مفرزة جبر الله.. تأمين الحزب أم تطمين الخطيب

قبل شهر تقريبا كتبت هنا تحليلا بعنوان.. (الشيوعي بين.. الهبوط الناعم والبقاء الدائم).. تعقيبا على بيان أصدره الحزب الشيوعي يومها رافضا لخطوة مجموعة نداء السودان بالانضمام لخارطة الطريق وما تلاها من خطوات لوقف العدائيات.. إلخ.. كان مما قلته يومها.. (ولكن بيان الشيوعي.. والذي يرفض الحوار حول وقف العدائيات وعودة الإغاثة باعتبارها شأنا يخص النظام وحده.. يعود ويقفز قفزة أخرى أكثر إرباكا حين يقول مستدركا.. “ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻮﺍﺭ ﺃﺩﻳﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ، ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺪﺭ ﻭﺍﻷﻫﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ”.. نسي الحزب الشيوعي مثلا.. أنه في كل الدنيا.. وفي أية مفاوضات سياسية فأفضل قياس لجدية الأطراف.. ولبناء الثقة والمساعدة على التفاوض هو التوصل إلى اتفاقات من نوع.. وقف العدائيات.. وقف إطلاق النار.. الفصل بين القوات.. حتى يأتي ذلك التفاوض في جو أكثر صحيّة وأكثر نقاء.. من تلك الأجواء المعبقة برائحة البارود وصوت الرصاص.. ثم نسي الشيوعي أو تناسى.. أن ثمة أناسا يموتون.. هكذا مباشرة.. غض النظر عن من المسؤول عن ذلك الموت.. ولو سلمنا أنه النظام كما قال البيان.. فأين المنطق في أن يرفض أي عاقل.. سيما إن كان هذا العاقل حزبا عريقا مهموما بالجماهير حد وسم بيانه باسمها.. أن يتوقف هذا الموت “المجاني”..؟)
ورغم غضبة الحزب كعادته.. فها هي الأيام تثبت أنه كان في هذا الحزب عقلاء.. يرون ما نرى.. ويختلفون مع دعاة ذلك المنطق المعوج.. هاهو الأستاذ كمال الجزولي المحامي والقيادي المعروف بالحزب وبميادين النشاط الاجتماعي وسوح الثقافة.. قبل أن يسمع الناس بالخطيب.. يغادر موقعه في مؤسسات الحزب احتجاجا على موقف الحزب غير الموضوعي في التعاطي مع ملف نداء السودان.. ويخسر الحزب مرة أخرى.. شاء أم أبى..!
بالنسبة لي لم أندهش لاستقالة الجزولي.. بل كنت أنتظرها منذ انتخابه.. ولي شهادة موثقة يشهد عليها ثلة من الأصدقاء.. فعشية انتخاب الجزولي قلت لهم إنه سيستقيل قريبا.. ولأن الوصول إلى مقعد في اللجنة المركزية يظل حلما للرفاق.. فقد اندهش يومها من اندهش واستنكر من استنكر.. غير أن قناعتي كانت أن.. “الخرمجة” التي يدار بها الحزب الآن لن تنفع مع كمال..! وصدق حدسي.. ولم يكن كمال الجزولي وحده من اعترض على موقف الحزب بإقصاء مجموعة نداء السودان من قوى الإجماع.. بل تيار مقدر داخل الحزب.. بدليل أنه حين جرى التصويت تعادلت كفة كمال وكفة الإقصائيين.. فرجحوا كفة الإقصائيين بذلك الصوت الافتراضي الذي يسمى صوت الرئيس.. ولو توفرت الجدية والإرادة والروح الديمقراطية.. لفتح الباب لمزيد من التداول والنقاش داخل الحزب.. سيما وأمر ذو تأثير خطير على علاقة الحزب بمحيطه السياسي.. وعلى مستقبل تحالفاته.. بل وعلى مجمل المشهد السياسي!
وليس هذا هو المدهش وحده.. بل ما رشح من أن مجرد إثارة هذا الأمر داخل مؤسسات الحزب قد دفع بالإقصائيين للتفكير جديا في إبعاد الجزولي بدعوى أنه يمالي ما سموه هم بالهبوط الناعم.. ويبدو أن الجزولي قد تغدى بهم قبل أن يتعشوا به.. عكس د. الشفيع خضر الذي مد لهم حبال الصبر فلفوه حول عنقه..!
بقي أن ننصح قيادة الحزب أنها لو استمرأت نظرية المؤامرة وأوهام اختراق الحزب كلما نشرت الصحف خبرا فلن يبقى عضو في موقعه.. وما لم يفعله مسؤول التأمين “المرفوت”.. كآخر الضحايا.. فلن تفعله آمال جبر الله.. ولنا عودة..!!!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. أما زلت راكب في عربة فرملة القطار !!
    يا أخي الناس تعلّمت وأدركت الحقائق
    بالتجارب والرؤية والمعايشة اليومية
    قصصك الخبيثة عن الشيوعي والمعارضة
    أصبحت مكشوفة ومفضوحة ومضحكة كمان
    أمش ساعد حسين خوجلي في كذبه ونفاقه

