زواج العيد.. اقتران الأفراح بالمناسبة الدينية.. راسخ ومسيطر

الخرطوم – رندا عبد الله
عرسك متين؟ سواء أكانت السين مفتوحة أو مكسورة، فالإجابة واحدة (عرسي في العيد)، حيث جرت العادة في مجتمعنا على عقد الزيجات في أعياد والمناسبات الدينية الكبيرة (العيدين، 27 رجب، ليلة المولد عاشوراء.. الخ).
وللزواج في عيد الفطر نكهته الخاصة لاسيما عند أهل العروس الذين تثقل كاهلهم بعض الالتزامات المعروفة تجاه أم العريس وعائلته، حتى ولو حدث ذلك في ظروف استثنائية تتمثل في رهق الصيام الممزوج بجهود مكثفة في كواليس منزل العروس.
إكمال نص الدين
وتمضي: على الإنسان السوداني أحايين من الدهر ولا تفتر زيجات العيد ولا تتعب ويستمر الشباب في إكمال نصف دينهم خلال الأيام السعيدة، والشاهد امتلاء صالات الأفراح خلال الأيام الماضية وازدهار الأسواق ونشاط الكوافير والاستديوهات.
تعب شديد
وتعليقاً على ذلك، تقول وداد (ربة منزل) عن انعكاسات رمضان على زيجات العيد، إنه يؤثر في بعض النواحي خاصة الجانب الاقتصادي. وأضافت: المجهود الذي يبذل في زواج العيد مضاعف، فتجد أن أهل العروس يجهدون في قضاء بعض المهام قبل حلول شهر رمضان مثل (دق الريحة والبخور والدهن)، لكسب الوقت أولاً، وتجويد وإتقان صنع هذه الأنواع من العطور الفلكورية، إن صح التعبير. واستطردت: أما بقية الخدمات، فيتم توزيعها بشكل تلقائي على فتيات ونساء الأسرة بما فيها شغل المطبخ، من التقلية والبليلة.. الخ، بينما تستاجر أغلب الأسر عاملات باليومية للغسيل الذي يشغل حيزاً كبيراً في المناسبات.
جرادل واجبة الدفع
وفي السياق، أشارت منى عيسى (موظفة) إلى أن الصرف على الزواج يزداد في رمضان، فمائدته تستلزم إضافة بعض الأطباق مثل الفطائر والسلطات والحلويات بسبب (عسكرة) الضيفات من النساء في بيت العرس بحجة المساعدة في إعداد فطور العريس وبقية الأعمال. واتستطرد: “طبعاً إذا جاءك ضيف لازم تتكلف وتصلح الصينية، ولا تنسى أن تكون الأطعمة (فريش)؛ لأن فطور رمضان لا يتحمل (البايت)، ذلك مع مراعاة أهل العروس للضيوف، إذ منهم من يتناول فقط طعام الإفطار، ومنهم من يتناول أيضاً طعام العشاء أو السحور ما يشكل عبئاً اقتصادياً على الأسرة” .
عروس العيد
لكن وداد عادت مرة أخرى لتشير إلى أن الخبائز التي تصنع أصلاً للعيد لا تعفي أهل العروس بطبيعة الحال من تجهيز (جردلين) منها على الأقل لفعاليات العقد أحدهما بسكويت، وآخر من مشكل إضافة إلى البلح والمكسرات، وثلاثة (جرادل) أخرى (واجبة التسليم) يد بيد لأم العريس من الكعك والبسكويت والأشكال. وأضافت: “عروس العيد أيضاً تتأثر نسبياً بالصيام، حيث يفقد جسدها الكثير من السوائل يفاقم ذلك خضوعها لدخان كثيف، فلا تقوى على الصمود جراء (الفقدين الجللين) ما يؤثر في (نورتها) سلباً”. وختمت قائلة: “ذلك رغم أن رمضان يسعف بعض العروسات النحيفات في زيادة أوزانهن لإكثارهن من تناول العصائر والحلويات”.
تعب لذيذ
وفيما علقت حنان الجاك (باحثة اجتماعية) على زواج العيد بقولها: ورغم (التعب والإرهاق)، فإن هذا العادة (الزواج في العيد) أضحت راسخة ومسيطرة على المجتمع السوداني، على أساس أن تكون (الفرحة فرحتين)، فضلاً على الشعور بالسعادة والفأل الحسن جراء ذلك، أما بالنسبة لما يكتنف هذه الزيجات من رهق وتعب، فإن ذلك كله لا يضاهي الفرحة بالزواج، خاصة في ظل وجود أسر ممتدة وإحساس جماعي بالفرحة، كل ذلك يقلل من الشعور (الإرهاق). من جهته، أكد الشيخ مولانا أحمد علي (إمام مسجد علي بن أبي طالب) أن لا دليل في القرآن والسنة على بركة الزواج في مناسبات دينية معينة، لكنه عادة جميلة بشكل عام أن تقترن فرحة العيد بفرحة المناسبة.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..