ثلاثون ملفاً ساخناً علي طاولة البشير في ولايته الجديدة

بكري الصايغ

مقدمة:

(أ)-
في يوم الثلاثاء الثاني من يونيو القادم ٢٠١٥، تبدأ مراسم الاعلان رسميآ عن تنصيب عمر البشير رئيسآ علي البلاد، حيث يقوم في نفس هذا اليوم باداء القسم، ثم القاء الخطاب الرسمي الذي يحدد فيه الخطوط العريضة علي السياسة التي بصدد اتباعها لاحقآ في ادارة الدولة خلال فترة حكمه القادمة.

(ب)-
***- تنتهي الاحتفالات الرسمية في نفس اليوم، تنتهي معها ايضآ احتفالات افراح حزب المؤتمر الوطني، الذي رصد مبالغ طائلة بملايين الجنيهات لهذا الاحتفال. في اليوم التالي يبدأ البشير اولي خطواته في الولاية الجديدة التي جاءت عن طريق تعديل الدستور، ولكن ما ان يجلس البشير المنتشي بنشوة الزهو والافتخار بنفسه علي مكتبه في القصر (الصيني)، ويعاين ما امامه من الثلاثين ملفات الساخنة بعضها قديم واغلبها جديد، حتي ينطبق عليه المثل العربي المعروف:(طارت السكرة وجاءت الفكرة)، انها بالفعل ملفات ساخنة تحتوي علي مواضيع في غاية الاهمية ظل البشير يؤجلها من عام الي عام دون ان يتم في شأنها ويبت في امرها حتي تراكمت امامه ، وغدت مشكلة لا يعرف كيف الخروج منها؟!!

(ج)-
***- ما هي حقيقة هذه الملفات الثلاثين الساخنة التي تراكمت علي طاولة البشير؟!!…ولماذا اصلآ هي ساخنة؟!!…في السطور القادمة نلقي الأضواء عليها، نكشف عن خفاياها واسرارها.

الـمدخل الأول:
(ملفات تتعلق بالشؤون الخارجية):
********************
١-
محكمة الجنايات الدولة:
****************
قضية اتهام (محكمة الجنايات الدولية) ضد عمر البشير تعتبر واحدة من اخطر الملفات الساخنة التي لم تستطع الدولة بت في امرها منذ سبعة اعوام. يظل الاتهام قائم يهدد مستقبل البشير ونظام حكمه خلال الولاية الجديدة، مما يقلل كثيرآ من حركة البشير ويحد من تحركاته ويبقي اسير القصر. ولا يوجد حل وسط لانهاء المشكلة في ظل مطالبة (محكمة الجنايات الدولية) في ملاحقته.

٢-
سفر البشير الي الخارج:
***************
يبقي السؤال القديم مطروحآ في ملف سفر البشير الي الخارج:( ما العمل في عدم قدرة البشير السفر والترحال الي الخارج ، ممارسة حقه في زيارات دول اخري مثله مثل بقية رؤساء دول العالم الاخرين؟!!)…

٣-
عدم اعتراف امريكا والدول الاوروبية
بنتائج انتخابات السودان عام ٢٠١٥:
***********************
ملف جديد سان يحتوي علي موضوع: (كيف سيتعامل عمر البشير في المستقبل مع دول كبري تنظر اليه علي انه رئيس غير شرعي علي السودان ؟!! )…

٤-
المقاطعة الامريكية والاوروبية:
*******************
ملف المقاطعة الامريكية والاوروبية علي السودان عمره عشرون عام بدأ عام ١٩٩٥، اصبحت حكومة واشنطن تستخدم طريقة (العصا والجزرة) في تعاملها مع نظام البشير، الذي استسلم تمامآ للطريقة الامريكية.

