مقالات وآراء

صحة البرهان وياسر العطاء!

ياسر عبد الكريم

قبل فترة قرأت مقال كان يتحدث عن حياة الرؤساء الأمريكان وكان من ضمنهم طبعا الرئيس الامريكي رونالد ريغان وكان أكثر رئيس تردد على المستشفيات إبان توليه الرئاسة الامريكية وأكثر ما لفت إنتباهي هو تعامل الإعلام والشعب الامريكي عن صحة الرئيس

القانون الأمريكي والأوروبي او أي بلد ديمقراطي يعتبر الحالة الصحية لأي مواطن مهما كانت مكانته أو وظيفته الصغيرة من أسراره الشخصية والخاصة جدا والقانون يحميها ولكل مريض ملف طبى دقيق، يحمل تاريخه الطبى، والملف الطبى له حصانة، فلا يجوز لأى شخص الاطلاع عليه بدون إذن صاحبه. لأنه لا يشغل منصب يؤثر على الدولة وصحته تخصه هو وليس غيره ولكن يسمح بكشف الملف الطبي للرئيس لأنه يشغل منصب عام وصحته تهم ملايين البشر

عندما تعرض الرئيس الامريكي ريغان الى وعكة صحية ونقل الى المستشفى بعد أن خضع للفحوصات اللازمة أجريت له عملية جراحية سريعة لإستئصال ورم صغير في الإمعاء منذ اليوم الأول تم الكشف عن ملفه الطبي وتم الإعلان عن كل تفاصيل المرض لريجان ونوع الجراحة التي خضع لها وآثارها الجانبية المحتملة بل التليفزيون الأمريكى استضاف مجموعة أطباء وسألهم جميعا عن تأثير الأدوية التى يتناولها الرئيس (ريجان) على تركيزه الذهنى وحالته النفسية. والأطباء أكدوا أن هذه الأدوية ستجعله غير صالح لاتخاذ القرارات لمدة ثلاثة أسابيع،

تذكرت هذا المقال عندما سمعنا بنقل الفريق عبد الفتاح البرهان الى المستشفى نحن نتمنى الصحة للفريق البرهان كما نتمناه لأي انسان لم يتم اصدار بيان بذلك وترك الأمر للتكهنات والاشاعات وبعد ان غادر المستشفى صدر بيان بسيط جدا أهم ما فيه إنه دخل المستشفى وغادر والان بصحة جيدة .والآن هنالك أخبار تتسرب أن الفريق ياسر العطاء في حالة إعياء ونقل خارج السودان وقبل ذلك مرض الفريق صلاح عبد الخالق لم نعرف نوع مرضه وأين تم علاجه الى أن رجع من رحلة الإستشفاء

إننا نعيش في نظام جديد ديمقراطي هذا المفترض من حق الرأى العام أن يعرف ويتملك الحقيقة ماهي الأمراض التي عان منها وهل هذا المرض له تأثير ذهني في إتخاذ القرارات ربما أي خلل نفسي أو عصبي يؤثر ويضر بملايين الناس

ولكن يبدو ان العساكر في مجلس السيادة مازالوا في نظامهم القديم متأثرين بنظام الاستبداد الذي لا يهمه الرأي العام وليس مضطر لشرح ذلك لأنه كان قابض على السلطة بالقوة الأمنية ويكفي ما يريد هو أن يكشف عنه، وبالطريقة الأمنية التي يراها ملائمة للشعب

الرئيس في الدولة الديمقراطية هو موظف عام إنتخبه المواطنون لأداء مهمة معينة لفترة محددة ويعتبر خادم للشعب بمعنى الكلمة ومن حق الذين جاءوا به للرئاسة ان يعرفوا ويتأكدوا من قدرته على أداء المهمة ومجرد أن يتولى منصبه يفقد خصوصيته تماما وتصبح حياته كلها مكشوفة امام الناس والشعب يعرف أدق تفاصيل حياته ماهي مصدر ثروته وحتى علاقاته العاطفية وحالته الصحية والامراض التي يعاني منها

فإن مرض الرئيس أو مات في النظام الديمقراطي لا يثير القلق على مستقبل الوطن لأن النظام الديمقراطى يسمح للمواطنين اختيار من يخلفه بسهولة وبساطة

 

ياسر عبد الكريم

[email protected]

 

‫2 تعليقات

  1. يا جنى هوى.. رحم الله أمري عرف قدر نفسه.
    خلى حماة الوطن فى حالهم..
    شوف رئيس مجلس الوزراء
    الريسوة و تيسوة القحااااااااتة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..