تكون حزام البقارة

في ظل التداعيات التي تشهدها دارفور منذ اندلاع الازمة والي الان في فترة الصراع بين حرس الحدود والدعم السريع وحملة جمع السلاح .و بالعودة الي الخلفيات التاريخية لاقليم دار فور من مصادرالتاريخ المختلفة يمكن فهم كثير مما جري من احداث في الاقليم .ففي كتاب كرري للرتئد عصمت حسن زلفو ارود عدد من النقاط الهامة حول تاريخ دارفور ناخذ منها مايلي :
رواية عشيرة الخليفة عن اصله جديرة بالاعتبار .فهم يذكرون ان جدهم الاكبر هو القطب الواوي التونسي الذي هاجر من تونس ,ويمكن ان تدرج تحت النقاش الكبير الذي اثاره ماكمايكل ولم يقطع فيه براي محدد ,حول الطريقة التي وصل بها كل البقارة لمقرهم الحالي .فماكمايكل يورد نظرية تقول بان البقارة كانوا جزءا من جهينة وصلت لمقرها الحالي من غرب افريفيا البعيد وليس من مصر مباشرة .
وكما ذكر ماكمايكل وكنيسون انه من الثابت ان البقارة بداوا يزحفون شرقا من الغرب البعيد .اما النظرية المتكاملة التي تبرهن ذلك فلا يمكن القطع فيها براي محدد لعوامل كثيرة .وتقول هذه النظرية ان جزءا من جهينة اندفع غربا بحذاء ساحل البحر المتوسط عقب غزوات عقبة بن نافع الي ان وصلوا تونس والمغرب وجزء منهم ,وهم الذين اصبحوا البقارة ,ضربوا جنوبا عبر الصحراء الكبري ثم زحفوا شرقا واستقروا حول الممالك الغربية مثل مملكة وداي ومملكة دارفور,ثم بدا زحفهم تدريجيا نحو الشرق الي ان وصلوا النيل الابيض وتكون حزامهم الحالي وان هناك عدة عوامل ومؤثرات ساهمت في توجيه عملية الزحف وفي التكوين الافقي لهذا الحزام :
اولا يطيق البقارة ان يستقروا نهائيا بالقرب من الممالك او اي سلطة قوية ,لنفورهم من الضرائب ,ولكنهم لايستطيعون البعد عن المدن لحاجتهم لتصريف بضائعهم من السمن والماشية وشراء احتياجاتهم من اسواق هذه المدن .وتفسير زحفهم شرقا هو عبارة عن ردود فعل لقوة هذه الممالك او ضعفها ,فهم يستقرون حول هذه الممالك عندما تكون ضعيفة ولاتسطيع اخضاعهم لسلطتها ويبتعدون عنها عندما تقوي شوكتها .ثم اقاموا فترة حول مملكة وداي ولما قويت شوكتها زحفوا شرقا وهكذا..
اما امتدادهم الراسي فقد حددته البيئة والطبيعة .فالمنطقة التي اقاموا فيها لاتصلح لرعي الابل ,واضطروا لاستبدالها بالماشية (لم يكن العرب رعاة ماشية يوما ما )والسعي وراء المراعي هو الذي حدد رحلتهم السنوية جنوبا وشمالا ,فموسم الجفاف يرغهم سنويا للهجرة جنوباحتي بحر العرب والغزال بحثا وراء الكلا .ثم يعودون شمالا بعد هطول الامطار هربا من الذبابة .ويستقرون في (الدار)والدارهو مكان اقامتهم وزراعتهم لذا نجد دار الهبانية دار التعايشة الخ ..ثم يجبرهم الجفاف علي العودة جنوبا وهكذا .فانحصر حزامهم الحالي .
اذن يمكن ان نقول ان شقير(نعوم شقير ) لم يجانب الحقيقة عندما ذكر ان جد الخليفة وصل لدارفور من وداي ولكنه لم يصل لنهاية الحقيقة .واصله ابعد من ذلك غربا بكثير ان حاولنا ان نفسرهاعلي ضوء زحف البقارة.

(ويضيف المؤلف متحدثا عن والد الخليفة السيد محمد الملقب بتورشين:لم يلقب بتورشين لقبح منظره كما ذكر شقير بل المقصود (بالتورشين)في لهجة البقارة هو الجاموس البري كناية عن القوة وشدة الباس وهي عبارة كثيرة التردد في فلكلور البقارة وفي اغاني الصيد والحصاد.
تشير اغلب الروايات الي ان السيد محمد والد الخليفة كان من علماء دارفور المشهورين الا ان الزبير لم يورد اسمه ضمن الاثني عشر فقيها الذين استشهد بهم قبل محاربته للسلطان ابراهيم والسبب المرجح هو انحياز تورشين لجانب الرزيقات حلفاء السلطان.
يذكر محمد عبد الرحيم ان سبب هجرة جد الخليفة من دار التعايشة كانت نتيجة عداء (لعداء نشب بين الجبارات واولاد سنا الذين كانت منهم رئاسة القبيلة ادي الي حرب بينهما وهناك قبض احمد حوف ناظر التعايشة علي جد الخليفة وقتله قتلا فظيعافنشات من هنا جفوة اضطر الفقيه محمد علي كرار واولاده الي الهجرة الي الكلكه بدار الهبانية)

احمد محمد حسن الطيب
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذه حقائق مهمة وازيدك عليها رحلة البقارة الى سلطنة وداي اي تشاد الحالية كانت على مراحل المرحلة الاولى ايام الخلافات مع سلاطين الفور ثم الاستعمار ثم الهجرة الكبيرة ايام المهدية وتولي الخليفة ود تورشين فنجد كثير من بطون البقارة ذهبت الى تشاد واستقرت حتى اليوم والبعض منها رجع السودان في فترات لاحقة .

    اما دخول البقارة الى السودان فانا ارجح دخولهم عن طريق مصر مباشرتا ومايأكد ذلك وخلال معاشرتي للبقارة والكبار منهم واثناء الحديث معهم وتفحص لغتهم وعاداتهم ياكد لك بانهم اتو من صعيد مصر . وهناك بعض الملاحظات تجدهم يطلوقون لاي انسان بشرته سوداء نوبي وهناك ملاحظة تجد البقارة حتى في تشاد يطلقون لاي انسان بشرته سوداد نوبي .. لذلك تاكد هذه الفرضية دخولهم عن طريق مصر لوجود العنصر النوبي في جنوب مصر.

  2. هذه حقائق مهمة وازيدك عليها رحلة البقارة الى سلطنة وداي اي تشاد الحالية كانت على مراحل المرحلة الاولى ايام الخلافات مع سلاطين الفور ثم الاستعمار ثم الهجرة الكبيرة ايام المهدية وتولي الخليفة ود تورشين فنجد كثير من بطون البقارة ذهبت الى تشاد واستقرت حتى اليوم والبعض منها رجع السودان في فترات لاحقة .

    اما دخول البقارة الى السودان فانا ارجح دخولهم عن طريق مصر مباشرتا ومايأكد ذلك وخلال معاشرتي للبقارة والكبار منهم واثناء الحديث معهم وتفحص لغتهم وعاداتهم ياكد لك بانهم اتو من صعيد مصر . وهناك بعض الملاحظات تجدهم يطلوقون لاي انسان بشرته سوداء نوبي وهناك ملاحظة تجد البقارة حتى في تشاد يطلقون لاي انسان بشرته سوداد نوبي .. لذلك تاكد هذه الفرضية دخولهم عن طريق مصر لوجود العنصر النوبي في جنوب مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..