جعفر ميرغني.. في أصول أسماء البلدان ودلالاتها

إن البحث في أصول أسماء البلدان ودلالاتها يأخذ الإنسان بعيدا ويحلق به في فضاءات العلوم الرحيبة، فهو علم يحتاج باحثه إلى معرفة التاريج والجغرافيا وعلم الآثار وطبوغرافيا المكان وكيفية نطق اسم البلد عبر السنوات الطوال ، كما ذكر بروف جعفر ميرغني، وكان قد أمتعنا في المحاضرة السابقة وجعلنا نرنو إلى ما وراء الإعجاب وما بعد الاندهاش في تتبعه لأصل الخرطوم، وهذه مواصلة لما سبق في رحاب معهد البروفيسور عبدالله الطيب في ندوته الراتبة بقاعة الشارقة جامعة الخرطوم..!!
نصرالدين عبدالقادر
الكنزة والكندرة والجندرة كلها تعني الشلال
ذكر بروف جعفر أنه سأل قوما هل بينكم رجل اسمه الكندراوي قالوا لا.. ثم سألهم هل بينكم من اسمه الشلالي أو الكنزي قالوا نعم موجود، هنا قال لهم البروف الكندرة
هي نفسها الشلال، ويمضي بروف جعفر في محاضرته حيث قال إن أهل صعيد مصر يقولون الكندراوي وفي السودان يقولون الشلالي أو كنزي، والكلمات الثلاث لها علاقة بالشلال، ويقال الكندرة أو الكندلة بقلب اللام ، وكما ذكرت سابقا لا بد من معرفة الحروف التي يقلب بعضها إلى بعض، والجنادل هي الحجارة نفسها ثم، الكنز “يكنزون الذهب والفضة” يكنز تعني يكندر كما نقول في السودان أي يجمع، ويقال الجب كنَز أي انتفخ، والكنز هذه في بعض اللهجات تقلب الزاي دالاً (الكند) وفي العربي الكندة المكان المرتفع في القاموس والكلمات تتداخل، فالكندة والكنزة والكندة كلها اسم للشلال، لكن شلال نفسها أصلها سلل أو شلل، وفي اللغة العربية نقول تسلل، لكن السلل هو الباب في اللهجات السودانية القديمة وما تزال البجاوية تحتفظ بها هو، والعرب بعضهم يطلقون على الشلال الباب لأن الماء يجري من بابين، والشلال كلمة داخلة على اللغة العربية لكن بدلالة السلل والتسلل هي قديمة في اللغة العربية، والشلال وجدناها منصوصة بالحروف المروية كما في وثيقة الملك (سِلْكو) وهو قاتل البجة، والبجة يتقاتلون دائما على النيل وهذا يشير إلى قِدم هذه المفردات، وهنا تأتي أصوان والسلال والكندرة والجندرة وهي من أسماء البلدان.
عظم أخِ بني ذراع (الكلاب)
أخرت الطرف الجنوبي من الشلال، وهذا الجزء هو جزيرة ذات أهمية قصوى وهي ليست واسعة المساحة لكنها استراتيجية وفي الخط المروي كما في القبطي قراءتها (بلاق) وموجودة في العبرية وذكر نعوم شقير قال سماها الأقدمون بما ترجمته الحدود، لكن بلاق معناها الباب أو الثغر… الفتحة التي يمر منها الانسان وقد ترجع إلى الشلال أو الحدود، وهي المدخل بين مصر والسودان. وهي في النصوص المروية كتب معها حرف آخر (بلاق لِيس) وهي كلمة مهمة جدا ومعناها المشرع أو الميناء أو الساحل أو البر، والموردة في العامية السودانية، وبلاق ليس هي التي يقابلها في الساحل محطة السكة حديد المصرية، فعندما تركب الباخرة من السودان( تركب وتنزل بلاق ) تركب السكة حديد المصرية، والطريف أن هذه المحطة اسمها الباب الجنوبي وهي على جانب مصر، لكن حرف (البي) في المروية حرف مستقل يدل على إسم الموضع، والاسم الأصلي (لاق) ولاق معناها الممر أو الباب ولا تزال في بعض اللهجات البجاوية مستعملة بمعنى الباب، وجزيرة بلاق فيها أروع المباني الأكثرية حيث كان فيها ما يسمى قصر أنس الوجود كما ذكر أحمد شوقي في قصيدته:
قف بتلك القصور في اليم غرقى
ممسكا بعضها من الذعر بعضا
