مبتدأ غاب عنهُ الخبر!!ا

في السياسة

الثلاثاء, 13 أيلول/سبتمبر 2011 07:09

مبتدأ غاب عنهُ الخبر!!

د.هاشم حسين بابكر
[email protected]

ما عاد للقلم ما يكتبه، فقد أعجزه النظام بصمته تارة وبعدم اكتراثه تارات لما يحدث وما هو متوقّع حدوثه، وهو ظاهر للعيان منذ يوم توقيع نيفاشا، فكل صاحب إدراكٍ عادٍ كان موقناً بحدوث الانفصال، بل وأدرك أيضاً أن الانفصال لن يتوقف عند جنوب السودان، بل ستمتد نيفاشا إلى بقية أجزاء السودان تفتيتًا وتجزئة حتى يتلاشى أكبر قطر في إفريقيا!!.. قالوها صراحة يوم توقيع البروتوكولات الستة، إن نموذج نيفاشا سيطبق على دارفور والشرق والمناطق الثلاث!
وهذا يعني أننا موعودون بنيفاشوات أُخر، لسن أقل بشاعة وقبحًا من نيفاشا الأولى.
أصبح لدي ما يشبه اليقين أن النظام الحاكم لا يجد قوتاً يضمن له الاستمرارية حاكماً إلا الأزمات، فنيفاشا الأولى أعطته ست سنوات حكم وقد انتهت بخيرها وشرها وكان النظام يطمع بل ورمى بكل أوراقه في سلة الوحدة الجاذبة وأنفق الأموال الطائلة وكانت حسرة عليه!!..
كان النظام يأمل في الوحدة الجاذبة لتستمر الشراكة التي أعلنوها بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني دون الآخرين، وبعد الانفصال بدأ النظام في إحياء هذه الشراكة التي قتلها الاستفتاء وليس هناك من شريك سوى الحركة الشعبية قطاع الشمال والذي أصبح فرعاً لحركة في دولة مجاورة، والحركة الشعبية هو الشريك الوحيد الذي يمكن أن ترضى به أمريكا وتباركه!!.. من اتفاق أديس أبابا ظهر أن النظام الذي ظن الجميع أنه يضم صقوراً وحمائم ليس فيه صقر واحد ولا حتى «ضكر» حمام، فكلهم على دين نيفاشا.. أي عاقل لا يتمنّى الثورة على النظام تحت هذه الظروف، وأي حركة لتغيير التحكم مهما بلغت من السلمية، فإنها تؤدي إلى فوضى، في ظل الفقر والعوز الذي يعاني منه الشعب وأي حركة لتغيير نظام الحكم بالقوة إنما تفسح المجال للانهيار وضياع البلاد.. لكن السكوت على ما يدور أيضاً سيؤدي إلى ذات النتيجة فسوف يتفكك السودان سلميًا وبأداة النيفاشوات التالية!!.. أمران أحلاهما مر، والحل الأمثل يتمثل في أن تصحو النفوس اللوامة وتحاسب ذاتها وتفتح الباب أمام الأمة لبناء مستقبلها الذي يهدده الفناء!!.. ولا أعتقد أن التشكيل الوزاري الجديد سيأتي بجديد سنرى ذات الرموز التي سئمنا منها طوال العقدين الماضيين، سنرى ذات الرموز التي قضت على الزراعة والنقل والصناعة، سنرى ذات الرموز التي أدمنت الفشل، وضاعفت السنين العجاف التي وضع لهن المولى عز وجل سقفاً سبع، أما مدمنو الفشل فقد جعلوها أضعافاً ثلاثة وتزيد ورغم هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!!.. السودان غني بالخبرات في كل المجالات، إفريقيا مهددة بجفاف بدأ بالصومال ونخر عظمها وما إثيوبيا ببعيدة عنه، وهذا يعني أن الهضبة الإثيوبية ستضن علينا بالغيث، أسعار الحبوب سترتفع إلى الحد الذي يُعجز حتى ميسوري الحال، ناهيك عن الفقراء الذين يمثلون الغالبية العظمى من أهل السودان!!..
ماذا أعددنا لهذه السنين العجاف؟.. مشروع الجزيرة سلة الغذاء تحول إلى قاع صفصف، بقية المشاريع المروية حدّث دون حرج..
كيف ستنقل المواد إلى مختلف أنحاء السودان والناقل الذي ينقل أكثر من 95% من حاجة البلاد تم الاجهاز عليه وبأيدينا!!.. انظر إلى بلدي الحبيب واحزن لعجز القادرين عن التمام!!..
ينزل الله علينا الماء مدراراً، لنحصده ونزرع منه ونشرب ولكنه يدمر ولا يعمر من أني أرى وأسمع الكثيرين لا يتمنّون تلك الرحمة المنزلة من الله خوفاً من الدمار الذي تحدثه!! ومتى كانت الرحمة مرفوضة! والتكنوقراط هم من يبني، أهل المعرفة هم من يعرفون البداية والنهاية والمحصلة وأهل الثقة هم من يدمرون ويتلفون وإن أرادوا إصلاحاً!.. عندما قامت الإنقاذ قبل أكثر من عقدين كانت النوايا كلها إصلاحية، ولكنها لم تعتمد على برامج وخطط وقد اعتمدت على الأشواق والعواطف، ومثل الإسلام لدى حامليه أشواقاً وحنيناً فقدا إرادة التطبيق ومنهجيته، وعند فقدان هذه العوامل تتلاشى الأشواق ويتبخر الحنين ويحل محلهما الفساد الذي نعيشه صباح مساء.. إن أمل السودان أن يصحو الضمير وتهب النفس اللوامة من غفوتها، وتتذكر أن المساءلة لن تأتي من مجلس الأمن ولا من المحكمة الجنائية إنما رب الكون الذي فرضت أمريكا نفسها وصيا عليه من دون الله!!.. إننا أمام نظام حكم بات مرفوضًا، ومعارضة لا يرجى منها خيراً، فالحكم الراشد هو الذي يرضا عنه الناس ورضا الناس من رضا الله.. ولا تجبرونا على الدعاء بتطبيق الوعد الإلهي لمن يتولى «وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم».
فالإنقاذ أصبحت مبتدأً غاب عنه الخبر!!..

تعليق واحد

  1. * أصبح (النظام) (مبتدأ)ً غاب عنه (الخبر) .. الجماعه جابو خبرو ..

    * أمل السودان أن يصحو الضمير …. وتهب النفس اللوامة من غفوتها ..

    * إننا أمام نظام حكم بات مرفوضًا…. ومعارضة لا يرجى منها خيراً….

    * فكل صاحب إدراكٍ صار موقناً .. ما عاد للقلم ما يكتبه…

    الجـعـلى البـعدى يـومـو خنـق ..

    الـدنـدر القويـسى …. ولاية ( سنـــــار)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..