التعديلات الشكلية والدوران في الحلقة المفرغة

*أعلن نظام الإنقاذ الاثنين 14 مايو 2018 عن تعديلات في كابينة القيادة شملت بعض الوزراء ووزراء الدولة والولاة , التابعين لحزب المؤتمر الوطني دون المساس بممثلي أحزاب {الوحدة الوطنية } وحركات الحوار الوطني في ابرز مفارقات هذه التعديلات الشكلية والصورية , والتي أفرزتها تداعيات الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد الآن , وفي نفس الوقت دون الاقتراب من أسوار وزراء القطاع الاقتصادي والذين يستحقون الإقالة والمحاسبة والمحاكمة , لكن ليس في الأمر عجب , لقد تقرر الإبقاء عليهم للمزيد من السحق والسحل للشعب , كما تقرر الإبقاء علي { دمي } و {أراجيز } وزراء حكومة الوفاق لممارسة المزيد الانتهازية في أبشع صورها من النفاق والغباء والتهريج والتباكي .
*الشعب السودان لا ينتظر من هؤلاء المتنطعين الطفيليين أي خير لأنهم ينهلون من نفس المعين , ولا يتوقع منهم أي تحول ايجابي بل يتطلع إلي تغيير النظام برمته من الرئيس إلي اصغر غفير في القصر الجمهوري , عبر الإضراب السياسي والعصيان المدني والانتفاضة الشعبية الشاملة وثورة الجياع القادمة للإعلان عن البديل الديمقراطي الحقيقي , والتغيير كما أشار الدكتور الشفيع خضر مؤخرا في مقال له بعنوان من يصنع التغيير وكيف ؟ { التغيير لا يعرف المستحيل?، هكذا يثبت التاريخ ويؤكد الحاضر. فمهما بلغت أنظمة الاستبداد من قوة البطش وإمكانية السيطرة على مفاتيح الحراك الشعبي، فإنها لا تستطيع منع الانفجار، الناتج الوحيد والحتمي للانسداد. وهي أنظمة إذ ترتعب من شعوبها، وتتمزق داخليا بهذا الرعب، فإنها أعجز من أن تصمد أمام شعب كسر حاجز الخوف وأجمع على التغيير. }
لان الأزمة ليس أزمة أشخاص او أزمة وقود او أزمة تضخم وارتفاع أسعار وعجز في الميزانية , بقدر ما هو أزمة منهج ومرجعية و فقدان للبوصلة وخروج من الشبكة وعجز وانهيار للمشروع الحضاري للنظام وللبرنامج الاقتصادي بمختلف مسمياته …… وكفاية دوران في حلقة مفرغة , لم يعد الحزب الحاكم قادرا علي السيطرة علي صراعاته الداخلية واختلافات مراكز القوي ..حول انتخابات 2020 والمرشح المفترض , و السؤال ماذا ننظر من إبراهيم محمود في الداخلية ومن الدر ديري في الخارجية ومن اذهري عبد القادر في النفط والغاز والفريق الركابي في المالية ومبارك في الاستثمار وبشارة في الثروة الحيوانية وابو قردة في الصحة ..الخ من وزراء المحاصصات والترضيات الفاقدين لأبسط المقومات ؟؟ وماذا نرجو من ولاة أمثال ابو القاسم بركة في النيل الأبيض ومن خالد حسين في النيل الأزرق وحسين يس في غرب دار فور وياسر يوسف وغيرهم .؟
*والقادم إلي النيل الأزرق { خالد حسين } ليس أفضل من سلفه بكل المقايس , ويجب عدم الإسراف في التفاؤل والتعويل عليه , وعدم تبديد الأموال في استقباله . يكفي انه سيبقي علي بلعيد وزيرا للصحة ونائبا له , وهل هناك سيناريو أسوأ من هذا ؟ وسترون العجايب في حكومته القادمة بعد عودته من رحلة الأردن الاستشفائية , بعد ان حدد الوالي بالإنابة ملامح الحكومة القادمة …. وتمخض الجمل فولد فأرا …..
والشعب اقوي والردة مستحيلة ,,,,,,,
والله الموفق والمستعان
[email][email protected][/email]