«شمار البرادو والمستشار»

حيدر المكاشفي

نشرت أمس بعض صحف الخرطوم – أحصيت منها سبعا- في أبواب الأسرار خاصتها، «خبرين» تطابقت صياغتهما ومفرداتهما وقع الحافر على الحافر فيها جميعاً، ولا يقدح في هذا التطابق أن واحدة أو اثنتين منها كشفت عن هوية إحدى الشخصيات ذات الصلة بأحد «الخبرين»، وهذا ما يؤشر بوضوح إلى أن الجهة التي تقف وراء هذين «الخبرين» جهة واحدة، ولم تكتف هذه الجهة بتسريب ما تود تسريبه من «معلومات» وإنما تولت حتى عملية الصياغة ودفعت «بخبريها» جاهزين للنشر، وهذا ما فعلته بعض الصحف المشار إليها، إذ نشرتهما كما جاآها «بضبانتهما»، بينما عمدت الأخرى إلى حذف اسم ووصف الشخصية التي ورد ذكرها في أحد «الخبرين» ربما تحوطاً لتفادي ما قد يوقعها تحت طائلة المساءلة القانونية..

ما يدعو للشك والريبة في «الخبرين» المذكورين انهما رغم حساسية ما حملاه، قد حملا في جوفهما كل مواصفات ما يعرف شعبياً بـ«الشمار» الاسم الحركي لـ«القطيعة» مما تعمر به مجالس النساء على أكواب القهوة وغيرها من «لمّات» نسائية، وخبر الشمار عادة ما يشتمل على مشكلة أو فضيحة أو ما يشين السمعة، وليكون الشمار «على أصولو» لابد أن يكون مجهول المصدر، كأن تبدأ الواحدة شمارها بالقول «والله يا بنات أمي قالو ليك فلانة ديك كيت وكيت والفعلتو والتركتو» أو مثلاً «قالو عوضية بت العوض جيران ناس ملكة بت المك الحيطة بالحيطة، بتهم الحولاء ديك مسكوها بالتلفون مع ولد»، أو «فلانة ديك المفلهمة ومقرضمة جات بيت البكا بي توب القنبلة، شاحدة الله يقنبلها البلا، عاملة سكاكاتها الطوال ديل يسكها إن شاء الله أبو عضل»، وهكذا دواليك، ولن نبرئ جنس الرجال فحبهم للشمارات والقوالات لا يقل عن النساء إن لم يفوقوهن، ويكفي دليلاً على ذلك أن أبواب الشمارات في الصحف تعد من أكثر المواد جذباً للقراء وعلى أعلى المستويات…

مما لا يختلف عليه صحافيان مهنيان، أن للخبر الصحفي مفهوما محددا وتعريفا معروفا ومصادر معلومة وأنواعا متعددة، لم يكن لـ«الخبرين» المشار إليهما أي حظ فيها ولو ضئيل، ولهذا فإنهما «شمارين» بامتياز، ولكن السؤال المهم هنا هو ما الداعي لإيراد معلومات في غاية الحساسية بهذه الطريقة الشماراتية، فإن صح مثلاً حسب منطوق أحد «الشمارين» أن المحامية هالة عبد الحليم زعيمة حركة حق وعضو التحالف المعارض منحتها إحدى السفارات سيارة برادو وشرعت الأستاذة في اجراءات ترخيصها وأعلنت انها ستدشن هذه السيارة الفاخرة برحلة إلى أديس أبابا للقاء قيادات قطاع الشمال والجبهة الثورية، وليست هالة وحدها من حظي بهذه الأريحية الغربية كما يقول الشمار بل ومعها آخرون من قيادات المعارضة، بينما أبدى آخرون عدم رضاهم لعدم شمولهم بهذه المكرمة، فهل بربكم مثل هذه المعلومات الخطيرة والحساسة يتم التعامل معها بمثل هذه اللامبالاة فتنشر على أبواب الأسرار مثلها مثل أي شمار يصدر عن حاجة علوية لصديقتها مرضية، دون تدقيق وتمحيص وتحرٍ وتقصٍ؟. ومثل ذلك جاء الشمار الآخر الذي يتحدث عن مستشار إعلامي لحزب طائفي كبير التقى بالنادي السوري بأحد السفراء الأوربيين وجرى التفاهم بينهما على مقدرات زعيم هذا الحزب وقدراته على مناهضة النظام واسقاطه…

لماذا لم يبلغ مصدر الخبر المجهول السلطات المسؤولة ويملكها هذه المعلومات الخطيرة والحساسة – إن كانت معلومات موثوقة وصحيحة – وكانت هذه المعلومات غائبة عن هذه السلطات؟ ولكن بدلاً عن ذلك يهرع بها إلى الصحف لتنشرها وهذا هو مربط الفرس.

