عثمان ميرغني كفايه (2-4)

(عاد الأستاذ عثمان ميرغني، صاحب جريدة “التيار” ورئيس تحريرها، إلى التهوين من استقلالنا في عمود أخير له بعنوان “تاريخنا المفترى عليه”. فقال في آخره “وأكرر ما كتبته هنا كثيراً . . . الاستقلال الحقيقي الذي يجب أن يحتفل به باعتباره (اليوم الوطني) للسودان هو فتح الخرطوم في 26 يناير 1885. ويظلُّ ما حدث في الفاتح من يناير 1956 هو ذكرى رحيل جيشي الحكم الثنائي.”
وما كرره عثمان كثيراً عبر عقدين من الزمان هو أن استقلالنا كان منحة تعطف بها علينا الإنجليز مثل ما تعطفوا علينا بالسكة الحديد والجزيرة والخدمة المدنية والحادات والحادات. فالذي أخرج الإنجليز من بلدنا هو من ديمقراطية الإنجليز استمعوا قول متظاهرين منهم يطالبون بتصفية المستعمرات وأتبعوا أحسنه: وكان استقلالنا. ويلغي عثمان هذا الحركة الوطنية بجرة قلم “تيارية” شعواء.
كرر عثمان تبخيس الحركة الوطنية مراراً كما قال. وكررت نصحه مراراً منذ 2005 ألا يفتري على تاريخ الحركة الوطنية طالما لم يحسن إليه بالاطلاع عليه في مظانه. واستثنى عثمان المهدية بجرة قلم “تيارية”. وربما سمع كما سمعنا جميعاً من عد المهدية باطلاً وقبض ريح بعد قراءة منعمة للأشياخ اوهرولدر وسلاطين والعشرة الكرام قرة عيننا وعين تاريخنا. فلم يخرجها بعض الجيل العاقب من التاريخ فحسب بل من الملة. ورأوا في فتح الخرطوم، الذي هو عنوان الوطنية السودانية الفرد في نظر عثمان، هولاكية داعشية أنقذنا كتشنر “فاتح السودان وناشر العمران” من ويلاتها. فبأي آلاء ربكما تكذبان.
وكررت القول لعثمان إلا يكتب في التاريخ بنزق وحراق الروح. وليتوقى يوماً يروح فيه جهاد قلمه المرموق، الذي هو موضع حفاوتنا دائماً، أدراج الرياح لمفتر على التاريخ مثله. فإلى المقالات في الرد على استهانة عثمان بتاريخ الحركة الوطنية وما بعدها:
أريد في الذكرى الواحد والاربعين لثورة أكتوبر 1964 (2005) أن التمس من الكاتب المميز الأستاذ عثمان ميرغني أن يكف عن “قلة أدب وطنية” له معتادة يبخس بها هذه الثورة كلما أطلت علينا ذكراها. وكلمة قلة أدب النابية ليست من عندي. فقد دعا عثمان نفسه إلى نشوء “جيل من الكفرة” بالمعلوم من تاريخنا لأنه مجرد أفيون ورطنا في ثوابت كاذبة مثل ثورة أكتوبر وحجب عنا سوءة سياسينا. وقال إنه يريد لهذا التنقيح أن يكون صريحاً ولا مانع عنده أن يتم ” بكل “قلة أدب وطني”. وقد أرادها مجازاً بالطبع. وقد سمعنا من تنقيح عثمان لتاريخنا الوطني ما يصك الأذن ويؤذي الخاطر. وأكثر ما كدرني كمعلم تاريخ أن هذه الدعوة الجذرية لرمي الأحجار على زجاج تاريخنا المظلل أو (كما قال) لم تقم على درس كائناً ما كان لهذا التاريخ. فهي دعوة فكرية جرئية لرمي أكثر تاريخنا في سلة المهملات من إنسان حظه من هذا التاريخ بخيس جداً. فللاجتهاد في التاريخ، بقلة أدب أو بغيرها، شروط مثل الاجتهاد في الدين. وما سمعته من تاريخ عن عثمان هو تلاقيط ملتبسة بغيظ مشروع عما آلت إليه بلادنا تحت ما يسميه ب”الساسة”. وقيل في الدين أنه لا رأى لحاقن.
