فيصل القاسم ..من حوارات الاعلام الى حارات العوالم !

فيصل القاسم ..من حوارات الاعلام الى حارات العوالم !

محمد عبد الله برقاوي
[email][email protected][/email]

الدكتور فيصل القاسم ، ذلك الاعلامي السوري الأصل والبريطاني بالتجنس والذي عرفناه مذيعا من خلف المايكرفون ، ينطلق صوته من اذاعة القسم العربي بلندن محللا هادئا لم يكن يعرفه الكثيرون ، الى أن عاد في هجرته العكسية مع انطلاقة ( عفريت ) قناة الجزيرة من قمم حبس الاعلام العربي في مهمة تصوير استقبالات ووداع وحفلات عشاء الزعماء ومتابعتهم بالكاميرات في حلهم وترحالهم ، الى مرحلة الاعلام الخبري الشامل والناقد والمحلل حتى لعينة دم بعض أولئك الزعماء ومعرفة ، مستوى السكر في مثانة أنظمتهم !
قبل الربيع العربي وحينما كانت يد النظام السوري باطشة طويلة خارج حدود سوريا و تستطيع أن تلتلقط أى صقر في فضاء الاعلام وتشويه حيا اذا ما ذكر اسم قيادة سوريا دون أن يتبعها بتعظيم لفظ الجلالة والعياذ بالله !
سواء في عهد الأسد الكبير أو الشبل العنيد ، ولكن الان اختلف الأمر ومنذ أن سقط ذلك النظام تحت سكاكين عنجهيته وغرق في حفرة الدماء التي حفرها بأظافره ، وجد فيصل القاسم الجرأة لاستضافة الذين لديهم حسابات لا تسقط بالتقادم مع النظام ، في مقابل نفر من المنتفعين منه والذين يمسكون بحوائطه المتشققة و يدافعون عن ذلك الحصن المتزلزل بهلع وسماجة خوفا من سقوطه ويهوون معه ، وهم يعلمون مصيرهم بعده !
في حلقة الأمس من برنامج الاتجاه المعاكس أستضاف فيصل القاسم ، واحد ممن وصفهم بأنه سياسي سوري علوي..معارض وسجين سابق ، في مواجهة آخر قال أنه أكاديمي سني باحث في مقارنة الثقافات والحضارات ورئيس أحد أحزاب الداخل السوري الأرجوزية اياها المؤيدة للنظام !
الحلقة منذ بدايتها كانت عبارة عن تشاكس في سخف اداب النقاش وتفتقر الى ابسط قواعد الحوارات التي يمكن أن يشاهدها من يحترم نفسه ، ووالله لولا أنني كنت أهدف الى ما كتبته حولها اليوم لما صبرت على ، سيل الألفاظ المشينة للقناة قبل غيرها وهي تبث
( ردحا ) بطريقة (شوبش وخشي في عبي ياختي ) التي تتبادلها عوالم الحارات القديمة في الأفلام والمسلسلات العربية !
كل ما يمكن أن يخطر على البال من العبارات السوقية بسطها الضيفان ومنذ الدقيقة الأولي وحتى نهاية الحلقة ، التي تحولت الى حلبة مصارعة تلاكم فيها الرجلان بكلمات هي أعنف من لكمات الوجوه !
وانحدرا الى مستوى التنباذ الشخصي خروجا عن موضوع الأزمة السورية وفيصل القاسم يجلس بينهما كحكم افتقد حكمة ادارة النقاش الذي أشعله هو من أول لحظة بطريقته التحريشية البعيدة عن أخلاقيات الاعلامي التي تقتضي منه ، ادارة الحوار في هدوء دون ايقاظ المرارات الشخصية بين ضيوفه ، لا استغلالا لمعرفته ببواطن الحزازات الطائفية البينية التي كانت نائمة تحت الرماد قبل الثورة السورية وبوصفه سوريا يعرف كل ما يمكن أن يزيد من اتقاد ذلك اللهيب!
ولكنه ظل في دأبه ينكش بين ضيفيه حتى فقد زمام دفة الحلقة فأضطر الى ايقافها أكثر من مرة ليعود الضيفان من جديد لا للهدوء وانما لتبادل التقاذف باحذية السباب بعد التقاط الأنفاس !
لا أدري ان كانت الجزيرة ستعيد تلك الحلقة في الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر اليوم بتوقيت مكة المكرمة ، فتكون قد سقطت في اختبار مهنيتها الاعلامية التي لن تتعافي منها ولوجزئيا في ظل تراجع أسهمها أخيرا رغم امكاناتها المهولة التي تظل سؤالا محيرا حول مصادر ضخها في شرايننها المنتشرة في كل أطراف العالم!
الا بايقاف برنامج فيصل القاسم أو اعادة تصحيح مسارات اتجاهاته التي أصبحت عكس المشاهد تماما !

