شدتك الكانت يا جون

خلوها مستورة

طارق عبد الهادي
[email][email protected][/email]

شدتك الكانت يا جون

هو جون قرنق ديمبيور وأما شدته و حنكته فتتمثل في إصراره الذي كان إبان التفاوض في مشاكوس ونيفاشا من اجل هدفه البعيد المتمثل في أن لا يحتفظ بمسمار جحا في بيته مع حرصه على ترك ذات المسمار في بيت الجيران ، لقد عطل قرنق مفاوضات مشاكوس ونيفاشا شهورا عديدة ليحقق هدفه الذي أصر عليه بشدة وبإلحاح وهو ضرورة إلحاق القوات الصديقة الجنوبية او ما اسماها هو حينها الميليشيات الموالية للشمال وكان قوامها قوات فالوينو ماتيب ، لقد استمات قرنق من اجل ان تلتحق هذه القوات إما بالجيش السوداني وبالتالي يتحمل الجيش و الشمال أي تجاوزات تصدر من قبلها إبان الفترة الانتقالية او ما بعدها او الخيار الثاني وهو ان تنضم له في جيش الحركة الشعبية فيتمكن منها ويبعد قادتها ويستحوذ عليها وهو ما تم حتى بعد رحيله ، لقد كان هدف قرنق البعيد ان يجرد الشمال و السودان فيما بعد من ما يمكن ان يشكل له إزعاجا ، في المقابل تجاهل وفد الحكومة في نيفاشا مسالة بقاء الفرقة التاسعة والعاشرة بل عشرات الآلاف من أبناء المنطقتين في النيل الزرق وجبال النوبة و حتى انه لم يربط حصول الاستفتاء بحسم هذه المسالة وإيجاد الحلول قبل تقرير المصير ، تغلبت عقلية عمرو بن العاص على ابي موسى الأشعري والقصة معروفة في الخلاف الذي جرى في خلافة معاوية وعلي فعندما قال ابو موسى الأشعري إني اخلع صاحبي ويقصد عليا كما يخلع الخاتم من الإصبع صاح الداهية عمرو بن العاص واني اثبت صاحبي معاوية كما يثبت الخاتم في الإصبع ، حدث المحظور ، وكان قرنق بدهاء عمرو بن العاص ، ليته كان خاتما بل هو خاذوق مثل ذاك الذي كان يعدم فوقه! او به المستعمر التركي أسلافنا المشاغبين له في حكمه ، لقد كان قرنق داهية من طراز فريد وكان أكثرهم ذكاء في داخل جماعته مع فارق السن أيضا و يروى انه أيام التفاوض سأله مالك عقار قائلا له نحن نعرف الوحدة او الانفصال او الكونفدرالية فمشورة شعبية حق منطقتين ده شنو؟ ما فهمناه ، امسك به قرنق من يده وانتحى به جانبا هامسا له ، مشورة ده جنا سغير بتاع تقرير مصير لو ما فقس و كبر ونما وبقى سودان جديد كبير! ، يقول مالك بن نبي ان أسوأ الاحتمالات هي الأرجح حدوثا ، سنعود لنيفاشا لاحقا ان شاء الله و من حسن الحظ ان ما كتباه أيام اتفاقية فشودة للسلام لازلت احتفظ به وكم هي الفرص التي ضاعت على البلاد نتيجة التقييم الخاطئ للأمور ، الآن حدث ما حدث فبعد استعادة هجليج هناك عاملان اثنان يمكن ان يشكلا حصانة للبلاد لمنع تكرار ما حدث أولهما كيف نخلق الروح الوطنية لتصطف دفاعا عن الوطن ليس بالأناشيد بل بترك الناس تتنفس اقتصاديا مما يتيح الانتقال بين الطبقات وان لا تكون الدولة جابية وقابضة بمحلياتها وإيصالاتها وتركب على ظهور الناس و تفرسهم بالجبايات ، المحليات بالداخل وجهاز المغتربين والسفارات للخارج ، هجم الأعداء على دار عنترة بن شداد فقال له سيده كر يا عنترة فأجابه يا سيدي العبد لا يحسن الكر وإنما يحسن الحلب والرعي قال له كر وأنت حر ، اخذ سيفه وهزم الأعداء وافترس منهم أربعين لوحده ، نفس هذا المنطق لتفعله الحكومة مع الشعب ترفع يدها وجباياتها عنه و هو سيدافع عن هذه البلاد ، ثانيا تغيير التركيبة في الحكم لنكون مقبولين خارجيا أي أيدلوجيا اقل وواقعية أكثر.

تعليق واحد

  1. تشوف قادة الحكومة يتحدثون تقول كلو عقل الدنيا فيهم وتشوف النظرات تقول خلاس ديل ياهم الفاهمين
    ديل قايلين حكم البلد زى قيادة اتحاد الطلاب ولماذا لا يتحمل النائب الاول وزر الاتفاقية التى دقسهم فيها قرن ويجى واحد زى الطيب يركبا فى الموظفين الصغار زى ادريس ونسى وداختو البشكير وكبيرهم واذكاءهم شيخ على الذين ضيعو الارض والعباد وما جابو السلام بل كل الخراب والدمار وما بيهم تكاليف الحرب يموتو اولاد الناس عشان هم يحكمو. النائب الاول وهو عامل فيها سياسى كبير اثبت فشله الاكبر وضيع البلاد

  2. ليس ذكاء من الهالك ولكنه غباء المفاوضين من شاكلة سيد الخطيب ومحمد عبدالقادر وحقو الشعب السوداني والحكومة تعتذر للباشمهندس الطيب مصطفي لانو كل القالو طلع صاح..

  3. الحل لا اراه فيما ذهبت إليه ، فمناطق الهامش السوداني لن تنتهي مشاكلها بتوفير الطعام و الشراب ، حتى الأنعام و الدواب تثور إن نزل به الضيم ، لا يمكن إختزال مشاكل النوبة و الأنقسنا أو بالأحرى جبال النوبة و النيل الأزرق و دارفور و الشرق في الأكل و الشرب ، لهذه المناطق و مناطق أخرى حق في الحياة و المشاركة الحقيقية في صنع الحاضر و المستقبل لعامة البلد و من سوء نية من بيده السلطة و التفكير النخبوي تعلموا أن ما حك جلدك مثل ظفرك ، فالحل يكمن في كيف يُحكم السودان ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..