فأكتوبر عند عثمان ليست بشيء. فمن رأي عثمان أن أكتوبر هي أفدح عملية تضليل سياسي تعرض لها شعب السودان دفعه فيها الساسة للإطاحة بأفضل نظام حكم مر بالبلد. وهو يستعجب لمن يقول إن عبود انتزع السلطة بانقلاب عسكري. بالعكس. فقد ذهب إليه الساسة في نزوة صراعهم السياسي في القيادة العامة ورجوه وبكوا له وقالوا له: ” من أجل الوطن خذ السلطة”. فلم يكن عبود سياسياً ولا طالباً للسلطة. ولما دانت له البلاد بكى الساسة كالنساء على ملك لم يحافظوا عليه كالرجال. وعلى عثمان أن “خليك مع الزمن” في لغته. ثم اضاف أن الساسة خدعوا الشعب المسكين في ليلة فاطاح بعبود ثم عاد يبكي عليه ويندب: ضيعناك وضعنا وراك: يا عبود.” ويال له من ضياع لم يخرج من تيهه السودان حتى اليوم. وهذه شغب وددت لو تطهر عثمان منه.
وإمعاناً في تجريح أكتوبر طلب عثمان أن يؤذن له بالاحتفال بذكرى تولي عبود الحكم في 17 نوفمبر اسوة بذكري اكتوبر. وقد احتفل بها بالفعل في 17 نوفمبر 2003 في مناسبة مرور 54 عاماً عليها. وكرر في كلمته عقيدته أن عبود “وصحبه الميامين” (كما كانت تؤذي أسماعنا لسنوات ست من عهدهم) قادة عسكريين محترفين استجابوا لطلب رسمي من رئيس الحكومة باستلام الحكم لإصلاح الملعب السياسي المائل ثم أعادوا الحكم في رابعة النهار كما استلموه اختياراً وطوعاً عند ظهور أول بادرة طلب شعبي بذلك. وهذا دليل عثمان على انتفاء صفة الانقلاب العسكري أو المؤامرة أو انتهاك الدستور عن هؤلاء الرجال الغر الميامين. وأعاد القول إن ثورة أكتوبر هي ثمرة تضليل سياسي. وقد بدأت بها مهزلة عبثية سياسية أضاعت البلاد وأغرقتها في الوحل إلي يومنا الراهن. وطالب الشعب بأن يكفر عن خطئه الذي قابل به إحسان حكومة عبود. وطالب بإطلاق اسمه على إحدى الشوارع بمثابة اعتذار شعبي كبير. وعند عثمان أن زيطتنا لأكتوبر هي من باب “التاريخ أفيون الشعوب”.
والاستقلال نفسه ليس عند عثمان بشيء. وسمى عيد الاستقلال في 2003 ب “عيد الاستذلال”. فهو على الرأي أنه لو لم يأتنا كتشنر بالسكة حديد فمن كان سيأتينا بها. والحركة الوطنية عنده لم تقع أصلاً. فالذي أخرج الاستعمار من السودان هو المظاهرات التي سيرها الانجليز في شوارع لندن يطلبون من حكومتهم التخلص من مستعمراتهم كالسودان التي اصبحت عبئاً ثقيلاً وهم يعانون ويلات اقتصاد ما بعد الحرب العالمية الثانية. فلو لم ينهض الانجليز المتظاهرون بأمرنا لبقي فينا الاستعمار خالداً أبدا. فقد عاشوا بيننا 58 عاماً لم تقلق مضجعهم مظاهرات شعبية جماهيرية، فلم تخرج مظاهرة حرقت علمهم، ولم يتعقبهم فدائيون من الأحزاب، ولا تخاصم الساسة خصاماً جعلت الإنجليز يشعرون بعذاب الضمير. وعاد يكرر في كلمة اخرى أمر خيبتنا في حرق علم المستعمرين. فقد قال إنه برغم فخرنا بثورتين هما أكتوبر وابريل خلال الحكم الوطني إلا أن التاريخ لم يشهد مظاهرة واحدة خرجت لتحرق العلم البريطاني، أو تعترض على جور الحريات في كنف الاستعمار. ولذا بقي بيننا هانئاً لم تزعجه حتى مذكرة الخريجين لأنها طالبت بزيادة رواتبهم. ولذا كان استقلالنا هو مجرد خروج للإنجليز تلقاء أنفسهم. فورث الساسة الإنجليز بلا نضال أو دماء أو عذابات المطاردة.
