نور الدين : تكريمي في عيد الأب كان بمثابة رد للجميل

الخرطوم : مصعب الهادي
احتفى به السودان كثيراً لدوره الكبير الذي قدمه خلال عمله في هيئة البريد والبرق، فمن هناك شكلت البريد والبرق الكثير من الأحداث المهمة في تفاصيل الشعب السوداني نظراً لارتباطها بحلقة التواصل خاصة فيما يرد من بلاد مابعد النهر أو الخليج العربي ، فنور الدين أفنى فيها زهرة شبابه تجاوز الأربعين عاماً، في بادرة وجدت استحساناً من الكثيرين بمناسبة عيد الأب ، أختاره الكثيرون ليكون الأنموذج الذي يحتذى به لتكريمه خلال العام الماضي، جلسنا إليه نقلِّب في ذاكرته وخرجنا منه بالآتي:
عوداً على بدء حدثنا عن ذكرياتك في هيئة البريد كيف كانت؟.
تلك الفترة كانت ولا زالت تمثل أجمل فتراتي، قضيت فيها مدة تجاوزت الأربعين تنقلت خلالها موظفاً ثم مديراً ثم مفتشاً، تنقلت فيها على كل مدن السودان، اكتسبت تجارب ثرة أقلها أنها أعطتني الماماً كاملاً بمدن بلادي عرفتها شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً، وأنا في خدمة بسطاء بلادي الذين يقدرون الدور كثيراً آنذاك.
(ارتبط البريد) بالأغنية والعاطفة وغيرها برأيك ما ظروف هذا الارتباط؟.
لارتباط الخطاب بوجدانياتنا بصفة خاصة كان البريد هو وسيلة التواصل الوحيدة، يكتب عبرها الأب مطمئناً على حال ابنه بالبريد والابن يكتب لأمه عاكساً لها حالاً وتفاصيل أخرى يحسها من عاش ذاك الزمان وهذا ما جعلها تأخذ موضع الأهمية.
صف لنا عوالم من هيئة بريدياتك؟.
انتدب منها إلى سفارة السودان بألمانيا عبر منصبها سنوات ليست بالقليلة أضاف الكثير.
كيف كان الوقع عند اختيارك للتكريم في عيد الأب؟
شعور لا يوصف انتابني إحساس مختلف شعرت به لأول مرة في حياتي وهو أن مجهودي في تربية أبنائي يضيع هباءً تمنيت عن تلك اللحظة أن يكون والدي حضوراً إلا أن (المنية) حرمتني من أن أراهم.
إذاً ما تقييمك للبادرة؟.
هي من المبادرات الجميلة وتعكس روح المسؤولية ورغبة في ضرورة تواصل الأجيال وبالأخص أن من يقفون على أمرها شباب وأهميتها نابعة من مباركتها لغرس روح المحبة بين الكبير والصغير.
هل كان شكل الاحتفالية مناسب برأيك؟.
الاحتفائية في حد ذاتها مبرراً كافياً لقيمتها المعنوية في نفوس هؤلاء الآباء، وعن التجهيزات فهي مقدرة ومقيَّمة جداً ولم تقل في قدرها من أي مناسبة كبيرة.
برأيك هل يمكن أن يؤخذ بها عرفاً ثابتاً؟
ما رأيته من حماس من هؤلاء الشباب قادر على تسيير المناسبة لأعوام واعدة، لمست فيهم رغبة جادة في أن تأخذ وضعها الطبيعي وكما ذكرت لك سابقاً أن العمل في حد ذاته طيب وأنا أثق تماماً في نوايا الشعب السوداني المسكون بالمروءة وحب خير، فالمبادرة ليست حكراً على هؤلاء الشباب فقط يجب على كل الشعب السوداني أن يقف على استمراريتها حتى تقف على أرجلها، وهذا عمل يجزي الله عليه خيراً وفيراً.
إلى ماذا تدعو في الختام؟
هذا عمل جميل ويؤكد على أن الشباب بخير وبركة وأرى أن المشروع أو المبادرة ترجمة حقيقية تعكس وعي وإدراك هذا الجيل بالقيم الدينية والإنسانية التي أوصانا عليها الدين والسنة، وأتمنى من صميم أعماقي أن يقف كل الشعب السوداني على هذا العمل، داعياً الأشخاص والأفراد والمؤسسات لدعم هذا ، وقولي هذا لإيماني بالإحساس الذي تركته المناسبة في صدور الآباء وأنا أب.

التيار