تسليم أسلحة للأردن لإصلاح ما أفسدته استراتيجية أوباما

جون ماكين: الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها إدارة أوباما لمكافحة تنظيم داعش تخسر الحرب.
العرب
عمان – تتجه الولايات المتحدة إلى تمكين الأردن من الأسلحة الضرورية، التي يحتاجها في الحرب على الإرهاب، وفي خطوة غير مسبوقة، حيث دأبت إدارة الرئيس باراك أوباما على التردد والتأجيل المستمر للموافقة على تسليم أسلحة، وهو ما يحمل تأكيدا على أن واشنطن تعتبر عمان حليفا استراتيجيا مهما في الحرب على الإرهاب.
وأقر مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، نصا لتسهيل بيع السلاح إلى الأردن، في امتياز محصور بأقرب الحلفاء للولايات المتحدة مثل دول حلف شمال الأطلنطي (ناتو) وإسرائيل. وتبنى النواب اقتراح القانون عبر تصويت شفوي، على أن يصوت عليه لاحقا مجلس الشيوخ.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية ايد رويس ?الأردن هو في الصفوف الأمامية في المعركة ضد تنظيم داعش وفي أزمة اللاجئين في سوريا حيث نزح ملايين الأشخاص?.
ورأى المتحدث باسم مجلس النواب جون باينر أن القانون يعزز العلاقة بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي وصفه بـ?الصديق الجيد والحليف الوثيق لنا في المنطقة?.
وأشار مراقبون إلى أن تسريع واشنطن بتسليح الأردن ليس مرتبطا بالمشاعر، وأن هذا حليف مقرب وذاك بعيد، وأن الأمر مرتبط بالدور المهم الذي تلعبه عمان في إنجاح الخطط الدولية المعدة لإنجاح الحرب على داعش.
وأعلنت واشنطن في فبراير نيتها زيادة المساعدة الأميركية للأردن سنويا من 600 مليون إلى مليار دولار، وذلك بين العامين 2015 و2017، بعد إعدام داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا.
وامتلاك الأردن حدودا مع العراق وسوريا، يجعله الفضاء الأفضل لعقد اجتماعات خبراء التحالف الدولي ضد داعش، والدولة الأقرب لاحتضان التدريبات الخاصة بعناصر من القوات العراقية، أو من المعارضة السورية في سياق الحرب على الإرهاب وليس للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور الأميركية منذ أسابيع قليلة إلى أن الأردن يخطط لتدريب أبناء العشائر في شرق سوريا من أجل مواجهة تنظيم داعش.
وعرض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دعم العشائر السنية في سوريا والعراق، وهي الخطوة التي قابلتها العشائر بالإشادة، وكشفت في نفس الوقت عن أن الأردن لا يتحرك بمعزل عن عمل التحالف الدولي لمواجهة داعش الذي هو عضو فاعل فيه.
وقال محللون إن الإدارة الأميركية بدأت تقتنع أن الحرب على داعش تستوجب دعما جديا للحلفاء، وعدم الاكتفاء بالوعود مثلما حصل مع المعارضة السورية المعتدلة.
وظلت هذه المعارضة في انتظار الدعم الأميركي حتى نجح المتشددون مثل داعش والنصرة في افتكاك المبادرة وتهميش المعارضة المعتدلة وخاصة الجيش الحر الذراع العسكرية للائتلاف الوطني السوري المعارض.
ولفتوا إلى أن إعلان تسهيل حصول الأردن على أسلحة أميركية جزء من جهود أميركية لإصلاح مخلفات فشل استراتيجية أوباما في مواجهة داعش، وهي استراتيجية قائمة على المراقبة عن بعد والاكتفاء بالقصف الجوي.
وتركت هذه الاستراتيجية الفرصة لإيران والميليشيات الحليفة أن تأخذ المبادرة وتصبح الطرف الأقوى في الحرب على التنظيم المتشدد، وأفقدت واشنطن ثقة حلفائها.
وانتقد السناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها إدارة أوباما لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية معتبرا أنها تخسر الحرب ضد الجهاديين.
وجاء كلام ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة في انتخابات 2008 أثناء جلسة استجواب لوزير الدفاع اشتون كارتر ورئيس هيئة أركان القوات الأميركية الجنرال مارتن دمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
وقال ?إن وسائلنا والمستوى الحالي لجهودنا لا يتناسبان مع أهدافنا وهذا يوحي بأننا لسنا بصدد الانتصار، وحين لا تكون بصدد الانتصار في الحرب، فهذا يعني أنك تخسر?.
ولم تؤد استراتيجية أوباما إلى الفشل في مواجهة داعش في العراق وسوريا فقط، بل كادت تقود إلى أزمة حادة مع حلفاء واشنطن في الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية بسبب انحياز الرئيس الأميركي لإيران وعدم الاهتمام بمصالح الحلفاء الخليجيين، وتوترت العلاقة خاصة بسبب أزمة اليمن.
ويعيش الأردن وضعا استثنائيا خاصة مع تدفق آلاف اللاجئين السوريين على أراضيه وبطء المنظمات الإنسانية في الاستجابة لمطالبه في توفير الدعم اللازم لمواجهة هذه الأزمة.
وقادت مواقفه من الأزمة السورية إلى توتر في العلاقة مع دمشق، وخاصة ما تعلق برفض إعادة تقسيم المنطقة على أسس طائفية وهو الموضوع الذي تتولاه إيران والميليشيات الموالية لها.
وفيما بدا أنه خطوة انتقامية من موقف عمان، كشف الأردن منذ أيام عما أسماه مخططا إرهابيا كان يستهدف أمنها وأن عراقيا منتميا إلى فيلق القدس الإيراني هو من كان سينفذه.