كنت رتبت بيان ما غمض من التاريخ علي عثمان. واكتشفت أنني قد أضطر إلى كتابة مؤلف آخر مما هو متاح في السوق مثل كتابات المرحوم محمد عمر بشير، أو الدكتور مدثر عبد الرحيم، أو المرحوم حسن نجيلة، أو الدكتور القدال وهلمجرا. وكنت بدأت أصلاً سلسلة مقالات بمجلة “أوراق جديدة” احتل انقلاب عبود فيها مركز الدائرة. وقد راجعت في هذه الكتابات العقيدة الشائعة أن الانقلاب كان “تسيماً وتسلماً”. وهي عقيدة أفرغت الجيش من كل شبق، أو سبق سياسي. فيمكن للقاريء أن يطلب تلك المقالات في موقعها.
ولكن يكفي هنا أن عثمان نفسه يراجع قلة أدبه حيال تاريخ الحركة الوطنية بمشقة وعتو. فلربما نبهه أحدهم إلى أن هناك ثورة اسمها ثورة 1924 لما قال إن الإنجليز عاشوا بيننا في تبات ونبات. فعاد في كلمة اخرى يقول إن الإنجليز لم تزعجهم منا سوى حوادث قليلة طارئة مثل ثورة 1924. وربما كان من بين تلك الحوادث القليلة الطارئة الهبات العيسوية (الدكتور حسن احمد إبراهيم) وانتفاضات ود حبوبة والسحيني والنوبة ) كمال عثمان صالح) والنوير (دوقلاس جونسون) والدينكا (لازريس ماووت) حركة مؤتمر الخريجيين والحركة النقابية (سعد الدين فوزي ترجمة جادين) وحركة المزارعين (البوني وصديق البادي )، والصحافة (محجوب محمد صالح) والجهاد ضد الجمعية التشريعية في 1948 وشهداء مثل قرشي الطيب. ويحار المرء كم يراكم المرء من اطنان النضال الوطنى حتى يبلغ بها نصاب عثمان لإقلاق راحة المستعمر وطرده بولده وعدده. وإمعاناً في تتفيه كل خاطرة وطنية قال إنه من هواننا على أنفسنا في ظل الانجليز أننا لم نجرؤ حتى على التغني بوطنيتنا إلا رمزاً في إنشودة “عازة في هواك”. والمضطر يا عثمان يركب الصعب أو الرمز. ومع كل هذا الازراء بالاستقلال نجد عثمان في 2002 يطلب من السلطات أن نجود احتفالنا بالاستقلال بمسابقات للشباب في مختلف ضروب الإبداع. وطالب ان يكون حفلنا “بعيد الاستذلال” هذا فرصة لإكتشاف الذات والتنقيب في النفس عن القيم الجميلة”. هل رائعة خليل فرح “عازة” مما تأذن لنا بالتنقيب عنه كشفاً للجمال فينا. . . والفداء، يا عثمان؟
من سوء طالع منهج عثمان أنه يؤسس مصداقية قلة أدبه في وجه وطنيتنا على فرضيات سهلة الدحض لأنها من من باب إما وقعت أو لم تقع. فمن وقائع خيبتنا الوطنية في زعم عثمان أننا لم نقو على تسيير مظاهرة تحرق العلم البريطاني. ولا أدرى سبب اختيار عثمان لهذه المفردة في التظاهر والوطنية دون سواها كعلامة فارقة. وسيطيب لي (في قول عبود المشهور) أن يفيدنا عثمان في المسألة. أما المفاجأة التى ربما لم يتوقعها عثمان أنه بالفعل خرج سودانيون في مظاهرة وحرقوا العلم السوداني. وكان ذلك بمدينة الفاشر عام 1952. وكنت قرأت عن هذه المظاهرة مراراً عند كل احتفال بذكري الاستقلال في صبانا. ولما رتبت الرد على عثمان لم أجد بين كتبي ما أقوى به حجتي. فأتصلت بصديقي القديم صديق محمد البشير (المرحوم) صاحب مكتبة الجماهير بالفاشر وسكرتير الحزب الشيوعي لسنوات بدارفور. فلم أعثر عليه. وضربت للإنسان المميز عبد الله آدم خاطر استفتيه خبر علم الإنجليز. وفؤجئت بقوله إنه كتب عن حرق العلم الانجليزي بجريدة الصحافة في صباح نفس يوم اتصالي فيه. والقلوب شواهد. وتأملت مع خاطر حرائق دارفور القائمة على قدم وساق على ضوء حادثة الحريق القديم.
