ونزفها عروستنا في الاسعاف ، ونسرق احلام الامومة

نمريات
ونزفها عروستنا في الاسعاف ، ونسرق احلام الامومة .
** منتصف العام 2017 ، خرج مواطنو الراوات، التي تقع في الجنوب الغربي من ولاية النيل الابيض، والتي يقطنها 97 الف نسمة، وتتبع لمحلية السلام، خرجوا في مسيرة احتجاج صارمة، عكست معاناة المنطقة في فصل الخريف ، في غياب اسعاف لنقل المرضى الى مستشفيات الولاية القريبة، كوستي وربك، فالاسعاف الوحيد الذي تبرعت به وزارة الصحة الاتحادية، ضمن برنامج خفض وفيات الامهات، لم يعد له وجودعلى شوارع الراوات، تدفقت الاسئلة من افواه المواطنين، ولم تصحبها اجابة شافية او حتى غير شافية، عن سر الاسعاف المختفي .. بعد بحث مضني ظهر الاسعاف في محلية ربك، ومنها تحرك لمحلية الدويم، واشارت الاصابع الى سائق الاسعاف، الذي وصفه المواطنين حينها بانه (يعمل وفق مزاجه) ويحرك الاسعاف تبعا لهذا (المزاج)..
**كانت المفاجاة الداوية ان الاسعاف وبتوجيه من مدير عام الصحة الدكتور بابكر المقبول ، قد غادر الى محلية الدويم ، وذلك لجمع كل الاسعافات بالولاية لمواجهة الاسهالات المائية!! محلية واحدة وبفكرة من مدير عام الصحة تستحوذ وتجمع لطرفها كل الاسعافات وقرى ومدن الولاية الاخرى تظل خارج دائرة الاهتمام الصحي —في وجود ذات المرض فيها — ولو بلغ الاسهال المائي لمواطنيها مبلغ السيل!!
**ولان ولاية النيل الابيض من الولايات المبتلاة بعقول عاطلة عن التفكير السليم والابداع وتحقيق العدالة ومفاهيم التوزيع لمعينات الصحة، اصبح الاسعاف فيها لزفة العرسان !! تحتفي العروسة بزفتها (الطبية) بينما المواطن يتلوى من الالم والمرض، ويحتاج للاسعاف لنقله لاقرب مستشفى داخل الولاية وخارجها ..
** لم يتلعثم وزير الصحة طارق بريقع وهو يعلنها صراحة ، ان الاسعاف في ولاية النيل الابيض ، يتم استخدامه كسيارة (زفة للعروسين) في اعجب واغرب حدث في السودان، القطر المترامي الاطراف، والذي تزف العروسة في احدى ولاياته عبر سيارة مملوكة للمستشفى الحكومي، عملها الرئيسي هو نقل المرضى وليست اي مريض انما الامهات، الذي كان الاسعاف هدية لهن لخفض وفاتهن، خاصة وان معدل وفيات الامهات في السودان عال جدا وهو الاعلى في افريقيا ، فالموت بالنزيف وحده يصل الى 33% وان 66.3 % من الحالات تصل المستشفيات في حالة متاخرة ،والتي تعد العروسة هنا والتي ستصبح اما، والتي اتخذت الاسعاف لزفافها، واحدة من اسباب وفاة ام او اكثر!! وهل هناك فساد اكثر من هذا سيدي بريقع؟؟؟
** كيف امتدت يد العروسة للاسعاف وهو داخل مباني المحلية او المستشفى ،وهو الذي ليس من مهامه الطبية نقل العروسين !! لاشيء سوى غياب الرقابة في ولاية تمرغت وتشربت في الكوليرا، التي لم تستثني الطفل او الأم، ذات الام التي سرقت العروسة من تحت بصرها حلم امومتها، بتوجيه الاسعاف للتزيين وانطلاق الزفة …
** وزير الصحة الذي لايجتهد في حماية مواعين واليات وزارته، يجب ان يغادر الوزارة، لانه غير امين على ممتلكاتها، بل ويؤكد ان الاسعاف فيها يصبح في مساء وردي تفوح منه رائحة العطور السودانية وتتوسطه العروسة بثوبها الابيض …
** طارق بريقع امتداد لما يفعله حزبه الذي يساند المؤتمر الوطني ويشاركه الحكم، ويتابع الان الوطن وهو يهوى الى القاع، فطارق يشاهد ويعلم تماما ان الاسعاف هدية للمواطن، كاحد اسباب سرعة المثول امام الطبيب، لتلقي العلاج، لكن في عهد بريقع اصبح ضمن عهدة (العريس ) الذي لم يجد غير الاسعاف لدخول حلبة الرقص ناقلا له ، ليفتح لنا بريقع اوراق السخرية على المواطن في ولاية كانت ومازالت يتهمها مواطنها بالفساد الاداري والمالي ..
** بريقع في واد غير ذي معرفة ، ولن ينفعه بيان او خطاب للتوضيح ، فهو يجهل كذلك اماكن حضانات الاطفال التي جلبتها وزارة الصحة الاتحادية ، لمستشفى كوستي ، ليأتي رده على نواب المجلس التشريعي بان فريقه وجدها في المخازن !! ألا يعلم وزير الصحة في ولاية النيل الابيض محتويات مخازن وزارته في الولاية او المستشفى ؟؟؟ واذا لم يطوف بخلد النواب هذا السؤال ، فهل ستظل الحضانات حبيسة المخزن ؟؟ وبعض اطفال الولاية ربما تجبرهم حالتهم الصحية بعد الولادة للبقاء فيها ربما اياما او شهورا ؟ ام انها ستصبح ( اقداحا للحناء) في قلب سيارة الاسعاف ؟؟
** هؤلاء هم وزراء الانقاذ وشركاؤها ، لاهم لهم بالمواطن او اطفاله ، يغمضون اعينهم عن الصواب ولو كان ماثلا امامهم ، وتخرج من شفاههم الاوصاف التي لاخانة لها غير ( المسخرة)..
**همسة
على جثث الموتى ، رقص سيدهم ..
فتمايل الجالسون …
هربت النساء وغاب الاطفال …
أيا حفل يضج بالذنوب والمجون ….
اخلاص نمر
[email][email protected][/email]