  2. وزي ما قال احمد فؤاد نجم
    وانت مالك يا اسطي طلس جاي تهلس جاي تملس
    هبوط ناعم وانتهازيه سياسيه ده الودانا التوج
    ولو كان الحزب ده كان ماشي بنفس عبد الخالق وبطل ميوعة ود ملين ما كان الكيزان قامت لهم قائمة….وصدقني الصرامه الحقيقيه في التزام المواقف تكسبهم احترام الجميع وما فعله عبد الخالق بتسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقيه بان انقلاب مايو هو انقلاب البرجوازيه الصغيره والا وصايه علي نضال الجماهير ومواصلة الحراك الصبور وسط القطاعات الشعبيه واشعال مصابيح الاستنارة ونشر الوعي ومحارية الجهل والتخلف اثبتته وقائع التاريخ واكدتبانه هو وحده زخم الحزب الحقيقي وطريقه الوحيد ليتجزر وسط الجماهير
    الهرولة البائسه نحو اندية اليمين هي التي اضعفت صلابة الجبهة المعادية لدكتاتورية الاخوان المسلمون واخرت نضال الجماهير نحو الانعتاق
    نتمني لهذا الحزب العريق التعافي واستعادة مكانته وسط شرفاء بلادي…..

  3. من الطبيعي ان تنصب نفسك محميآ لموقف كمال الجزولي الانتهازي المقرب من الصادق المهدي لانك ابن نظام العصابة الإسلامية المتسلطة…فانت صهر السفاح البشير وساكن كافوري في فيللا من أموال الشعب فماذا ينتظر منك ان تكتب؟؟…انت تدافع عن مصالحك ومصالح أولاد كما ان كمال الجزولي قد غادر الحزب فكريآ منذ زمن طويل وصار اقرب الى حزب الامة وامامها وهو لا ينكر ذلك…طبقة من المتعلمين تدعي الثقافة وهي من الهشاشة والانتهازية ما يساوي سبعين خريفآ

  4. أما زلت راكب في عربة فرملة القطار !!
    يا أخي الناس تعلّمت وأدركت الحقائق
    بالتجارب والرؤية والمعايشة اليومية
    قصصك الخبيثة عن الشيوعي والمعارضة
    أصبحت مكشوفة ومفضوحة ومضحكة كمان
    أمش ساعد حسين خوجلي في كذبه ونفاقه

  5. وزي ما قال احمد فؤاد نجم
    وانت مالك يا اسطي طلس جاي تهلس جاي تملس
    هبوط ناعم وانتهازيه سياسيه ده الودانا التوج
    ولو كان الحزب ده كان ماشي بنفس عبد الخالق وبطل ميوعة ود ملين ما كان الكيزان قامت لهم قائمة….وصدقني الصرامه الحقيقيه في التزام المواقف تكسبهم احترام الجميع وما فعله عبد الخالق بتسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقيه بان انقلاب مايو هو انقلاب البرجوازيه الصغيره والا وصايه علي نضال الجماهير ومواصلة الحراك الصبور وسط القطاعات الشعبيه واشعال مصابيح الاستنارة ونشر الوعي ومحارية الجهل والتخلف اثبتته وقائع التاريخ واكدتبانه هو وحده زخم الحزب الحقيقي وطريقه الوحيد ليتجزر وسط الجماهير
    الهرولة البائسه نحو اندية اليمين هي التي اضعفت صلابة الجبهة المعادية لدكتاتورية الاخوان المسلمون واخرت نضال الجماهير نحو الانعتاق
    نتمني لهذا الحزب العريق التعافي واستعادة مكانته وسط شرفاء بلادي…..

  6. من الطبيعي ان تنصب نفسك محميآ لموقف كمال الجزولي الانتهازي المقرب من الصادق المهدي لانك ابن نظام العصابة الإسلامية المتسلطة…فانت صهر السفاح البشير وساكن كافوري في فيللا من أموال الشعب فماذا ينتظر منك ان تكتب؟؟…انت تدافع عن مصالحك ومصالح أولاد كما ان كمال الجزولي قد غادر الحزب فكريآ منذ زمن طويل وصار اقرب الى حزب الامة وامامها وهو لا ينكر ذلك…طبقة من المتعلمين تدعي الثقافة وهي من الهشاشة والانتهازية ما يساوي سبعين خريفآ

  7. الصراع بدل مايكون من اجل تغير الواقع والصراع حول تغير العلاقات الفكربه من اجل المواطن وتغبر لصالح البناء الوطني الان الصراع حول المكاسب التنظميه من يخلف من

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..