أم درمان.. سوق يجمع الحداثة والتراث

الخرطوم : رباب محمود
يعتبر سوق أم درمان احد أقدم الأسواق في السودان، وربما في أفريقيا، ويقال إن من أسسه هو الضابط الإداري الإنجليزي برمبل.. وتوسع بمرور الأيام محافظا على مكانته ومواكبا لحركة التطور الإنساني في السودان ومن ينظر إليه الآن يجد أن الكثير من التغيرات قد طرأت على عمران السوق وتحول المحلات إلى مبان خرصانية وصل عدد طوابق بعضها إلى عشرة، في الوقت الذي ظلت فيه دكاكين فنيي سن الفيل والجلود وغيرها على ذات منظرها قبل عشرات السنين فهي لا تزال محافظة على هيئتها رغم تطاول الأزمان، مبنية بالجالوص ومسقوفة بالسعف البلدي ويقول أحمد محمد اربد (تاجر إجمالي بالسوق): “كان هناك سوق للخضار واللحوم (الملجة) وقريبا منه سوق للمأكولات في ميدان عبد المنعم أما السلعة المستوردة فكان المتخصصون فيها بعض الهنود والأغاريق واليهود والشوام والخواجات ثم تلاهم من السودانيين الأوائل محمد عباس والأمين الصافي والشيخ إبراهيم طلب وشركة الطوفي، ومن تجار المواشي الشيخ محمد أحمد البرير الذي كان من رجال البر والإحسان والخير، وكان زبائن السوق من التجار يأتون من جميع جهات السودان فيقوم محمد أحمد البرير باستضافتهم في حوش كبير بمنزله”.. مشيرا إلى أنه لم تكن هناك مواقف للسيارات والمواصلات لعدم وجود سيارات في ذلك الوقت إذ كانت الحمير هي الوسيلة الأشهر في التواصل.. وأضاف: “بعد عام 1994 توسع السوق أكثر ودخلت شركات كبرى وأصبحت لها مراكز داخل السوق وفتحت محلات للألعاب النارية وللعب الأطفال والمكتبات وأدوات التجميل والإكسسوارات التي أصبحت تشغل حيزا كبيرا في السوق وكثرت محلات أجهزة الموبايل وملحقاته وبالسوق محلات للأواني المنزلية والمحاصيل ودلالة الحمام” ومضى في حديثه مؤكدا أن سوق أم درمان أكبر مركز لتجارة البن والشاي بعد تحويل السوق العربي إلى السوق المحلي.. وقال التاجر عمر مكي علي: “في السابق كانت السلع والبضائع تنقل عن طريق الترماي والبضائع كانت أجود وأرخص” وضرب مثلا بثوب التوتل الذي كان سعره ثلاثة جنيهات والآن يباع بمليون جنيه ورغم أن نوعه غير جيد
اليوم التالي
ياتو تراث الانتو بتتكلمو عنو دا , دا كولو تراث عربي , يعني تراث عربي سوداني من جهة واحدة , ليس من كل الاتجاهات في السودان