ما جدوى لقاءات المسؤولين الدوليين والإقليميين بقادة الانقلاب؟

آخرها زيارة مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية للقرن الأفريقي، رامسفيلد اليوم للخرطوم، والتي تأتي بعد أن تعددت خلال الأسبوع المنصرم، زيارات الوفود الدولية، والإقليمية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي؛ والذين أجروا عددا من الحوارات واللقاءات مع الانقلابيين والقوى السياسية، مع تواصل عملية الأمم المتحدة السياسية، عبر بعثتها في الخرطوم، دون أحداث اختراق يُذكر، إذ ما زالت الأزمة السياسية السودانية تراوح مكانها، عقب انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان حميدتي على السلطة الانتقالية.
وتعددت مسارات الحل، ومبادرات العودة للانتقال المدني الديمقراطي. وفي هذا الإطار تنشط العديد من الوساطات الأممية والإقليمية والوطنية، وفي ذات الأثناء يواصل الانقلابيون مخططهم بالعودة للنظام القديم وإعادة عناصره للسلطة، وقطع الطريق امام التغيير الثوري الجذري، ويتواصل أيضا الحراك الثوري في جميع مدن وأرياف السودان والذي تقوده لجان المقاومة والقوى المهنية والسياسية، لإسقاط الانقلاب واستئناف المسار المدني الديمقراطي، وإبعاد الجيش عن المشهد السياسي.
وحسب محللين سياسيين؛ فإن الخرطوم أصبحت عاصمة المبادرات والمخابرات، وإن الانقلابين يعولون كثيرا على إيجاد مخرج يضمن استمرارهم في معادلة السلطة الانتقالية، بعد أن تبدلت الموازين الفعلية للواقع، فالاتحاد الأفريقي مازال يبحث عن حلول تضمن عدم العودة للمربع الأول، ودول مصر والإمارات والسعودية بدأت في تغيير سياستها الداعمة للانقلابيين، في ظل هذه الأوضاع المأزومة، وهنا يبرز السؤال الأهم والمصيري، ما جدوى لقاءات المسؤولين الدوليين والإقليميين مع قادة الانقلاب في ظل استمرارهم في تنفيذ سياساتهم الانقلابية بدون توقف؟.
الكاتب والمحلل السياسي، صديق أنصاري، يقول: “لسبب ما غير مرئي بالنسبة لي، يعتقد الانقلابي البرهان؛ أنّ هناك طريقين فقط لاستلام السلطة منه، وبحسب خطابات ولقاءات له، الأول هو انتخابات والثاني توافق وطني”.
ويضيف أنصاري: “لكن يبدو أن البرهان ينسى أو يتناسى عاندا حقيقة مهمة، أنه منذ مغامرة اكتوبر الفاشلة (ودليل أنها فاشلة انه يبحث عن مخرج منها) لم يعد يضع قواعد اللعبة بذكاء، وأنه – أي البرهان- ليس صيادا كما يتوهم.. على العكس هو طريدة صياد عنيد اسمه الشعب، على استعداد أ يضغط على قلبه ويتحمل سفك دم فلذات أكباده، في كل موكب ثمنا لوضع البرهان في القفص”.
ويؤكد أنصاري أنه على أي حال ستاتي لحظة ويعرف البرهان أن الخيار الثالث كان دائما أمامه، وكان الاقرب للتحقق وهو إسقاطه، ويختم أنصاري بالقول: “التعويل على عامل الزمن، بتعدد المبادرات، ومحاولة ايهام المجتمع الدولي بفرية الوفاق الوطني، أو الانتخابات المبكرة، غير مجدية له، وإنما تطيل امد الأزمة فقط”.
بدوره توقع الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، الجميل الفاضل -في حديث له لإحدى المنصات الإعلامية- أن تحرز زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد المرتقبة هدفاً في شباك العودة إلى الانتقال المدني الديمقراطي، وذلك من خلال حوار وطني يفضي إلى صيغة جديدة مغايرة للتجربة السابقة التي لم تُراعِ جانب حفظ الحقوق والضمانات، على أن تكون الحلول مرضية للشارع ولا تتجاوز تطلعات وأحلام جيل الشباب، ويؤكد الفاضل أن الشارع السوداني بتمسكه بشعاراته رغم القتل والاعتقالات، فقد كسب احترام المجتمع الدولي.
مداميك
خليكم في اوهامكم دي… فقط تذكروا اننا حذرناكم كثيرا من المثالية وان السياسة هي فن الممكن.
تحليل الانصاري ممتاز.
البرهان فقد ثقة الشعب لأن ابتزاز وارهاب الشعب لا يجدي بشئ ومصيره السقوط لا محالة
كاركتير معبر جدا والله ومن عني اضيف صور الاستادين التوم هجو وعسكور بايديهم سلال وهم يجمغون بعر البغال وفي ظنهم ثمار جوافة ظازه