أموال الشعب السوداني المنهوبة .. والهاربة .. من يستردها ؟..

* .. دعي كاتبنا الكبير الطيب صالح الي الاحتفاء به في احد مراكز الدراسات العربية
.. فتأخر ساعة عن الموعد بسبب عدم معرفة مكان الاحتفال . فقال للحضور معتذرا :
” وضعت نفسي في أيدي هؤلاء السودانيين الضائعين فأضاعوني “.

* نعم .. أغلي ما تملكه البلاد أبناءها وقواها الحية .. حرائرها وشبابها ورجالها من الايدي العاملة .. ، وهذا أغلي رأس مال فقده السودان في العقدين المهدرين .. ، وكذا ثرواتنا وأموالنا المهدرة والضائعة والمضيعة..

في العام 1992م نشرت مجلة إقتصادية متخصصة في القاهرة تقريرا عن الاستثمارات في مصر وقالت ان إستثمارات السودانيين بلغت 13 مليار دور في البنوك والمصارف المصرية ( ثلاثة عشر مليار دولار ) – من هذه المبالغ الطائلة نسبة كبيرة من أموال رجال الاعمال الذين فروا بعد إنقلاب الجبهة في نسخته الترابية الاولي بعد ان أغلقوا الابواب .. وأحكموا الحظر علهم في عمليات السحب من البنوك وغيرها من ممارسات إستهدفت إخراج قطاع واسع من الرأسمالية الوطنية من الساحة الاقتصادية والتجارية والانتاجية ففر عدد من التجار ورجال الأعمال ، فرحبت بهم البنوك والمصارف المصرية ، وحفظوا أموالهم في شكل ودائع تدر عليهم ما يجعلهم يعيشون في رفاهية في القاهرة ويتحركون كيفما شاءوا ..
كان هذا الرقم الكبير مقاربة بميزانية الدولة أوانها ..والنظام لم يمضي علي وجوده أكثر من عامين ونصف العام .
وحينما سعيت لإجراء تحقيق صحفي ” لصحيفة الخرطوم بالقاهرة ” ، وجدت آذانا صماء من كل من ذهبت أستطلعهم ، خوفا بالطبع علي مصالحهم .. ، وعاش الكثير من مليونيرات السودان في القاهرة وغيرها من العواصم في العالم في أمان ، فإذا أكتفوا فقط بوضع ودائعهم لدي البنوك فإنها تدر عليهم أرباحا خيالية تجعلهم يعيشون في بحبوحة ، بدلا عن ملاحقتهم من صبية وزبانية الامن وأجهزة النظام القميئة .. ومؤسساته التي وجدت أصلا لفرض الضرائب والجمارك والاتاوات بكل أشكالها .. ، فلما ” وجع الراس والخوته ” .. وضياع المال .. كما كانوا يقولون ..
ذهبت الي وكيلة وزارة الاقتصاد المصري أستطلعها الامر بعد مواعد طال أمدها .. ، رفضت أعطائي تفاصيل عن الودائع السودانية وأكتفت بإعطائي معلومات عن الودائع العربية ..، فإذاكانت 13 مليار دولار فقط في العام 92 فكم ياتري وصلت الارقام بعد عقدين من الزمان ؟
…..
نشرت صحيفة new stright times صحيفة * الماليزية تقريرا قبل عدة أشهر يقول .. يقول إن الاستثمارات السودانية بلغت – أيضا – 13 مليار دولار يملك 90 % منها عدد من القيادات السودانية ، وهم يستثمرونها في مجالات البترول والصناعات التحويلية والعمليات التجارية , وهناك 1500 طالب وطالبه في الجامعات غالبيتهم من أبناء الوزراء وقيادات الامن والجيش والمسئولين السودانيين ” .. لاحظ أنهم منعوا البعثات التي تمنحا دول العالم للسودان منذ مجيئهم ” ..
* وفي البحرين بلغت جملة الاستثمارات السودانية ( 600) مليون دولار ” الراكوبة 18 فبراير 2012م ” .
* ويقول مصدر إقتصادي في دبي ان عدد من الوزراء والمسئولين في الخرطوم قاموا بزيارة الي دبي والتقوا الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي وطلبوا مساعدات أقتصادية … ، فقال لهم الشيخ بن راشد متسائلا : كيف تقولون ان السودان يعاني أزمة أقتصادية وأنتم أالسودانيون أشتريتم نصف العقارات في دبي .. ؟ فكيف تطلبون مساعات .. وإستثمارات ؟ ..
وبالطبع هذا موقف لا يشرف اي سوداني .. ، ولم ننشره إفتراءا وكذبا لغرض سياسي .. ولكنها حقيقة تعبر عن مدي الاساءة التي يجلبها قادة النظام للبلاد ..
هذا السفه .. وهذا التسول لا يصدران عن انسان يتمكن الاسلام من قلبه وكيانه .. إنسان يرعي الله في أهله ووطنه .. إنسان فيه نخوة الانسان السوداني ..