٥-
أسم السودان في قائمة (الدول الراعية للارهاب):
************************
ملف قديم مفتوح منذ عام ١٩٩٥، لم يحاول البشير خلال العشرين عام الماضية رفع اسم السودان من القائمة السوداء، بل زاد الطين بلة، وبقي الاسم ثابتآ في القائمة الي حين اشعار اخر…

٦-
القوات الدولية في دارفور وابـيي:
*******************
من اخطر الملفات الساخنة علي طاولة مكتب البشير ملف: (القوات الدولية في دارفور وابـيي)، مما يعني بصفة قانونية، ان السودان دولة ناقصة السيادة!!..

٧-
الديون الخارجية:
************
وصلت ديون السودان الي ٤٣ مليار دولار، لا احد في السودان يعرف كيف وصلت الديون الي هذا الرقم الكبير؟!!..واين ذهبت الأموال؟!!.. خضع نظام تمامآ البشير لشروط البنك الدولي فباع القطاع العام، وتم خصخصة المؤسسات الحكومية حتي الرابحة منها..و مع ذلك زادت الديون!!

٨-
إتفاقية مياه الـنيل:
***********
ملف مبهم وغامض اغلقه البشير بعنف، ويرفض الكشف عن خطط نظامه في حل المشكلة التي ناقشتها حكومات (دول حوض النيل) بجدية تامة… الا نظامه!!

٩-
منطقة (حلايب): النزاع السوداني – المصري حولها:
***********************
لم يعد خافيآ علي احد في السودان ومصر، ان عمر البشير لن يجرؤ علي فتح ملف (حلايب) ما بقي في السلطة، لا حبآ في تهدئة الموقف بين البلدين، لكن من اجل البقاء علي الكرسي!!

١٠-
النزاع السوداني اثيوبي حول منطقة (الفشقة):
***************************
ملف النزاع بين البلدين مغلق منذ عام ١٩٩٥، لم يرغب النظام الحاكم في اثارة المشكلة مع اثيوبيا، بسبب انها واحدة من الدول القلائل التي يطمئن البشير اليها ولا تعتقله ان حضر اليها…وقد تكون دولة لجوء في المستقبل!!

١١-
ترسيم الحدود مع دولة السودان الجنوبي:
*************************
منذ عام ٢٠١١ وحتي اليوم ما زالت مشكل الحدود بين السودان الشمالي والجنوبي غير واضحة المعالم، تم مؤقتآ اغلاق ملف ترسيم الحدود بسبب غياب اهتمام الطرفين بحل المشكلة…

١٢-
النزاع بسبب (ابـيي):
************
بتوجيه من الأمم المتحدة دخلت القوات الاثيوبية الي منطقة (ابيي) لحراستها وحماية سكانها، منذ خمسة اعوام لم تعد حكومة الخرطوم تهتم بالمنطقة، اختفت اخبارها تمامآ في الصحف المحلية!!

١٣-
عـلاقة السودان الشمالي بدولة السودان الجنوبي:
************************
مع الاسف الشديد، ان البشير لا يهتم اطلاقآ بتحسين علاقات نظامه مع السودان الجنوبي بنفس القدر مع مصر والسعودية وباقي دول الخليج. اصبح من الواضح انه يتدخل في الشأن الجنوبي سلبآ ويناصر الجنرال مشار…

١٤-
ملف العلاقات مع الدول العربية:
*********************
هناك نحو ١٥ دولة عربية لا يستطيع البشير زيارتها، في القارة الافريقية يستطيع فقط ان يزور مصر، وفي القارة الاسيوية لا يزور من الدول العربية الا: السعودية..دولة الامارات العربية…قطر..الكويت!!، لكنه يستطيع ان يقابل باقي رؤساء الدول في مؤتمرات القمة العربية!!