فعندما ارتفع خزان أسوان وصل إلى تلك القصور وحولها إلى جزر، وكان فيها أكبر معبد لقدماء السودانيين والمصريين والبجة وهو معبد (إيزيس)، وهذه الجزيرة كما كتب الأقدمون كانت كعظم أخ بني زارع بين السودان ومصر، وبنو زارع هي الكلاب، لأنه بغض أن يستخلص كل ما في العظم من لحم يدفنه بعناية، حتى إذا ما مر كلب آخر بالقرب من موضع العظم (يصيِّع) فيه، فيقال فلان حريص على هذا الأمر حرص أخ بني زارع على عظمه، أو كانت كما يقول الإنجليز (عظم النزاع) بين مصر والسودان، لأن المصريين والدول التي حكمت مصر كانوا دائما حريصين على الاستيلاء على هذه الجزيرة الواقعة على الطرف الجنوبي للشلال، والسودانيون على مر العصور حريصون على أن الحد الجنوبي لمصر يكون الطرف الشمالي للشلال، وهي مسألة إستراتيجية لأن النصر في كل المعارك يحسم بالمراكب لغاية كتشنر، لأن السفن مهمة جدا في التحرك العسكري، فإذا هو سيطر على جنوب الشلال لن يكون هنالك حاجز له حتى الشلال الثاني فهم حريصون على أن يكون جنوب الشلال هو الباب حتى لا يستطيع المتحرك من مصر أن يحرك سفنه، وأي حكومة حكمت مصر منذ الآشوريين فالفرس فالرومان فالعرب فغيرهم كلما مسكت الحكم وقعت مناوشات بينها وبين السودان، ودوما هذه المناوشات عند أسوان، وهذا يقودنا إلى شيء آخر في أسماء البلدان في السودان القديم، حيث كان السودان مقسما إلى أقاليم وممالك في الغالب هي نفس المديريات أو الولايات الحالية، فالمدينة العاصمة والإقليم ككل يأخذان الاسم نفسه ، يعني دنقلا إسم مدينة واسم مملكة ، شندي اسم مدينة واسم مملكة وكذلك الحلفاية وسنار ومروي، وللتفريق يقال دار مروي .. دار شندي ، ومملكة سنار المباشرة هي واقعة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق ونحن الآن في الأرض التابعة مباشرة للسلطان.
عبدالله بن أبي السرح لم يصل دنقلا محاربا
وذكرت أن المناوشات جميعها تمت في أسوان بسبب أن كثيرا من الباحثين في التاريخ يقعون في خطإٍ جسيم حينما يتناولون غزوة عبدالله بن أبي السرح للسودان في عهد عثمان بن عفان ، وأنه دخل دنقلا وبنى مسجدا في مدينة دنقلا وكل هذا وهم ،لأن أمهات الكتب الإسلامية تحدثنا أين دارت المعارك وهي بين أسوان وبين دندرة وهي المناطق التي في صعيد مصر الجنوبية، وابن أبي السرح كان يريد أن يبعد الجيوش السودانية إلى جنوب الشلال وهذا كل ما في الأمر، فغزوة دنقلا المقصود بها مملكة دنقلا، وليس مدينة دنقلا ولم يصل عبدالله إلى جنوب الشلال إطلاقا، وماوصل إلى أي انتصار بل طالب النوبة بالمصالحة، والذي يجهل أن هنالك فرق بين دنقلا المملكة ودنقلا المدينة يعتقد أن المعركة كانت في مدينة دنقلا، والسودان كان مملكتين ضخمتين وداخل كل مملكة ممالك، وهما سوبا في الصعيد.
مدينة عطبرة لم تكن موجودة قبل الإنجليز
ونذكر الظواهر الجغرافية للسودان ذات الأسماء وأكبر منطقة النيل، وكنا قد ذكرنا أتبرا التي غير اسمها إلى عطبرا، لكن الباحث في التاريخ القديم والجغرافيا التي كتبها اليونانيون من الداخل كتبوا عن النهر، ولم تكن هنالك مدينة تسمى عطبرا حتى جاء الانجليز ، وعطبرا هو اسم النهر، وكانت هنالك قرية شمال عطبرا اسمها الدامر- فذكروا هذا النهر باسم (أطسا بورا) وذكروا الجزء الثاني على النيل الأزرق باسم (أطسا سوبا) وأطسا تعني نهر، والذين كتبوا في العصر السناري كانوا يسمون النيل الأزرق بحر سوبا.. وكما ذكرت لكم فسوبا اسم مدينة واسم إقليم، يعني الإقليم الذي اسمه سنار قبل استيلاء الفونج عليه كان اسمه. و(أطسا) ليست كلمة يوناتنية وإنما وجدوها مستعملة في السودان، وموجودة في الكتابات المروية. وهذه الكلمة سمعها الأغاريق فكتبوها أستا مثل إسكندر=أكسندر وهذه الكلمة