* بلغت جملة عائدات البترول في العقد الماضي سبعمائة مليار دولار .. أين ذهبت هذه الاموال ؟ .. ألم يكن من الممكن شراء سبعمائة مصنع .. تنشر في كل أرجاء البلاد .. وتنهي حالة البطالة التي يعيشها الملايين من الشباب الذين يلاحقونهم ويعتقلونهم ويرسلونهم الي مناطق العمليات .. .. وحينما يتظاهرون يطلقون عليهم الرصاص .. ؟
كم من العاطلين عن العمل كان يمكن ان يتم تشغيلهم ؟ وكم من البوت كان يمكن ان تفتح ؟ .. وفي السودان ثلاثة ملايين فتاة عانس ؟ .. كم من الملايين المهاجرة التي تهيم علي وجوهها في كل بلدان العالم .. ؟
* .. هناك عشرات المليارات يتم إستثنمارها في مصارف لندن .. وسويسرا .. وعدد من الدول الاسيوية .. وحتي أثيوبيا بها عدد كبير من رجال الاعمال الذين أنتقلوا بها الي هناك بعد ان ضيق النظام عليهم الابواب وأصبح يختطف الاموال من أيديهم جهارا نهارا ..
* هناك 600 مصنع في السودان معطل ..وبأعتراف وزير الصناعة السابق الذي قال ان 90 % من المصانع متوقفة عن العمل .. بينما الاموال تبعثر .. ، وكانت حرب النظام علي الصناعة في سنواتهم الاولي بدون أي سبب يذكر سوي انهم لا يملكون في مجال الصناعة أي قدر .. ولا يعرفون كيف تدار .. ، فقد عرفوا التخزين والمضاربة وتجارة العملة وكل ما هو طفيلي .. ولكن الصناعة والزراعة .. كلا .. والحال مكاثل في المناطق الصناعية في كل أرجاء البلاد التي ينعق فيها البوم ..، وكذا مشروع الجزيرة .. وسندس .. وغيرها من مشاريع .. أجهزوا عليها .. ، كما أجهزوا علي كل ما بناه المستعمر الانكليزي .. ، وكأن لهم ثأرات مع الشعب السوداني . ..
عقدتهم الصناعة مما جعلهم يضايقون حتي ممن تبقي من الصناعيين ويفرضون عليهم الدخول في حزبهم المهلهل المسمي المؤتمر الوطني .. فتأمل إنسان عاقل في هذه الايام التي يتشقق فيها هذا المؤتمر حتي صار مثل ” عنقريب القصب ” .. ؟ ّ! يتطلع للدخول فيه وهو الذي صار يفر منه المصابون بالجرب قبل كل سليم ..، وحتي الدكتور غازي صلاح الدين الذي قال في تعالي وإزدراء للأطباء والأخصائيين والجراحين الذين أضربوا عن العمل مطالبين بتصحيح أوضاع المستشفيات .. ، قال لهم :” .. في دول .. في الخليج عاوزه أخصائيين العاوز يمشي الباب يفوت جمل ..” ..أي إصلاح يا غازي الذي تتكلم عنه ؟ أصلح حالك مع ربك ومع الشعب السوداني أولا .. ، وأنت خير العارفين أيها ” المفكر” .
* .. هذه نمازج من ثروات الشعب السوداني المهدرة .. والتي أسهمت في إصلاح وتنمية بلدان ليست في حاجة لثروات الشعب السوداني الذي يعاني في لقمة الخبز .. وصار نصفه في معسكرات النازحين واللاجئين … أو في دول الشتات ينتظر ذهاب هذا الغضب وهذا الاستعباد الذي طال أمده ..، وهذه النمازج ليست سوي جزء يسير من ثرواتنا المهدرة .. ، فالسودان بحمد الله ليس فقيرا ولكن أفقره الاسلامويين
كما ان هناك نسبة من أموال تأمين ( الثورة ) وضعت في الخارج من بينها بعض المصارف المصرية وهي تبلغ ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار ، وهي التي أغدقوا بها علي بعض قيادات الجيش والوزراء والمسئولين في بداية إنقلابهم كتأمين معاشي لهم خشية فشل الانقلاب .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كيف تريد لنا نسترد اموالنا من الخارج ونحن لم ولن نستطع رد اموالنا المنهوبة فى الداخل ، انظروا لكل من إغتنى فى الوطن تجده اكتسبها من صفقات حكومية او تسهيلات او مساعدة او واسطة من نافذين سواء اجهزة حكومية او شخصيات لها ثقلها فى مرحلة من مراحل السودان المختلفة وفى كل انظمته ، ولكن اقول لك دعنا نسترد وطننا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..