة كفانا مهازل ” في كوننا حزمة مرقنا على الشوارع شاهرين هتافاتنا صنعنا ديسمبرنا ووصلنا به حتى أبريل كنا نظن ان مستحيلات الدنيا خمسة وسادسهم سقوط البشير لكنه سقط ونظامه وبدأ وكأنه اضعف من تصورنا لضعفه في الحقيقة لم يكن النظام ضعيفاً فحسب كنا نحن مجتمعين اقوى من ان نهزم

بعد ان سلبت الجبهة ثلاثون عاماً من عمرنا اكتشفنا ان ما حدث كان يمكن تلافيه أن نظرنا ففي دواخلنا واكتشفنا كم نحن أقوياء كان كل منا في المواجهة فارس وفارسة لا تلين له قناه ولكننا لم نستطع حتى توحدنا
وحين يسألؤنك لماذا انتصرنا في ديسمبر وكان بإمكاننا ان نفعل ذلك من تسعينات القرن الماضي فلا شيء اتفق فيه السودانيون أكثر من اتفاقهم على أن الانقاذ هي كل سوء حدث وانه لن ينعدل عوج البلد الا بذهابها .. حروب وفساد وتدمير ممنهج وتقسيم للبلاد
ويا رعاك الله نحن الأن في سودان ديسمبر وما ادراك ما سودان ديسمبر السودان الذي بدا منذ الحادي عشر من ابريل انطلقنا اليه بنشوة الهتاف “تلاتين سنة ترقص الليلة رقصتنا” سودان كعب الحرب الراهنة الأن هو في حقيقته السودان الذي قذف اهله بالبشير وعصابته الى مذبلة التاريخ وانطلقوا معاً لكتابة المستقبل
هو سودان الثورة ومواكبها هو سودان عظمة واستاذ احمد الخير هو سودان محجوب التاج وبقية الرفاق الشهداء هو سودان بري والعباسية وشمبات والعقدة المغاربة هو سودان ذلك الهتاف ” يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور

ذات ابريل قرر من خرقوا في وقت سابق الثورة بالانقلاب أن يخرقوا سفينة السودان كله بالحرب منتصف الشهر دهست افيالهم المعباءة بالبارود الخرطوم , سكان المدينة الذين كانوا ينتظرون العيد وجدوا نفسهم في قلب الجحيم يأتيهم الموت بغتة يحيط بهم احاطة السوار بالمعصم بدا العيد حلم بعيد المنال
وعلى سيرة العيد كان يوم سقوطهم هو يوم عيد كل السودانيين كان لحظة قصاص من كل وجع الايام الفائتة كان بعضنا يردد احضر سقوط البشير وبعدها اموت وانا في كامل الارتياح قبض الشعب يومها على سلطة البشير وجعل من كانت تطلق على الجماعة اسد افريقيا مجرد مدان بالاتجار في النقد الاجنبي متوشحاً “البردلوبة”
لكن ثمة من يسألك بعد كل ما حدث لماذا وجدنا انفسنا وقد سقطنا “بردلب” في الانقلاب ومن بعدها في حفرة الحرب ؟ بسيطة يا عمك حين ترك الثوار ثورتهم ظن الفلول انهم الثورة .
وكيف ترك الثوار ثورتهم ؟ ترك الثوار ثورتهم حين تنازلوا عن وحدتهم وحين تراجعت قيم ديسمبر ديسمبر يا عزيزي لم تكن سوى موكب سوداني واحد يمضي من يقودونه به نحو باكر حيث سودان الحرية التي تمشي نحو العدالة وبسلام حين تفرتق الموكب الواحد لم نحصل على العدالة سلب الانقلاب الحرية وقضت الحرب على السلام
كنا جميعنا في السودان ندفع فاتورة وجود البشير وسلطته والأن نحن والجيران ندفع في فاتورة الحرب وهي فاتورة باهظة التكلفة ولا اظنني في حوجة للتوضيح اكثر الحرب يراها كل منا في نفسه وفي الذين من حوله

في الثورة كان علينا ان ننتصر ل “تسقط بس” في مقابل “تقعد بس” في نهاية المطاف قعدناهم في المكان الذي يليق بهم الأن علينا ان ننتصر للحياة في مواجهة “بل بس” ان ننتصر للحياة في مواجهة العبث بارواحنا وممتلكاتنا وببنية بلادنا التحتية المنهارة اصلاً علينا ان ننتصر للناس ورغبتهم في الحياة وطريق انتصار ديسمبر كتب عليه صنع بواسطة الوحدة وهو ذات الطريق الذي يمكن ان ينتصر لسلام السودان الان .

كانت ولا تزال الثورة ثورة شعب هو الذي اشعل فتيلها وهو القابع الان مسجوناً ي “فتيل” الحرب وهو نفسه من سيختط طريق جديد للعبور والانتصار طريق من اتجاه واحد ان اردنا ان ننهي الحرب علينا ان نكون في جبهة واحدة جبهة لا للحرب وجبهة لازم تقيف جبهة وحدة قوى الثورة المدنية من اجل هدف ايقاف الدمار واستعادة الديمقراطية دون ذلك لا يمكننا الوصول وسندفع المزيد من الفواتير

الحل يا عزيزي في جبهة مدنية موحدة جبهة تكون هي الحزمة وبالطبع وجودك من ضمنها سيجنبك مهزلة ان تكون في قائمة “البلابسة” ومن خرج من هذه القائمة بس هو ربحان فما بالك بان تغادر قائمة صناع الموت وتكون جزء من استعادة الحياة في وطنك وجود جبهة مدنية ضد الحرب ليست ضرورة مرحلة فقط بل هو ضرورة حياة عديل كدة
نحن الان لم تعد نملك خيارات كثيرة هو خيار ان نواجه الحرب بوحدتنا ضدها او ان نترك الحرب لنفرتق ما تبقي لنا هذا ان وجدت شئ لم ينتهي بعد
ويا كلنا ما تزال في بندقيتنا رصاصة فلنطلقها ضد من يقتلوننا ولنهتف في وجوهم يحيا السودان وطن السلام

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..