قصيدة في فصل الجنوب

الجنـوب الحبيب
و (أجاكير)
النيل في لوعة المحب مُسهِر
يتلفت خلفه من ورأي الحقب
للسوداء(أجاكير) ما أثمنها من درر
كان الليل وهبها رِحمُ النسب
أبنوسية الملامح منحولة الخصر
حفها النيل من معصمها وانسكب
بيضاء العينان يخالجها حور
كان الصباح ارضعها و ُاحتجب
للرجاف يخافه الورى مهابة طهر
وصديقنا مانغو لم يعد درساً في الكتب
بالخرطوم عناق نهران سفر
الليالي وجرح بالجنوب المغتصب
باعوك في زمن البترول والنزر
ثمن بخس أبدراهم تباع الترب
وتراب الولهان تبر في السيرِ
مختزن بين الضلوع كأنه اللهب
اشتعلت الأيادي ونار الحمى تستعر
وجنونا يحرق الأبنوس والحطب
ابتلينا بقوم أطلقوا علينا حتى الكفر
ثم هاموا بدعوتهم على المنابروالخطب
نحروك ونثروا دماء سواد الثور
وللأوطان المقل والأرواح تُهب
أين دماء شهدائكم وجنون الصور
أين الحان الفداء في الذي ذهب
يا جنوبنا باعوك طغيان الوزر
وحنين إليك وشح العيون بالتعب
فيا نيل مد الأيادي بالهتاف والشرر
أجج الخرطوم لكي يصحو الغضب
أجج صمت الصومعة نار وإعصار
اهتف بليلِ الجياع المُغيب وأشعار تنتحب
بقلم / مصطفى دفع الله عكاشة
[email][email protected][/email]