١٥-
ملف العلاقات مع الدول الافريقية:
**********************
فقط دولتي اثيوبيا واريتريا يستطيع البشير زياراتها…وما دونها خرط القتاد …

١٦-
ملف زيارة البشير الي نيويورك (منظمة الأمم المتحدة):
**************************
وصل البشير الي قناعة تامة، ان السفر الي نيويورك للمشاركة في الاجتماعات التي تنظمها منظمة الامم المتحدة في كل شهر سبتمبر ويحضرها رؤساء دول العالم لا يمكنه القيام بها لسببين: الاول، ان الحكومة الامريكية لا ترغب في حضوره، وثانيآ، بسبب ملاحقة (محكمة الجنايات الدولية)…

١٧-
ملف دارفور في منظمة الامم المتحدة:
**********************
ملف ساخن للغاية امام عمر البشير، وهو ايضآ الملف الذي قصم ظهر البشير وجره كمتهم مجرم حرب الي (محكمة الجنايات الدولية). كان في الامكان ان يتم اغلاق الملف نهائيآ، لكن البشير اصر علي حل مشكلة دارفور بقوة السلاح…فضاعت دارفور وضاع معها نظام البشير…بقي الملف مفتوح في الامم المتحدة…

١٨–
منظمات حقوق الانسان والاغاثة الدولية:
*************************
اغلب الجرائم الجنائية والتصفيات الجسدية التي تمت في السودان خلال ال٢٥ عام الماضية، اصبحت موثقة عند الكثير من المنظمات الدولية التي تهتم بحماية حقوق البشر، استطاعت هذه المنظمات ان تكشف حقائق خطيرة عن الانتهاكات الخطيرة التي تمت من قبل القوات المسلحة في مناطق الحرب. ان ملف هذه المنظمات يتضخم كل يوم خاصة هذه الايام من مايو ٢٠١٥ في دارفور…

الـمـــدخل الـــثاني:
(ملفات تتعلق بالشؤون الداخلية):
*********************
١٩-
ملف دارفور:
*****
يعتبر ملف دارفور هو الملف الاكثر سخونة من بين كل الملفات الاخري علي طاولة مكتب البشير. فشل في اغلاقه نهائيآ بسبب تعنته واصراره علي حل المشكلة عسكريآ. كل التوقعات تؤكد، ان مشكلة دارفور هي التي ستنهي حكم البشير قبل انتهاء ولايته الثالثة…

٢٠-
ملف حرب القبائل السودانية:
**************
حتي عام ١٩٨٩ ما كنا نعرف عن مشاكل الاقليات في السودان الا مشكلة الحرب في جنوب السودان، اندلعت في السنوات الماضية حروب ومناوشات بين بعض قبائل غرب البلاد استعملت فيها اسلحة حديثة متطورة، بعض هذه القبائل الرعوية تلقت الاسلحة من المؤتمر الوطني (باعتراف رؤساء هذه القبائل). بلغ عدد الضحايا خلال سنوات حكم البشير اكثر من ٣٠٠ ألف قتيل (احصائية قديمة صدرت من الامم المتحدة عام ٢٠٠٦)…

٢١-
*****
ملف جبال النوبة:
***********
منذ اكثر من خمسة والقوات المسلحة تحاصر مناطق في جبال النوبة وتقصف السكان والمناطق بالقنابل، رغم نداءات منظمات اغاثة دولية كثيرة لحكومة الخرطوم السماح لها بدخول المناطق المحاصرة تقديم العون والغذاء، الا ان كل النداءات قوبلت بالرفض. هدف الحكومة ان يموتوا السكان جوعآ او بحرائق القنابل!!

٢٢-
ملف الفساد:
********
هو واحدة من اخطر الملفات الساخنة امام عمر البشير، لكن محظور عليه ان يفتحه او يحاول التقليب في صفحاته..ملف يبقي مغلقآ ما بقي البشير في السلطة!!

