نادر حضر الرحيل المر

( نادر خضر والفراق المر) الى صديقى د. هشام حمور وكل أحباء حبيبو…
يعقوب كبيدة
[email][email protected][/email]
نادر … لم يبقى بعد فراقك المر فى القلب الا حشاشة نسير بها فى العيش وهو جديب …. لم يبقى الا الدمع ينساب دافقآ من مقلتى وفيه دمآ وهو صبيب .
نادر لا أدرى لماذا اجتاح فراقك حياتنا بهذا الوجع الغريب .
لم ألتقيك فى حياتى … تسللت الى دواخلى حتى قبل أن أسمعك تغنى للأنسان والوطن والجمال … كان أول عهدى ولقائى بك فى لحظة كنت تواجه فيها الحقيقة
بكل روعة واقتدار فى برامج محاكمة للصحفى هيثم كابو … استحوذ حضورك على ايقاع الزمن المتفلت واستغرقت بوجودك وجودى … هل كانت روعة اللحظة
فى أن حققت لى بعض الرغائب بالتمنى أن يكون فنان من شباب بلادى بهذا الوعى وهذا الرقى ؟ ربما يا نادر.
وبعدها كان الاستماع اليك من باب الفضول …كانت لحظة رائعة… كان صوتك يتكثف كحبات الندى … كرياح السهول التى تنثر بذور الفرح فى أرض وجدانى..
كان صوتك يقدم الدعوة للطيور المهاجرة والعصافير الصغيرة والفراشات الملونة
والغمام العابر لتشكل عوالم تلك الوجدان .
كان صوتك يأتى بالنسائم من كل الجهات لتعلن بأنها المناخ الدائم .
سمعت صوتك عبر الهاتف ذات مفاجأة من أخت عزيزة تعرف قدر حبنا واحساسنا بك …ولمست فيك تواضع المتصوفة وروعة الانسان ورسالة الفنان الذى ترسم معالمه وتؤكد على حضوره … وكأنما كان الزمان يهيئنى للحظات الوجع القادم ليؤكد القول بأنه ( بقدر الحب يكون العذاب ),ثم كانت حياتك كلمع البرق الخاطف .
عندما كنا صغارآ كانت واحدة من آماننينا مابين أحاسيس الخوف والرجاء أيام أمطار الامسيات لو أن البروق التى تضيىء أرجاء السماء تدوم للحظات طوال لنعيش لحظات تملاء نفوسنا بالانبهار المستحيل.
واليوم يانادر بعد فراقك المر عادت أمنيات الطفولة تلح على كما كانت بالآمس البعيد … حياتك … حياتك …التى كانت كلمع البرق الخاطف ..توهج وابهار مدهش
ثم ظلمة اللآفاق… بالكاد لم نتبين مع ذلك الوهج دروبنا ومسالكنا الى أفق الخلاص
ألا يوجد قلب لهذا العالم يرأف بأحلامنا وزكرياتنا وطموحاتنا وما عشنا من أجله.
أليس من القسوة أن يعم السكون على الأرجاء وتصمت النوارس وتغادر الرياح الى أفاق بعيدة وتكف الامواج عن همساتها لرمال الشطآن التى تحلم آحلامها الأبدية الخرساء.
يبقى العزاء فى أن من أحببناه كان يحبنا وعاش من أجلنا وتوهجت روحه حتى لحظات الفجر الأخير من أجل من أحبوه .
كنت يا نادر ونهر النيل وأمطار الاستواء تهب الناس ارتواء الروح ونداوة القلوب
ورطوبة الواحات وعذوبة الأبار القديمة .
عزاؤنا أنك فى القلوب التى أحبتك تهبها لحظات من الفرح برغم مرارة الأحزان.
عزاؤنا أنك فى النفوس التى تعلقت بك تلهمها بعض أحلامها برغم جفاف الوجدان.
الاخ يعقوب لك الشكر على مقالك الجميل الملئ بالشجن والوفاء لانسان عزيز طالما امتعنا وشجانا بفنه الجميل. له الرحمة والمغفرة والخلود فى ذاكرة هذا الشعب الذى لن ينسى نادر وامثاله من المبدعين الاوفياء الذين صاغوا وارتقوا بوجدانه وكانوا دائما رسلا للسلام والمحبة تسامت كلماتهم فوق جراحنا وفوق الاعيب ساسة فرق تسد.
له التحية فى عليائه ولنا الصبر.
كم جميلا وانيقا صديق عمري استاز يعقوب كبيده ان نسترسل و نبحر في عوالم تلك اللوحه الانيقه السلسه التي عبرت فيها عن وجدان الكثيرين مما يحملونه في دواخلهم زلكم الكم من المشاعر و العنفوان لزلك الحبيب حبيبو نادر. اعلم جيدا انك عبرت في لوحه جماليه حزينه عن الكثيرين الزين مازالو في حالةمن الزهول والدهشه من وقع الصدمه.شهادتي فيك مجروحه لاني اعلم علم اليقين في تجسيدك الحقيقي الرائع بقلمك الرصين و احاسيسك الجياشه في تصوير هزا المشهد و هزا الحدث صياغة و عمقا و بعدا لان تلك هي حقيقة المشاعر الحزينه لدي الكل ولكن عزاؤنا في ان نواسي بعضنا البعض ولو بقليل عن حقيقةتلك المشاعر حتي ولو بكلمات او اسطر علها تفي ولو بقليل عما يستحقه زلك النادر تادر خضر ومن الملاحظ ويتفق معي الجميع في ان لم يتحدث احدا عن فنه-المعروف سلفا بتالقه و ابداعه فيه- ولكن تحدث الجميع عن نبله وكرمه و نكران زاته و حبه للاخرين ولمحبة الصغير له قبل الكبير وتلك هي رسالة الفنان الصادق الصدوق .كم حزينا علينا ونحن نسترجع شريط الزكريات الحزين ونري زلك الاستفتاء الحقيقي في يوم رحيله في تلك الجموع البشريه الهادره التي اكدت حبها و حزنها العميق له ولكن زلك ليس علي الله بعزيز. نسال العلي القدير ان يصبرنا علي زلك الفقد الجلل وندعوله
الله ان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا بقدر ما اعطي وقدم
بالله اسمع الامانى الغذبة لخليل اسماعيل الله يرحمه بوصوت نادر خضر يا اخى ابداع ايما ابداع انه يفوق الخيال.هذا النادر انه نادر بحق الله يتقبله ويدخله الجنة قولوا امين.
زي ما غنيت مع العملاق زيدان :
في بعدك يا غالي أضناي الألم … وعشت مع الليالي لا حب لا نغم
واتخيل كيف يكون الحال لو البعد دا أبدي …
ولكن عزانا الوحيد زي ما كنت حاضر معانا بوجودك زي النسمة العطرة … حتكون حاضر دايما في دواخلنا … بكل نغمة جميلة رددتها … وكل لحن جميل أديتو ..
ربنا يرحمه ويغفر ليه