المخدرات الرقمية (Digital Drugs ) ادمان جديد ….

***تطالعنا الصحف باخبار شبه يومية ، عن ضبط شحنات من المخدرات ،في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع عن ادمان وسط الفئات الشبابية والطلاب ،الامر الذي زرع القلق في وسط الاسر ،وسبب الكثير من الازعاج والحذر ايضا …
***في عام 2016 ، تمكنت شرطة مكافحة المخدرات بولاية النيل الابيض ، من ضبط شحنة حشيش ،مخباة داخل جوالات فحم على بص نيسان ، قادم من منطقة الدببة بولاية جنوب كردفان في طريقه للخرطوم ،وفي فبرائر عام 2017، اعلنت الادارة العامة لمكافحة المخدرات بولاية الخرطوم ، ضبط 137 جوال حشيش اثيوبي ، عندما شنت الادارة حملة واسعة ضد تجار المخدرات في جميع الولايات ،ففي مدينة النهود تم ضبط 119900 حبة ترامادول هذا العام ،و يبدو ان عام 2017 ، هوعام ضبط المخدرات . في ابريل الجاري انهت الادارة العامة لمكافحة المخدرات ،مطاردة مثيرة بدات بمدينة بالفاشر وانتهت بالخرطوم بضبط 13760 حبة ترامادول ،وعدد 340 قندول حشيش …
***رغم الاجتهاد الذي لاتخطئه العين عند قراءة التقارير والضبطيات ، الا ان تجار المخدرات لم يردعهم القانون ، ولا الضمير ولا الاخلاق ولا الدين الحنيف ،فالنماذج التي ذكرتها توضح القبض على الجناة ، لكن يظل غياب الاسماء والشبكة المنظمة ،وكيفية دخول المخدرات لغزا ،احتار المجتمع في جمع خيوطه ،فهو يقرا ويسمع لكن لايملك المعلومة الكاملة ،التي تؤكد ماتم من عقاب لتجار المزاج ،ومن هم !!!!!!
*** لم يكن الحشيش والترامادول والخرشة وحدها ،هي التي تنتشر الان ، فهناك مخدرات من نوع اخر تغزو اوساط الشباب ،وهي المخدرات الرقمية ،واذكر انني قد كتبت عنها في العام 2012 في عمودي نمريات ،بجريدة الصحافة .
*** المخدرات الرقمية خطر يزحف الى البيوت ليلا ، عبر شبكات الانترنت واجهزة الحاسوب ، وهي احدث انواع المخدرات ،التي تصل بمن يتعاطاها درجة الادمان ،فيصل المخ الى درجة تخدير ،تشبه تماما الحالة التي تقع تحت تاثير المخدرات التقليدية ، اذ يتلقاها المتعاطي ،عن طريق ملفات صوتية MP3))، ويتم طلبها عبر الانترنت وهي نغمات ،يتم فيها بث ترددات معينة في الاذان ، ويتم الترويج لها على اساس انها تساعد على الاسترخاء ، والان ومع التقدم التقني والرقمي ،اصبح الترويج لانواع متعددة ، منها ماهو للاسترخاء ومنها ماهو للهلوسة ،وتتطلب فقط الجلوس في مكان هادىء ،بلا اضواء او اصوات ،والمهم هنا هو وضع سماعات من نوع جيد ونوع معين …
** تؤدي المخدرات الرقمية، الى التغير المزاجي ،فيتهيأ للمتعاطي بعض الاحداث ،التي لم تحدث ابدا ( خيال يعني ) ، وتسري النشوة التي تغذي الدماغ ، عبر شحنات كهربائية مركزة ،تبلغه عاجلا ،وتجعله في ثوان غير مستقر ،فيدخل في مرحلة اللا وعي ،بعد المرور بضعف التركيز وعدم الاتزان ….
*** المال المهدر في شراء المخدرات التقليدية ،يتم دفع مايماثله او اكثر لشراء المخدرات الرقمية ، فالجرعة الواحدة من الرقمية تتراوح بين (8-20 دولارا وفق احصائية عام 2014)، وبحسب المواقع التي تعرضها ، والسؤال هنا هل نحن مستعدون لمواجهة هذا الخطر الذي لايقل خطورة عن المخدرات التقليدية ؟؟؟؟؟؟؟ وماهو دور وزارة الاتصالات ؟؟؟؟؟؟
همسة
اصوات تئن في الشارع الخلفي …..
وحزن يرخي سدوله ….
وطفلة تائهة في الزحام …
تنادي أين امي ؟؟؟؟؟
[email][email protected][/email]
شكراً أستاذة إخلاص
مقال على درجة عالية من الأهمية