عربي | BBC News

ضربات صاروخية واتهامات متبادلة، ماذا يدور بين باكستان وإيران؟

ضربات صاروخية واتهامات متبادلة، ماذا يدور بين باكستان وإيران؟

التعليق على الفيديو،

فيديو يُظهر تبعات الضربات الباكستانية في إيران

استدعت إيران مبعوث باكستان لديها،على خلفية هجمات انتقامية شنتها الأخيرة جنوب شرقي إيران وأودت بحياة تسعة أشخاص.

وجددت الخارجية الإيرانية في بيان لها إدانة الضربات الباكستانية التي وقعت صباح الخميس قرب مدينة سراوان بمقاطعة سيستان-بلوشستان، وأودت بحياة ثلاث نساء وأربعة أطفال ورجلين.

وأضاف البيان أن طهران باقية على علاقات الجوار الطيبة مع باكستان، لكنها في الوقت ذاته تدعو إسلام اباد إلى الحيلولة دون تدشين “قواعد وجماعات إرهابية مسلحة” على التراب الباكستاني.

وجاءت الهجمات الباكستانية بعد يومين من هجوم إيراني مشابه أجّج العلاقات بين البلدين.

وقالت باكستان إن ضرباتها أصابت “ملاذات للإرهابيين” جنوب شرقي إيران.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

وقال وزير الخارجية الباكستاني السابق بيلاوال بوتو إنه “يدين بأشد العبارات، انتهاك أراضي بلاده”.

وفي حديث لبي بي سي، أبدى بوتو اندهاشه من الهجوم؛ لا سيما وأن وزير خارجية إيران التقى القائم بأعمال نظيره الباكستاني في اليوم نفسه الذي “انتهكت فيه سيادة بلادنا”.

وقال بوتو: “من الخطأ” أن تتصوّر أي دولة أن باكستان لن تردّ على انتهاك سيادتها.

وتأتي الضربات الجوية المتبادلة في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع وجود العديد من الأزمات المتداخلة.

فيما تواصل إسرائيل حربها في قطاع غزة وتتبادل إطلاق النار مع حركة حماس وحزب الله في لبنان، وتستهدف القوات الأمريكية الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، وتقصف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الحوثيين في اليمن.

علمَا إيران وباكستان

صدر الصورة، Reuters

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بي بي سي إكسترا

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

وتبادلت باكستان وإيران الاتهامات منذ فترة طويلة بإيواء “جماعات متشددة” تشن هجمات من مناطق على طول حدودهما المشتركة.

وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية يوم الخميس ضرباتها التي قالت وسائل إعلام إيرانية إنها وقعت حول مدينة سراوان.

وقالت باكستان إنها تصرفت في ضوء “معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق” وقالت إن عدداً من “الإرهابيين” قتلوا.

وأضافت أنها “تحترم تماماً سيادة إيران وسلامة أراضيها”، لكن الإجراء الذي اتخذته يوم الخميس كان “مؤشراً على تصميم باكستان على حماية أمنها القومي والدفاع عنه ضد جميع التهديدات”.

وقال الجيش الباكستاني إن “ضرباته الدقيقة” نفذتها طائرات مسيرة وقذائف وصواريخ بعيدة المدى لاستهداف جماعتَي: جيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان.

وانخرطت الجماعتان ضمن غيرهما منذ عقود في صراع من أجل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي في منطقة بلوشستان – المنعزلة جنوب غربي باكستان.

وأدانت باكستان بشدة الضربة الإيرانية يوم الثلاثاء، والتي ضربت منطقة في إقليم بلوشستان الباكستاني بالقرب من الحدود الإيرانية، والتي قالت إسلام آباد إنها أسفرت عن مقتل طفلين.

وأصرت إيران على أن ضرباتها كانت تستهدف فقط حركة جيش العدل، وهي جماعة سنية بلوشية نفذت هجمات داخل إيران، وليس المواطنين الباكستانيين.

مدفع يطلق صاروخا

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

الصواريخ الإيرانية -من هذا الطراز الذي ظهر في مناورات تدريبية- ضربت كلا من باكستان والعراق وسوريا مؤخرا

هجوم “محدد على المتمردين”

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، هاجمت إيران أيضاً أهدافاً في العراق وسوريا، وقالت إنها ضربت تنظيم الدولة الإسلامية ووكالة الاستخبارات الإسرائيلية، متهمة كلا منهما بالتورط في هجوم بالقنابل في مدينة كرمان الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر أسفر عن مقتل 84 شخصاً.

وقال محللون إن رد باكستان لم يكن مفاجئاً ويطابق رد إيران في تقديمه على أنه هجوم “محدد على المتمردين”.

وقال مايكل كوغلمان، مدير شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون: “الانتقام الباكستاني يزيد من خطر التصعيد، لكنه يوفر أيضاً فرصة للتراجع عن حافة الهاوية. وفي الواقع، فإن الجانبين متعادلان الآن”.

وأضاف: “كان لدى إسلام آباد حافز قوي لمحاولة استعادة الردع، لا سيما مع قيام إيران بالهجوم في جميع أنحاء المنطقة الأوسع، حيث تشن ضربات مباشرة وتنشر وكلاء لضرب التهديدات والمنافسين. في الواقع، لو تراجعت باكستان، لواجهت خطر التعرض لضربات إضافية”.

ومن جهتها، حثّت واشنطن الطرفين على ضبط النفس، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بيانات باكستان بشأن أهمية العلاقات التعاونية مع دول الجوار جاءت “مثمرة ومفيدة”.

ودعت كل من الصين وتركيا وحكومة طالبان في أفغانستان إلى ضبط النفس والحوار.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلا من إيران وباكستان إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس لتفادي المزيد من التصعيد”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستفاني ديوجاريك إن “كل المخاوف الأمنية بين الدولتين يجب معالجتها بوسائل سلمية، عبر الحوار والتعاون وفقاً لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي وعلاقات حُسن الجوار”.

ويقول محللون إن الضربات الإيرانية هذا الأسبوع كانت مدفوعة أيضاً بالديناميكيات “المضطربة” الحالية في الشرق الأوسط.

وقالت طهران إنها لا تريد التورط في صراع أوسع نطاقاً، لكن الجماعات التي تدعمها تكثف جهودها لاستهداف إسرائيل وحلفائها لإظهار تضامنها مع الفلسطينيين.

الهجوم “لا يمثل اعتداء على دولة الجوار الشقيقة”

وتربط بين إيران وباكستان علاقات معقدة لكن يغلب عليها الطابع الودّي. وقد التقى وزيرا الدولتين في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا هذا الأسبوع، كما أجرى أسطولا الدولتين البحريان مناورات مشتركة في مضيق هرمز وفي الخليج.

وتتشارك الدولتان مخاوف شبيهة بشأن المنطقة الحدودية غير الخاضعة للقانون، حيث ينشط تجار المخدرات والجماعات المسلحة البلوشية.

وحرصت كل من الدولتين بعد هجومها على الأخرى على تأكيد أن ذلك الهجوم لا يمثل اعتداء على دولة الجوار الشقيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..