تعليق واحد

  1. لقد شاهدت الجزء الاخير بواقع الخمسة و عشرون دقيقة الاخيرة و أظنك لم تعطه حقه فى الوصف فلم ار فى حياتى بذاءة بهذا المستوى ف(شوبش وخشي في عبي ياختي ) التي تتبادلها عوالم الحارات القديمة في الأفلام والمسلسلات العربية لا تكفى للوصف بل انه الانحطاط فى اجل معانية والسوقية وعدم الرجولة with capital letters هذا و لقد قررت بينى و بين نفسى أن لا اشهاد هذا البرنامج مرة اخرى قال أيه قال الاتجاه المعاكس و اقترح تسميته بالردح البذئ و المخالف لكل المتعارف عليه !

  2. والله يا استاذ برقاوي ، قاعد اتابع تغريدات المدعو فيصل القاسم علي تويتر واستغرب هل رجل بكل هذه الضحالة له برنامج يزيد علي الساعة علي قناة خطيرة مثل الجزيرة؟ انها فعلاً قناة عديمة المهنية طالما نجومها من امثال فيصل القاسم واحمد منصور المدعي الآخر……

  3. علام الاستغراب يا أستاذ وكأنها المرة الأولى التي تسقط فيها قناة الجزيرة أو هذا البرنامج
    قل عن حلقة واحدة من هذا البرنامج كانت تختلف عن الحلقة التي أضعت فيها وقتك ؟
    هذا البرنامح منذ بدايته يهدف لبعث رسالة قوية أن الشعوب العربية وقادتها همجيون لا يعرفون آداب الحوار , لذا يختار هذا القاسم من يعرف إنحطاطهم ولا يستغرب أن كان ذلك شرط مسبق لمن يشارك في الهرجلة وهو القدرة على الحط من الخصم والإسفاف والمؤسف أن يعتبر مثل ما يجري في هذه الحلقات جزء من الإثارة ولكنها قلة حياء
    آمل أن يكون تعليقك على حلقات هذا القاسم بنصح قراءك الكرام بالإبتعاد عنها وأفضل الإبتعاد عن قناة الجزيرة نفسها

  4. هذا البرنامج “الإتجاه المعاكس” يمثل أحد رموز السقوط الإعلامى العربى والتدحرج نحو القاع وأنا مستغرب أن المشاهدين العرب بطيئين جدا فى هذا الإكتشاف وقد ساهم هذا البرنامج بالذات فى إنخفاض عدد مشاهدى القناة بأكثر من 50% فى السنة الأخيرة وإن لم تنتبه القناة لنفسها من خلال هذا البرنامج والقائمين على أمره لن تجد من يشاهدها فى القريب العاجل خاصة وأن قناة إسكاى نيوز بدأت البث بالعربية من الإمارات وبدأت تستقطب مشاهدين كُثر من الوطن العربى.

  5. اتمنى ان يضع الكتاب السودانيين القضايا الوطنية في اذهانهم دوما عند تناولهم لمواضيع او شخصيات غير سودانية فمثلا نجد ان فيصل القاسم بغض النظر عن سلوكه الاعلامي استضاف سودانيين عدة مرات في برنامجه اليتيم , بينما احمد منصور من الدولة الجارة و اخت بلادنا لم يستضف على ما اذكر غير الترابي في برنامج بلا حدود اما في برنامجه الاخر شاهد على العصر فلا اذكر انه استضافة اي شخصية سودانية بالرغم من استضافته للكثير حتى من دول بعيدة عن ” قطر او مصر ” مثل دول المغرب العربي ,
    فأي الرجلين اولى بالنقد من قبل كاتب سوداني؟

  6. اخي االمحترم الشكر اجزله لصاحب برنامج الاتجاه المعاكس ولقناة الجزيره التي اسهمت بنصيب الاسد في تثقيف الشعوب الحيه ولدكتور فيصل النصيب الاكبر في تمليك الحقائق التي لم يستفد الدهماء والغوغاء الذين لاعقل لهم لكني لدي ملاحظه ان ان هذه القناة كثيرا ماتتعاطف مع نظام الاخوان المسلمين في السودان ومع رئيس دوله مطلوب للعداله

  7. يا جماعة والله البرنامج ده من أمتع البرامج علي القنوات العربية فهو يمثل الرأي والرأي الآخر،أما فيصل القاسم فهو من أكفأ الإعلاميين علي الساحة الآن فهو إعلامي مثقف من الطراز الأول

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..