الهروب من بوابة الوطن…!!!

الاغتراب للخارج او الاغتراب فى الداخل او الصفعة المزدوجة فى وجـــــدان الانسان السودانى المجهد الى حد الانهاك ففى الحالتين ضائع هو حزن فى قلب مواطن مكلوم ونـزف من جرح وطن مهزوم.
بكل معايير الهروب لم يترك للسودانى خيـارات عـــديدة فــركون واستهوان فلا هواء شرف يتنفسه ولا عبير كرامة يستنشقه فى وطن دمرته حكومة ناشذة وشعب راضخ مستكين.
الاغتراب قطار الهروب الاجبارى فانت لا تحـــزم الامتعة فحسب وانما تلملم ماتبقى فيك من كرامة انسان لتسلك طريق تحفه المشقة وتقطنه الـدمــوع لتضع فى حقائب السفر زاد الرحيل كميات من الالـــم واكـــداس من الاحبــــــاط انه الهروب من بوابـة الوطــــن لتخرج من هناك اهم الكوادر الوطنية الفاعلة وقد كبلتها خيبات الامل المستمر حتى اصبح الهـــروب من الـوطن اقـرب ما يكون بانحدار شعب بأكمله الى هاوية التبعثر والشتات حتى اصبح الاغتراب وطن.
يظل الاخطبوط المشؤوم هناك يمسك بتلابيب الحكـم انه نيرون رومـــا الذى احـرقها عمدا ثم جلس على تــل خراباتها يتباكى عليها ليتسلل اهلنا من ديارهم هاربين مكرهين مجبرين معدمين يائيسين بائسين مستسلمين وليس فى الوطـــن الا الاحتراق بين جدرانه المهترئة اوالرحيل الطارد خوفا من الهوان .
فيما مضى نعلم ان الاغتراب يسرق كنوزالعمر التى لاتشترى ولاتبــاع وان ما استلبته لايمكن بأى حال ان يسترد ليظل المغتــرب حبيسا لسطوة الهجرة رهينا لامـــــــال شاردة اصبحت عصية المنال فى وطن العازة.
اليوم نعيش فى وطن مغترب الذات يدور فى فلك الفوضى والارتفـاع الرهيب فى الاسعار وقد ارهـق اهلنا الجوع والمرض فقد سلبتهم الحكـــــــومة بسبب رعونتها وانحـرافها كل معانى الحياة الكريمة بل سلبتهم قيمتهم الانسانية ففيهم من بكى وشكى ومنهم من ينتظرولا زاد لهم الا الصبر حتى جف معين الفرح ونضبت بقايا الابتسامة الشاحبة فاصبحت الاحـــزان فيهم سمة تلازم ايامــهم وتلون احلامهم .
فبين خــوف من قمع حكومة مغرورة وانتظارغير مجــد من معارضة غيـــــر مسؤولة يبقى المــــــواطن المغلوب على امره متأرجح بين مطـــرقة الحكـومة الجائرة وسندان الاستكانة والخنوع من احزابنا البائرة الخائرة فالله المستعان.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..