ليتهم يسمعون صوت الجرس..!!

أجــندة جريــئة.

ليتهم يسمعون صوت الجرس..!!

هويدا سر الختم

بنك السودان المركزى في إطار خطة لمعالجة الوضع الاقتصادي (القاتم) يقوم بتسلم قروض إضافية من دولة الصين وجدولة القروض القديمة حتى العام 2017.. بالإضافة إلى تسهيلات من مراسليه بالخارج لاستخدامها في تنفيذ اعتمادات استيراد السلع الأساسية (السكر.. الزيوت.. القمح.. الذرة.. الخ!). لا أريد الخوض في الحيثيات التي أوصلتنا إلى استيراد ما يسمي بالسلع الأساسية (وفي حقيقتها لا أساسية ولا يحزنون).. ولا أريد الحديث عن مديونيتنا الخارجية التي تعاظمت وعن فوائد هذه الديون التي فاقت قيمتها المديونية نفسها.. الحديث هنا عن هذه القروض التي تؤخذ باسم الإصلاح الاقتصادي للبلاد، ولا نريد أن نفاجأ بأن الإصلاح كان لاقتصاديات تجار وليس للبلاد.. فتؤخذ هذه القروض بأسماء بنود معينة ثم نكتشف أن هذه البنود ذاتها ترحل كل عام لتؤخذ مقابلها قروض جديدة وبفوائد جديدة وهكذا دواليك.. كانت ولا تزال مشكلة البلاد في الرقابة المالية والإدارية في كل مؤسسات الدولة.. لذلك يحمل تقرير المراجع العام كل عام جديد عشرات التجاوزات بمليارات الجنيهات.. هذا غير المؤسسات التي يحظر على المراجع العام الاقتراب منها أو التصوير.. وهذه المؤسسات حجم التجاوزات فيها ربما يفجع قلوب دافعي الضرائب إذا تم حسابها والإعلان عنها.. وأراهنكم على أن العام القادم أيضاً ربما حمل أضعاف التجاوزات المالية المذكورة في تقرير المراجع لهذا العام.. على الرغم من الإجراءات التي أعلن وزير العدل اتخاذها في مواجهة المهدرين للمال العام والمفسدين فيه.. أتدرون لماذا..؟؟ أقول وأمري لله.. ربما هذه الإجراءات صورية لا تخدش لهؤلاء (الإخوة) خاطراً لذلك لا تمثل لهم مهدداً ورادعاً عن تكرار التعدي على المال العام.. وربما في الأصل ليس هناك إجراءات فعلية تم اتخاذها وكل ما في الأمر أنها مجرد تصريحات تنفس عن دافع الضرائب وتوهمه (أن ماله محروس) وربما يد قوية تدفع بهذه الأمور من الخلف فلا تترك لحراس البوابة سبيلاً غير فتحها للمعلن عنهم.. كلها احتمالات واردة الحدوث ولا أحد يستطيع أن يقول: (ثلث الثلاثة كم) فالإعلام جهاز حساس يستطيع التقاط كل شاردة وواردة مهما غطاها تراب الزمن.. فهذه الأمور لا تسقط بالتقادم والتاريخ لا يغفل تسجيل مثل هذه الأحداث التي تترك بصمات واضحة على المواطنين في الدولة شكلاً ومضموناً.. هذا غير الرقابة والعقاب الإلهي فالله يمهل ولا يهمل فالله تقديراته في تعجيل العقاب أو تأجيله..!! حسناً.. إذا كان لابد من القروض وليس هناك من وجهة غيرها .. ولكنا نقرع الأجراس باكراً لتكثيف الر قابة على هذه القروض حتى تحقق الأهداف التي أخذت من أجلها.. فالبلاد الآن في وضع أسوأ بكثير من سنوات ماضية.. والحروب الجديدة التي كتب علينا خوضها مرة أخرى ستقتلع من فقرنا لتغذي فوهات المدافع وإن لم تجد ما تلتهمه سوف تلتهمنا نحن في آخر المطاف.. لم تعد هناك رقابة ذاتية ولم يعد هناك ضمير وطني لدى بعض فئات الشعب.. وأخشى أن يكون (حاميها حراميها) لذلك لا تعويل على الرقابة الذاتية ولا ثقة مطلقة في الأموال العامة.. حتى الآن لا نستطيع الاعتماد على الآليات المنشأة لمحاربة الفساد.. فهناك مياه كثيرة مرت من تحت الجسر فيما يختص بمسألة الفساد خلال الفترة الماضية، وسمعنا ضجيجاً ولم نرَ طحيناً.. ليتكم تسمعون صوت جرس الإنذار.

التيار

تعليق واحد

  1. خيانه عظمى وخنجر مسموم فى خاصرة الوطن إى مليم يسرق ..هكذا يجب أن يكون ..إننا فى مرحلة (زنقه)!لكن (المواطن البائس)لا بواكى له!!وكل شئ من أجل السلطة والحكم يهون حتى لو يضحى بالجميع

  2. ليتهم يوظفونه فيما ينفع عامة ناس السودان المرهقين من طول الكدح والتعب البلا صالح ونتمني ان لا يتسرب كسابقه ويصل الى من لايخاف الله ولا يخاف عقابه.لك التحية اختي هويدا

  3. لقد اسمعتى إذ ناديتى حيا ….. ولكن لاحياة لمن تنادى
    انك يأستاذة تخاطبيين قوما ماتت فيهم كل الصفات الانسانية واولها الضمير والوطنية .. فاصبحوا كلانعام او هم اضل .. على الاقل الانعام لاتكذب ولاتسرق ولاتحتال ولاتقتل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..