الصحافة

تعليق واحد

  1. شر البلية ما يضحك استاذنا ((( حيدر المكاشفى ))) صدق سردك لطريقة الشمارات خلانى اضحك لدرجة ما قدرت استوعب مقالك بالكامل . تحياتى

  2. يا تينا مش مهم نفهم المهم الجماعه يكتبو والموضوع يأخذ حيز وبعدين هو قالو ليك نحن لازم نفهم أنا شخصيا برضو ما فهمت حاجه لكن أتصور دا عيب فينانحن مش لأنو كاتب الموضوع بكتب كلام ما مفهوم يعن مش كفايه نحن نعرف معني الشمار من هذا المقال وبرضو معلومه وكان الله في العون

  3. ده زمن الدقون والكروش ونسائهم أمات صلوب فلاتستغربون انه الكوز فلا أخلاق ولادين

  4. الاخ الاستاذ / حيدر المكاشفي — انا اديك الشمار الاصلي المتعلق بالسفارات –تم صيط السفارة السودانية في القاهرة بتوزيع ميئات الالوف من الدولارات الامريكية علي الرئيس مرسي و وزرائه قبل سقوط حكومته بايام قليلة — وكتب بعض الصحفيين المصريين ان جملة المبلغ تفوق 3 ملايين دولار ( تم نشر بعض الوثائق تؤكد الخبر )— الم يكن من الاجدي ان ثصرف هذه الاموال علي مرضي الكلى في السودان بدل اعتصاماتهم المتكرر و قفلهم للشوارع لعدم وجود محاليل لاكمال عملية غسيل الكلى المنقذة للحياة .

  5. الشمارات هذه مصادرها أهل السلطة والأمن والقصد منها الأغتيال السياسى فكم فبركة قيلت فى ياسر عرمان وعبدالعزيز الحلو ويمر الشمار الخبيث فتأخذه رياح الحقيقة بعيدا مخلصا اسى فى نفوس أصحابه المريضين بداء الكذب والنفاق والمثل عندنا يقول ( الكلب ينبح والجمل ماشى ).والله هؤلاء حار بهم الدليل ونهايتهم بأذن الله قربت.

  6. المشكلة فيكم كلكم والجهل المركب وقلة الوعى ولكن شطارتكم فى ثلاثة حاجات ولا يتفوق عليكم اى فرد فى اى دولة سواء من العالم الثالث او الدول المتقدمة.
    الشمارات والغيبة والكلام النسوانى الفارغ
    سف التمباك
    ملئ السايفونات بالمخلفات القذرة
    فلذا تستاهلوا يحكمكم دكتاتورى يرمى كل يوم واحد فيكم فى الفرن

  7. حيدر المكاشفي…ارجوك حاول ان تمتهن حرفة اخري..
    كنت اظن انك ثالث ثلاثة..عووضه..فيصل وانت..اصبحوا اثنان..
    ناس الراكوبه ..ارجوكم لا تحرموني من ابداء رائئ..

  8. اسي السوال انو المره دي عملت شنو للسفير ولا السفير دا عايز منها شنوووووووو لانو الموضوع فيهو مره واستغفر الله العظيم لاني سمعت طراطيش كلام كدا ما حاقولو من مصدر ليهو علاقه بالموضوع لكن داسوال بس واللهم تحفظ نساءنا وبناتنا من اولاد الحرام وكمان اولادنا من بنات الحرام

  9. قال صلي الله عليه وسلم:”إياكم والغيبة”, فقالوا وما الغيبة يا رسول الله؟ قال: “ان تذكر اخاك بما يكره”. قالوا “حتي وإن كان فيه؟ قال: “إن كان فيه,فقد بهتّه”

  10. هههههههههههههه اكيد بكون الشمار جابوهو ناس المرووووووور السودان ياخ دي بلد تافهة بي شكل البشير يتبرع بي كم مليون دولار كدا عشان يبني ضريح لي ملس زناوي ويعمل ليهو منظمة يعني شنو برادو والله رادو وبعدين الموضوع كلو طلع فبركة والجرايد الجابت الكلام دا شكلها حا تتمرمط في المحاكم حسب ماورد في حوار أ. هالة في صحيفة السوداني يوم أمس

  11. أكيد حيدر المكاشفي هذا من الكيزان ويريد النيل من المناضلة هالة عبدالحليموهذه شمارات إنقاذية فاشلة وليوجه شماراته هذه في أهل الحكم الفاسدين حوله والصحفيين الذين نالوا الملايين في ظل هذا النظام .

