الوتر الغائب ..و الحاضر ..!

ربما كان الكثيرون على حق في تحفظهم تجاه برنامج ( أغاني وأغاني ) الذي بات وجبة ثابتة على مدى السنواتى الأخيرة في مائدة قناة النيل الأزرق الرمضانية..ولست أعني هنا من طالبوا بإيقاف البرنامج بصورة كلية من منطلقات التزمت والتضييق وفرض الوصاية على أذواق وأمزجة الناس المختلفة !
وإنما عنيت الذين إنتقدوا البرنامج في نسخته لهذا العام وإصرار القائمين على أمره على التكرار غير المبرر في الأصوات التي شاركت كثيراً وباتت بعض الوجوه فيه متحجرة عند الشاشة وكأنها مفروضة على إدارة البرنامج مع تغيير طفيف اضاف أصواتاً جديدة لكنها في وجود القدامى نجدها خجولة وجلةً و متحفظة الى أبعد الحدود !
وهي هنات نأمل دون الإشارة بالتحديد الى أسماء بعينها أن تتحاشاها إدارة البرنامج إذا ما قدر له الإستمرار في المواسم القادمة مع وضع بعض لمسات التجديد في أسلوب التقديم الذي بات رتيباً وروتينياً رغم المخزون الكبير من الذكريات والمعلومات الفنية التي ينثرها مقدمه الأستاذ الكبير السر قدور الذي يشكل في حد ذاته ذاكرة فنية وأدبية وتراثية مخضرمة ذات فوائد متعددة في الضروب المعنية بالنسبة للمهتمين في الشأن الفني بصفة عامة !
إلا أن غياب الوتر الرقيق والأنامل الشفافة وعمود الفرقة الموسيقية الأستاذ الكبير محمد عبد الله محمدية ولأول موسم منذ نشأة هذا البرنامج الجماهيري الواسع الإنتشار ربما هو العلامة الفارقة في هذا العام..وقد توارى الرجل خلف أزمة صحية نرجو أن تكون عارضة ليعود معافىً ويتعافى معه البرنامج الذي إعتلّ لعلته ، رغم المجهود الواضح الذي يبذله خلفه الأستاذ إسماعيل عبد الجبار و زملائه الموسيقين في محاولة سد الفراغ الذي خلفه استاذهم محمدية الذي بات رمزا للموسيقى السودانية منذ بواكير شبابه وقد بذّ كبار طلاب معهد الموسيقى العربية بالقاهرة بل وتفوّق عليهم بإحرازه المرتبة الأولى حينما عزف بتفردٍ على مقامات السلم السباعي بحرفية متناهية وموهبة أصيلة وهو الصاعد الى منصات الموسيقى على درجات السلم الخماسي !
نتمنى لهذا الوتر الغائب عنا صورة والحاضرفينا نغماً لا يخمد في مسامات ذاكرة ذائقتنا الفنية الموسيقية عاجل الشفاء وندعو له بقدر ما قدم لموسيقانا أن يمن عليه المولى عز وجلّ بموفور الصحة ويسبغ عليه ثوب المنعة والعافية التامة دثاراً في هذا الشهر الفضيل !
والله العزيز المجيب .
وكل عام والجميع بخير .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (ولست أعني هنا من طالبوا بإيقاف البرنامج بصورة كلية من منطلقات التزمت والتضييق وفرض الوصاية على أذواق وأمزجة الناس المختلفة )

    تعليق: من اعترض على عرض البرنامج في رمضان ليس متزمتا و اذا اعتبرت يا حضرة الكاتب هذا الامر وصاية على الناس فمن حق من يختلف مع في الرأي أن يعتبر أراءك وصاية على الاخرين

    في البيئة الفكرية الصحية يتم تصنيف الاراء حسب الحجة و المنطق السليم و لا مكان في هذه البيئة لمثل عبارات الوصاية و التزمت و ….الخ

    0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..