متداخلة مع العربية لأنها منها كلمة أطسان وهي عطشان. أتسا عرفناها فما معنى بورا التي كتبها الأغاريق، ففي المصرية القديمة والمروية كلمة برا وهي ومروي بقلب الباء ميما فنقول برويه وهي اسم إقليم واسم مدينة فكل الإقليم بين نهر عطبرا والنيل الأزرق هو بروية فالجزيرة الشرقية بروية ثم بلدة البجراوية أيضا تسمى بروية، والتسمية بالدلالة على الشيء وأنت تدخل على الشلال الأول يصادفك نهر مروي ومعناه أن هذا النهر يليه نهر مروي، ثم يصادفك نهر آخر، وهو النهر الذي تليه جزيرة سوبا (أستا سوبا) والبحر الذي يسمى السوبابي والمدينة والبلدة التي عند المصب دائما تأخذ اسم النهر لأنها تدخل عليه، مثلا فرع دمياط في مصر المدينة اسمها دمياط، كذلك نهر رشيد والمدينة اسمها القديم رشيد والآن تحول إلى الإسكندرية، والإنجليز سموا مدينة عطبرا عند مصب نهر عطبرا وبلدة الدندر عند مصب نهر الدندر ، وإلى آخر هذه الأشياء. وذكرنا هذا في منهاج الناس لتسمية البلدان لندل على حقيقة بأن البلدة التي تقع عند مصب نهر سوبا الذي يسمى السوبابي والآن السوبابي ابتلعتها منطقة الخرطوم بحري وأصبحت صغير اسمه الصبابي جنوب كبري شمبات مباشرة، وكان قرية صغيرة والمدن مثل الكائنات الحية، والديناصورات قبل التاريخ هي السحالي الآن، فالمدينة القديمة بعد أن كانت ديناصورا تتحول إلى سحلية، لأنه ما زال في منطقة سوبا العاصمة هنالك قرية صغيرة اسمها سوبا، فالصبابي هي البلدة. بيرن الألماني الذي كتب في أواسط القرن التاسع عشر ينقل عن السودانيين بدون تمييز يقول بعضهم يقول سبا وآخر يقول سُبَا وُ ثالث يقول سوبا، والواقع هو أن الواو جاء لحرف الصاد المفقود، وأصل الكلمة صبا هو المكان المرتفع. وهذا الاسم موجود والآن الناس يقولون الصبابي، والصبابي هو النيل الأزرق الذي يأتي إلى المرتفع، وهنا تداخل مع اللغة العربية مرة أخرى والنيل الأزرق قياسا إلى الأبيض مرتفع في كل نقطة من نقاطه. ونأتي إلى أتسا التي تحولت في اللغات النوبية إلى أتسي وتحولت إلى آد، فبعضهم محتفظ بالحرف الأول ويقول آدبرا، آدسوبا، آدبروي، والأديك هو النيل الأزرق، وإلى اليوم في منطقة رفاعة والشكرية يسمى النيل الأزرق الأديت، وحُرفت إلى العاديت وكما قالوا: “إنت يا العاديت يا الطوال إيديك” يعني رجل كريم كما النيل، والنيل من النوال، والرجل الكريم يسمى النيل، ومنها كلمة حمد النيل، أي حمد النوال الكثير العطاء، وهنا تظهر قيمة تفسير هذه الأسماء، والذين لا يعرفون منهجية تفسير الألفاظ يتخبطون في ذلك وإن كان فيهم مؤرخون، وتجد في كتب التاريخ يقولون مملكة (المَقَرة) وهذا الأسلوب في النطق عكس الحقيقة، والسودانيون يسمون المنطقة من قري إلى إبي حمد السافل، والسافل في تداخل اللغات هي (القري) وتعني المكان المنخفض فالصحيح المُقُرة، وكما قال امرؤ القيس:
فتوضح فالمقرات لم يعفُ رسمها لما نسجته من جنوب وشمأل
ونحن في العامية نقول: المُجرى، ويقال: أفتح المجرى، والمُقُّرة جمع مقرات، مثل: ضُنُبا، جمع ضنب.. ومملكة المُقُرة، هي مملكة البلاد التي تقع في السافل، والسودانيون لا يسمون دنقلا السافل، وهم يلاحظون أن النيل عندما يصل أبي حمد يكون أشد منطقة مستفلة، ولا يستطيع أن يتقدم فينعكس راجعا في نفس مستواه. والمقرة هي المنطقة التي تنصب إليها المياه، وهنالك خطأ آخر فبعض الناس يعتقد أن قرّي هي اسم المنطقة فقط، ولكنها اسم السافل ككل. والآن يجب أن يصحح الناس هذا الخطأ في التسمية: مملكة المُقُرة والمُقرات والقريّة في بعض المخطوطات السودانية الأصيلة.
