شراكة الانقاذ والسيدين قراءه من منظور مغاير

شراكة الانقاذ والسيدين قراءه من منظور مغاير
عاطف عثمان عبدون / النرويج…. برقن
[email protected]
لم تجر مياه كثيره من تحت جسر الساحه السياسيه السودانيه منذ ان كنا طلابا في المرحله الثانويه وحالمين بالنصر القادم من الشرق
عندما اجتمعت احزاب سياسيه معارضه تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي متخذين من اسمره مقرا لهم.
كنت حينها زميلا في الجبهه الديمقراطيه الحليف الاستراتيجي للحزب الشيوعي السوداني
وكنا كطلاب طلييعيين وتقدميين ومستنيرين حسب اعتقادنا حينها كنا نشكك في جدوي التحالف مع قوي اليمين السوداني بشكل عام والطائفيه بشكل خاص
وكان اكثر ما يزعجي حينها هو التحالف الذي جمع قيادتي بالسيدين واحزبيهما
ورغم التصريحات التي كنا نطالعها يوما بعد يوم من اليسدين حول ضرورة اسقاط النظام
الا انني لم اك يوما علي قناعه بان البديل الذي يجب ان يحل مكان الانقاذ هو التجمع الوطني بما يحمله من تناقض في ذاته
أذ يضم تحت لوائه من يريد اسقاط النظام لخلق وطن ديمقراطي معافي ومن يريد اسقاط النظام لحسابات خاصه لاتتجاوز احلام واطماع شخصيه او اسريه
وبعد سنوات من الوفاق والصلح والتفاوض وصل السيدين لقناعة تامه بان افضل الحلول هي مشاركة النظام ومعارضته
لذلك جاء قرار المشاركه بشكله الحالي بان يشارك السيدين بابنائهما ويفاوضا بقيادتهما ويعارضا بقواعدهما
وجاء المرغني بانبه اليافع كمساعد لرئيس الجمهوريه وقدم غريمه الصادق ابنه عبد الرحمن شريكا في ذات المنصب الوهمي
وبعوده الي اوان الجبهه الديمقراطيه وتحليلنا حينها ان التحالف مع الطائفيه وهن لن يدوم ولن يوصلنا الي التغيير الذي ننشده
ومنذ ذلك التاريخ ورغم كل التغيرات التي طالت عقليتي السياسيه وشكل تفكيري وانتمائي الحزبي وتنقلي من حزب الي اخر وتمردي عليها
رغم كل تلك التغيرات الا ان رفضي للتحالف مع حزبا السيدين لم يتغير ابدا
وعندما اعلن المؤتمر الوطني الحاكم قبل اعوام عن رغبته في مشاركه القوي السياسه
كان من الواضح انه يعني الحزبيين وبقيه الاحزاب التي لا تشكل ثقلا سياسيا ويتحكم النظام في خياراتها
ومنذ تلك المرحله كنت علي قناعة تامه بان بداية النهايه لمسلسل ( البيتين والعسكر) سوف يبدا بتحالف البيتين مع العسكر
كانت رؤيتي حينها ان الامه والاتحادي يعانيان من حالة انفصام داخلي بين القياده والقواعد
وعندما نشير الي القياده هنا نعني القياده الحقيقيه للحزبين ( الصادق والمرغني) ولا يعنينا كثيرا من يفاوض باسمهما
ذلك الانفصام الحاصل بين القياده القواعد برز بشكل واضح في رفض القواعد للحوار مع النظام وقبول القياده حتي مشاركة النظام
ولكن ذلك الفصام كان سهل الزوبان لطبيعة الحزبين الطائقيه وللطريقه الابويه التي تتعامل بها قيادة الحزبين لحل مثل هذه المعضلات
فما ان يخرج المهدي لانصاره ويؤكد لهم انه لن يشارك الا بشروط ترضي الانصار وتخرج الوطن من مأزقه
الا وصاح خلفه الانصار انهم تحت السمع والطاعه وهذا ما كان يحث بالجانب الاخر
كان ذلك الفضام يعبر عن التطور الذي طراعلي عقليه قواعد الحزبين ومحاولتها للخروج من السيطره الابويه للسيدين
وكان ذلك يظهر جليا في مواقف الطلاب علي وجه التحديد
فكان من الواضح ان الحزبين ينقسمان الي قياده تريد المشاركه وتفاوض في الثمن .
وقاعده تريد اسقاط النظام وتخشي ان يخذلها موقف القياده وحدث ما كانت تخشاه القواعد.
علي المستوي الشخصي ارحب بتلك المشاركه لاكثر من مبرر
اولا ان مشاركه السيدين للنظام لن يحد معارضه قواعد الاحزبين للنظام وفي حالة خروج الشارع السوداني لاسقاط النظام
وستتقدم قواعد الحزبين الصفوف بغض النضر عن موقف حزبيهما من النظام
ثانيا ان المشاركه تكشف الوجه الحقيقي للسيدين وتكشف بشكل جلي عن الدور الذي( الوراثي) الذي ياسس له السيدين
وتخطيهما للموسسيه في الحزب وتقديمهما لابناءهما علي حساب عشرات المؤهلين من قيادات الحزبين
ثالثا مشاركه السيدين للنظام سوف تلقي بظلالها علي الساحه السياسيه وسوف يكون لها اثر علي مستوي تراجع حدة النظام مع معارضيه
وذلك سوف يسهل عملية الخروج للشارع وبداية التغيير حيث ان النظام الذي يشارك الحزبين لن يكون بذات القسوه والبطش مع شعبه لحسابات تتعلق بموقف
الشركاء من النظام حيال احراجهما باستخدام القوه المفرطه ضد المتظاهرين مثلا
وربما يخشي النظام ردة فعل الشركاء حيال تصرفه او ربما يعود لمربعه الاول ويفقد شركائه بين لليلة وضحاها
وحينما نشير الي موقف الحلفاء لم نغفل موقفنا المبدئي منهما بل لعلمنا التام بطبيعتهما ولتوقعنا بانسحابهم من المشاركه في اي لحظه يتوقعان فيها زوال النظام
وهي طبيعه انتهازيه تؤسس عبرها لمرحله ما بعد الانقاذ وتقدمهما علي انها جزء من الحراك الذي اتي بالتغيير
رابعا بعد ان حدوث التغيير بشكله المطلوب واحلال نظام ديمقراطي سيكون من السهل بث الوعي وكشف دور الحزبين المتخاذل
ولن يجد الحزبين مساحة للعلب بعقول انصارها كما هو الان
وحينها سوف نخلق وطنا يحترم الاخر وطننا يفكر ويقرر وطننا يسع للجميع وطننا لكل منا فيه حق الاختيار دون تاثير من احد
وطن يساوي بين ابن السيد وابن المواطن العادي
وطن يساوي فيه الصوت المواطن