مقالات وآراء سياسية

قطار نوفمبر ومطالب ترك لن تكبحه!!!

عوض كفي 
كلما إقترب قطار نوفمبر من الوصول الى محطته النهائية لينزل منه العساكر ويستلم المدنيين مقاليد السيادي ، يتم وضع عشرات الكوابح والفرامل والعراقيل أمام هذا القطار العجيب .
ما كنا نتوقعه قد حدث والمزيد سوف يحدث لاحقاً ، إطلاق العنان للنقرز ليعيثوا اقتتالا وسط الآمنين ، وتحريك التابع الكوزي (الناظر ترك) ليخرج بمطالب تعجيزية مستحيلة ، وقبل ان تكون تعجيزية ومستحيلة فهي غريبة جداً من رجل يدعي بانه وطني وسياسي ويهمه أمر اقليمه الشرقي !! .
ان يطالب الناظر ترك (المتروك) حراً طليقا رغم انه – كان ومازال – كوزاً نافذاً في عهد الكيزان ، وجد ساحة عمياء وشعب أعمى يتبعه بلا هدى ولا دليل ، ولا يعي بان ما يقوم به من خنق الشرق بقطع الطريق وقفل المطار والميناء بانه يخنقهم أولاً قبل ان يخنق باقي ولايات السودان.
الناظر ترك الذي يقول بان الشرق مهمش ومغبون ومظلوم ، يطالب بالغاء مسار الشرق من اتفاقية جوبا ، فاذا كان هذا المطلب عادلاً وممكناً في نظره ، فهل من الإمكان حل الحكومة المدنية ، واستبدالها بمجلس عسكري من ستة اشخاص هم امتداد لنظام البشير ؟ أحسب انه اذا استمر في مطالبه سوف يعلن عن الستة بالاسماء .
اما الأدهي والأّمر والأغرب والغير ممكن على الاطلاق والذي يدل على غبائه ان كان فعلاً وطنياً وغيوراً على مصلحة اهله بشرق السودان كما يدِّعي ، هو ان يطالب بحل لجنة ازالة التمكين ، هذه اللجنة التي سوف تعيد ما تم نهبه من أموال صندوق اعمار الشرق من قِبل أزلام النظام السابق وهو منهم وربما هذا هو حصان طروادة ، نعم الناظر ترك يخشى أن تكشف اللجنة المستور من أسرار ومكمونات هذا الصندوق الذي لم يرى منه أعمار الشرق فلساً واحداً .
هكذا وبعد أن تم التمهيد بهذه المحاولات الغريبة والهدّامة ، جاءت القاصمة ومحاولة الاجهاز على الفترة الانتقالية بالمحاولة الفاشلة للانقلاب على السلطة القائمة الأسبوع الماضي .
نقول لمن يفكرون وأد الفترة الانتقالية التي لم تبلغ الفطام بعد واستبدالها بنظام عسكري بغيض ، بان ذلك هو عشم إبليس في الجنة ، الشعب يحرس ثورته بدمائه وبنفسه ونفيسه ، ولجان المقاومة بالمرصاد على كل من تسوِّل له نفسه بالعبث بما بمكتسبات ثورة ديسمبر .
من حق الجميع ان يطالبوا بازالة التهميش والغبن والظلم عن مناطقهم ، ولكن ليس من حقهم ان يطالبوا باستبدال النظام القائم بآخر عسكري شمولي يكون الحاكم فيه بامره وليس بامر الشعب ، فيفعل في بلادنا ما يشاء وما يحلو له كما فعل الكيزان .
قطار نوفمبر سيصل الى محطته النهائية ومطالب ترك لن تكبحه ، نعم سيصل محتطه الاخيرة إن كان بالسلم المقدّس أو بمعركة المليونيات السلمية  تلو المليونيات ، وعلى العسكر من الان ان يجهزوا متاعهم ليرحلوا ويفسحوا المجال للمدنيين بموجب الوثيقة الدستورية التي ارتضوا بها وتوافقوا عليها جميعا ثم وقعوا عليها بشهادة العالم أجمع .

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..