اللِّيس أو الهليس
ذكرنا بلدة لِيس، ومعناها المشرع أو الموردة؛ وكلمة اللِيس موجودة أيضا في النيل الأبيض وهي الكوة، وهي تسمى اللِيس، ونجد المؤرخين مضطربين في قراءتها فيقولون: أليس اللًيس إلى آخره، وهنالك بلدة شمال الكوة اسمها الموردة أو المشرع، واللِيس أيضا موجودة في جزيرة توتي، وجزيرة توتي الصغيرة هذه داخلها أسماء كثيرة تحتاج إلى تفسير. وهي مذكورة في الأغنية المشهورة لحمد الريح والتي تغنى كل فيضان، وهذا الموسم لم تغنّ، لأن بركات الكبري قالوا إنها كفتهم أن يردموا الشاطيء كل خريف، فتقول الأغنية:
ترسو البحر خيرسان
من هليس لي غُرقان
وهليس هنا إبدال والهاء للتعريف، وفي المحاضرة سبقنا في حديثنا عن الخرطوم وأنها كلمة موجودة في شبه الجزيرة العربية وبعض القبائل الموجودة هناك ومن ضمنها مجموعة تتكلم اللغة العبرية، وهي مسؤولة عن قلب الكاف إلى الخاء، من الكرتوم إلى الخرطوم، والآن هليس إبدال الهاء من أداة التعريف العربية، وهي في العبرية أوسع، يعني كلمة البلد بالتعريف في العبرية تقول هبلد. وهليس هي الآن في حي الشكرتاب في توتي، وعند بحثي عن توتي وصفوا لي الهليس فقلت لهم: هل كان هنا مشرع؟ قالوا نعم. فسألوني من أخبرك؟ فقلت لهم لا أحد. أطرف حاجة كان لنا صديق يدرس كان يدرس بالسعودية ثم عاد إلى السودان. فسألته أي كان يسكن بالسعودية فقال لي إنه كان ببلدة إسمها اللِيس. فقلت هل هذه البلدة مشرع؟ فقال نعم، هل رأيتها؟ فقلت له الليس معناها المشرع. وذكر لي أنه كان في أول أيامه يكتبها بالثاء، فقال له تلامذته بلدتنا هذه بالسين.
الصلة بين مكة والسودان والحبشة كبيرة جدا
والصلة الموجودة بين مكة والسودان والحبشة أوسع من الصلة الموجودة الآن بعد الحدود السياسية في زمن قديم قبل الاسلام حتى أن العرب كانت تسمي مكة سوق الحبش في الجاهلية أو سوق حباشة. ولا يزال في مكة حي بكامله سوداني أو أفريقي اسمه سوق جرول، وهو حي أفريقي، فما غابت العناصر الأفريقية من مكة من لدن أن بنيت مكة، ونعرف أن مكة بانيها الثاني إسماعيل وأمه كانت من هذا الجانب للبحر الأحمر. ولذلك أنا ذكرت أن السفن كانت تأتي بالتجارة وأعطت اللغة العربية كلمة التجارة نفسها، وهي التًّجري. وكان هؤلاء التجار التجري وهنا تظهر (الجا والقا)، وهل المدينة المنورة عندهم بحر الجار، والجيم تقلب دال، والبجة يسمون الجنة الدبنة وهكذا، وساحل البحر في الحبشية يقال له الدار، والعرب سموه الجار، في إثيوبيا بلدة ببحيرة تانا اسمها بحر دار، أي ساحل البحر، وكأن العرب سمعوها من الحبش بحر الدار ، وسموها بحر الجار ، وهذا أيضا من تداخل اللغات. وانتقال هذه المفردات وتداخلها موجود، ونسمع في نشرة الأخبار جنوب فلسطين يسمى النقب، صحراء النقب، ونقب في اللهجات السودانية القديمة وما زالت موجودة في الألسنة البجاوية نقب تعني صحراء، وأنت قادم من البحر الأحمر أول ما تدخل تجد منطقة النقب وكثير من الأسماء على ساحل البحر الأحمر لا تفسر إلا باللهجات السودانية القديمة… وجبل أمالي يقع غربي حلايب وهو جبل أسود كبير جدا، والمنطقة اسمها سوت أي أسود وسوت رِبا تعني الجبل الأسود، والعرب في الماضي يسمونه أبورماد لأنه محرق، ويسمى إربا بالتعريف والمصريون يكتبونه جبل علبة مثل عطبرا التي قلبت، لأن إربا أحيانا تقلب إلى إلبا، وأحيانا يسمونه ألباب والصواب إرباب. وكان عندي بحث عن ميناء يافا في فلسطين وحاولوا أن يفسروها بالعبرية بأقدميتها في الأمر، وحاولوا أن يفسروها بالعربية ولم نصل إلى شيء، لكن يافا تعني الثغر أو الفم ياف أو أَفْ في الحبشية ومنها أفْوَرقي، الرئيس أفورقي، ورقي تعني الذهب أف معناها فم الذهب، ويافا سميت بهذا الاسم وتعني الميناء.
التيار
هذا كله لن يجعلكم عربا