إنهم يزورون تاريخ أرض الكنانة

شاءت الأقدار أن تكون مصر في منطقة إحتكاك حضاري لوقوعها بين قارات ثلاث: أفريقيا وآسيا وأوربا فبذا كانت مطمعاً للغزاة من كل حدب وصوب.
فحكمها فيمن حكموا الهكسوس والهيلينيون والرومان واليونان والفرنسيون والفاطميون والأتراك والألبان وما أن ينتكس غازٍ ليخلفه آخر إلا ويترك خلفه ثقافة وبذرة… فنرى اليوم أبناء مصر من بقاع شتى…
فمصر منذ أفول نجم الحضارة النوبية وحتى يومنا هذا، لم ينعم بحكم أبنائها إلا عند قيام الثورة المصرية وخروج الملك فاروق ويخته “المحروسة” يضرب عباب البحر البحر الأبيض المتوسط صوب الشمال ليلقي حتفه هناك حيث موطن أجداده…. ولم تكن الثورة المصرية نقيا بقدر ما كان هجينا من ذوي الثقافات الصُفر…
لم يقم السد العالي لمجرد توليد الطاقة الكهربائية بل كان لشئ في نفس يعقوب لاقتلاع النوبة وهم أصلاء مصر وتهجيرهم من أرضهم التي ألفوها فالنيل من النوبة بمثابة السمكة من الماء فهل تستطيع السمكة العيش بعيدا عن الماء؟ وهل قامت الحضارة النوبية إلا على ضفاف النيل وسوامق النخيل… فسر عظمة النوبيين النيل… فاقتلعوا من إرثهم الحضاري اقتلاعا ليزوروا التاريخ وينسبوه الى غيرهم… وجاءت حكومة “الإنقاذ” في السودان وهي ليست كذلك، لاغراق ما تبقى من أرض النوبة بحجة توليد الطاقة الكهربائية… وبالمناسبة هذه الحضارة العظيمة التي يفد إليها الناس من أصقاع المعمورة وينبهروا بها لم تقم بالكهرباء وعندي وعند من ألفوها هذه الآثارات أغلى من الكهرباء… وإذا كان لا بد من كهربة المنطقة فكما قلت في مقابل سابق فالمنقطة تزخر بالرياح القوية والشمس الساطعة ، فلتدار إذن بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح فهي طاقة نظيفة ومتجددة… ومستقبل السودان الآن في منطقة خاصة بعد أن افل نجم البترول أو كاد فالنوبة تزخر بالمعادن النفيسة والأحجار الكريمة التي لم تصل إليها يد الإنسان الى ما وصلت إليها النوبة منذ آلاف السنين … فالأرض النوبية جزء من السودان وهي تستقبل آلآلاف من شبابها الذين فتنهم بريق المعدن الأصفر، فهل من الإنصاف أن يُهجّر أهلها ليملأ الآخرون فراغها؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..