
منذ ضجتها التي افتعلتها الوزيرة صغيرون إبان تغييرها لمديري الجامعات اختفت عن المشهد بينما لا تزال مئات القضايا تنتظرها للحسم ومنها قضية عدم توثيق الشهادات الصادرة من الجامعات إلا بعد الخدمة الوظنية وهذا من تركات العهد البائد الذي ظلم الشباب طويلاً طويلاً واهدر زمنهم بل نظام البشير بدأ آخر عهده في تسهيل إجراءات استخراج الشهادات الجامعية وتوثيقها ولكن للمفارقة بعد الثورة عادت العراقيل أنكأ حيث تم إيقاف توثيق شهادات البنات بوزارة التعليم العالي إلى ما بعد أدائهن للخدمة الوطنية وأعني البنات خريجات الاقتصاد والزراعة وغيرهن ولا بأس من الإفادة من خريجات الطب في اداء الخدمة فمنها فائدتان في تدريب الخريجة وفي سدها لثغرات النقص في المرافق الصحية ومثلها خريجة التربية في المدارس ولكن ما بال بقية الخريجات تمنع عنهن وزارة صغيرون التوثيق فتهدر عليهن سنوات انتظار ضائعة، وزارة التعليم هي صاحبة الشهادات باعتبار تبعية الجامعات فنياً لها وبالتالي هي التي تعتمد صحة الشهادات ولكن أن يتم إيقاف التوثيق إلا بعد الخدمة فهذا إجراء تعسفي جداً يشبه النظام البائد ولا يشبه عهد الثورة والمفاهيم الجديدة، إنني أفهم أن يتم تقييد التوظيف بأداء الخدمة هذا مفهوم ولكن لماذا التوثيق وتعطيل حياة الخريجين اكثر مما هي معطلة.
الامر الثاني الذي تصمت عنه صغيرون أو فلنقل تتجاهله وتتعامى عنه هو الكليات الخاصة التي تنتشر في كل زاوية ومدينة مثل دكاكين التمباك لماذا لا تراجعها الوزيرة وتصدر بشأنها قرارات ثورية فلا يعقل أن تظل دراسة الطب متاحة ومباحة لمجرد إمتلاك حفنة أموال وبأقل مطلوبات علمية ودرجات بائسة لا تتماثل مع المقدرات العقلية المؤهلة لهذه الدراسات.
الامر الثالث هو تعيينها لمدريري جامعات أقل من المتوقع ومن ذلك مدير جامعة الجزيرة وهو أقل من قامة وموقع الجامعة الرائدة وكنا نتوقع إسماً كبيراً يُضاهي سمعة الجامعة ومكانتها العلمية إسم له صدى في الاوساط العلمية الدولية وليس محض مدير مغمور كان موظفاً في معهد صغير لا ذكر له في أضابير الجامعة مثل هذا لن يقدم شيئاً لإرث الجامعها وتقدمها العلمي. ولذلك تعيينات المديرين بحاجة للمراجعات العاجلة.
الوزيرة صغيرون ينبغي عليها أن لا تتلقى تعليمات وموجهات من أحد فحالتها الراهنة تبدو في كمون وكانها تنتظر إملاءات من كيان ما ثم تهرول هي في التنفيذ يجب على وزير التعليم بكل مافي موقعه من خطورة وأهمية ومسئولية ثيلة ان يكون مبادراً ممتلكاً لزمام الحال لا بصمنجياً مسيساً فاقد البريق.
د. الرفاعي عمر البطحاني