  12. الفبركات الصحفيه لعبه قديمه ودائما ما تلجأ اليها الأنظمه القذره عن طريق صحفيي الموائد والأرزقيه للأغتيال السياسي والمعنوي وهي حيله غير شريفه وقديمه وأنتهي زمن تأثيرها السلبي علي المستهدف بها بفضل التكنلوجيا الحديثه والأتصالات والوسائط الرقميه والكيزان حتي في الفجر متخلفون

  13. الإخوه الاعزاء / الاستاذ حيدر المكاشفى لم يذكر اى شىء ينتقص من قدر الاستاذه هاله بل العكس دافع عنها لكن المؤسف ما كتبه الاخرون فمنهم من ادخل الموضوع فى (حوش) الامن الوطنى وكانما البرادو هذه (مجنزره) او مركب عليها (دوشكه)

  14. بسم الله الرحمن الرحيم

    مناضلة وصاحبة صوت مسموع تهابه السلطة وتسلط عليها من تسلط لاشانة سمعتها وهي سمعتها كالذهب ناصعة ولاتريد مدافعٌ عنها فهي الاستاذة المفوهة في سلك المحاماة وهي الشريفة العفيفة ذات الاصول العريقةوذات الحسب والنسب……

    أبعد عنك القيل والقال اختنا الغالية هالة قادر يارب.

  15. أختى الفاضله ((( هاجر حمد ))) أشكرك جزيل الشكر لأنك فهمتينى الفهم الصحيح وفرحت لأنك مثلى لاتحبين ظلم الانسان لأخيه الانسان وتدافعين عنه فى غيابه مثلى .أما أخى ((( أمير ))) ما عارفه ماذا أقول له لانه تسرع وهذه مشكلة الكثيرين يتسرعون ويطلقون الأحكام دون فهم التعليق واذا هو متابع تعليقاتى بالعكس أحب جدا مقالات أستاذنا ((( حيدر المكاشفى ))) ولا يمكن أقول عنه أنه يكتب كلام ما مفهوم كما قال الأخ ((( أمير ))) . تحياتى

  16. يا بنت أحمد
    لك الشكر علي الرد واسمحي لي أن أدع الله مخلصا أن يعلمنا ما ينفعناوينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما بعيدا عن اللولوه وما إليها وأتمني أن تفرغ الاستاذه تينا من الضحك عشان تفهم الموضوع وتفهمنا إذا سمحت الظروف بدون إنفعال ولولوه .

    أخيرا فان إختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضيه مع خالص الاحترام والود

  17. أخوى الفاضل ((( أمير أبو قنايه ))) اشكرك على الرد والتوضيح كما اشكر جدا أختى الفاضله ((( هاجر ))) واعلم أخى انى أكون غير مرتاحة عندما يحصل سوء فهم بينى وبين أيى شخص فنعم أخى الكريم اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية وحصل خير . مع خالص ودى واحترامى لك ولأختى الكريمة هاجر

  18. يا أستاذ حيدر عملت لينا دوخة ياخي كان تحكي القصة كما حصلت دون ذكر أسماء عشان نفهم الحاصل شنو بدل تفلق وتداوي

  19. سبعة صحف تكتب بلغة واحدة ؟؟؟؟؟ وكت واحدة ما قادرة تقوم بالمهمة السبعة لزومهم شنو ؟؟؟؟؟. هذا لن ينقص من قامتها ميليمتراً واحداً..

  20. شكرا لك يا ود كرف علي الكلمات الوارده وارجوك أن تطلب من القوارير أن تترفق بنا فهم دائما ما يحمرون العيون لنا وبدون أن نقترف جرما وطبعا دا بحجة هذه (القورره) إن جاز التعبير وأتمني من قلبي كما قالت الأستاذه تينا أن لا تفسد قضية الودإختلافناالذي أودي بنا إلي ما نحن فيه
    أما موضوع ما بيميني فذلك شأن آخر وقديما قال العرب ليس كل ما يعرف يقال فدعها وشأنهاأتمسك بها في يميني ويميني فقط .

    للجميع الود والتجله والاحترام وعذرا للجميع إن لم نترفق بهم كما جاء في تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..