٢٣-
ملف (الاغتيالات..الاغصـابات):
**********************
ملف ضخم للغاية، فيه الغريب العجيب من جرائم وقعت خلال حكم الانقاذ، ملف ممنوع ان يقلب البشير في صفحاته او يبت شي بخصوصه. ملف قابل لزيادة الصفحات فيه طالما لا توجد محاسبة ومساءلة المفسدين والمغتصبين، وطالما هناك ايضآ (حصانة) وحماية لهم…

٢٤-
ملف “تجارة البشر”:
************
قامت منظمة الامم المتحدة قبل عامين بلفت نظر حكومة البشير الي ان السودان قد اصبح سوق لتجارة البشر، وانه هناك اسواق لهذه التجارة في ولاية القضارف وكسلا، اهتم البشير في بداية الامر بالمشكلة الخطيرة، لكنه فيما بعد اعترف صراحة عدم استطاعته محاربة هذه التجارة…تم اغلاق الملف..وتوسعت دائرة تهريب السودانيين الي صحراء سيناء!!

٢٥-
ملف (المعارضــة السودانية):
******************
قبل انتخابات ابريل ٢٠١٥ كان البشير كثيرآ ما قلل من حجم المعارضين للنظام، لكن عندما نجحت المعارضة بشكل كبير في مقاطعة الانتخابات، عندها عرف البشير، ان الولاية الثالثة لن تمر بخير بعد ظهرت قوة عدوه اللدود. اصبح ملف (المعارضة السودانية) علي طاولة البشير(خميرة عكننة) …ملف لا يمكن اهماله…

٢٦-
ملف (عائـدات النفط):
*************
يعتبر هذا الملف من الملفات التي تسبب صداع حاد في رأس عمر البشير كلما رأه.. تبقي المشكلة ، انه لا يستطيع ان يخفي طويلآ عن الشعب حقيقة : (اين ذهبت عائدات النفط من عام ١٩٩٦؟!!..لزم عليه ان يعلن صراحة، ان كانت العائدات موجودة في بنوك ماليزيا ام لا؟!!..ان يقول الحقيقة ايضآ حول لماذا لم تدرج العائدات في الميزانيات العامة.. لماذا تم منع الصحف المحلية من تناول اخبارها ؟!!)…

٢٧-
ملف (مشـروع الجزيرة):
*************
ملف ضخم قذر للغاية، ملئ بالوثائق التي تثبت ان (مشروع الجزيرة) قد تعرض الي اهمال متعمد من قبل حزب المؤتمر الوطني حتي يخسر وينهار، ثم من بعد هذه الخسارة يتم بيعه بالكامل الي اعضاء في الحزب تمامآ كما تم من قبل بيع (سكك حديد السودان) و(سودانير) و(هيئة الموانئ البحرية)…

٢٨-
ملف: (الجنجـويد)… (والمليشيات المسلحة):
**********************
ملف ملئ بقصص فضائح وجرائم الجنجويد ومليشيات الحكومة، والسؤال المطروح بقوة في وجه البشير:( هل هو في أمان من شر هذه المنظمات وخاصة الجنجويد، والا ينقلبوا عليه في المستقبل؟!!…هل يسلم من شرهم ؟!!…هل يستطيع ان يحد من قوتهم بعد ان تم تسليحهم بما اقوي من عند القوات المسلحة؟!!

٢٩-
ملف (سـد مروي):
***********
تم اغلاق هذا الملف نهائيآ لعدم وجود سد علي ارض الواقع، واصبح السودان يستورد الكهرباء من اثيوبيا!!

٣٠-
ملف (الاجانب والوافدين):
****************
اخر احصائية تقريبية تفيد، ان عدد الاجانب والوافدين خاصة من دول الجوار قد وصل عددهم الي نحو ٦مليون، عدد الاجانب في العاصمة المثلثة يشكلون ٤٠% من عدد السكان…ملف قد لا يهم اعضاء المؤتمر الوطني كثيرآ، علي اعتبار انهم (اعضاء المؤتمر) لن يقيموا مستقبلآ في السودان!!

بكري الصايغ
[email][email protected][/email]