لقد سبقني الباحث المحقق الدكتور عبد الله حمدنا الله إلى طلب الهدنة من أمثال عثمان ممن جردوا سيوفهم للاجهاز علي ذكرى ثورة أكتوبر فينا. فقال إن منطقهم “يحاكم الثورة بنتائجها لا بأسبابها وبما تلاها من أحداث لا بما سبقها وننتهي بأن نحمل أنبل ثوراتنا طيش الساسة ونذهب بها إلى مزبلة التاريخ”. وأضاف أن هذا منطق يغتال أروع ما في التاريخ من نزعة نحو الحرية والقبول بمنطق التضحية من أجلها.” وقال: “كفانا جلداً للذات ورفقاً بنا من طيش الساسة وتحامل المثقفين”. لله دره.
عثمان قلم له رشاقة في طلب الحرية. وقد أرقتني متاعبه حين تكأكأت عليه نيابة الجرائم الموجهة تكيد له بعد تحقيقات دامغة له حول مؤسسة السكر وغيرها. وكتبت مرتين أدافع عنه كشوق بليغ للحرية. ولكن عثمان يعتقد أن به وحده، جل حلاله، بدأ نازع الحرية وربما به انتهي. وهنا مربط الفرس. فنازع الحرية فينا وطيد وثيق. ولو ألح عثمان على أنه يبني على غير أساس لكان مثل من يقال فيه إنه يعيد اختراع العجلة. وأعود في كلمة قادمة إلى تلمذة عثمان كصحافي على يد المرحوم محمد سعيد معروف في قاهرة الثمانينات من قرن هلك لبيان دقيق لنازع الحرية وكيف ابتذله عبود وأصحابه الغر الميامين.
تبدو عليك الجقلبة والنرفزة والحمبقة هذه المرة، أنت محبط وغاضب لهذا انحطت لغتك لدرك تستحقه … لعل تعليقات القراء على الجزء الأول أوجعتك!
لأن الناس خبروك وخبروا من على شاكلتك لن تفعل كتابتك سوى دفع الناس نحو آراء عثمان ميرغني
ما الذي تحاول اقناعنا به؟ أن الاستقلال كان مجيدا وأن البلد هذه انجبت زعماء وقادة ومصلحين ومناضلين؟ هل أنت موهوم إلى هذا الحد أم تحاول بيعنا الوهم؟ دعنا نبسط لك الأمر بلغة قد تفهمها؛ هل يستطيع لاعب كرة قدم لم يحرز هدفا واحدا في كل المباريات التي لعبها أن يدعي أنه هداف عظيم! أنت تحاول أن تقنعنا أن الذين أورثونا الفشل والتخلف كانوا قادة عظماء ومفكرين أفذاذ!!!
قوم لف
وين يافردة؟
حليلك وحليل ايام اتبرا وسنيما الوطنية فى الدور التانى وضرب الباسطة والبسبوسة باللبن بعد الفلم والردف فى عجلتك الرالي
ههههه هههههههههههههههه ههههههههههه ههههههههه
سيدك رئيس الجمهورية ومنافسك قبل كم سنة قال مزارعي الجزيرة تربية شيوعييين وبيفتكروا إنهم عندهم إستحقاقات على الدولة ..إلخ
هل أغضبتك كلمات سيدك ومنافسك الرئيس وهل في إطار غضبتك على النكرة عثمان ميرغني ممكن تتناول بأدوات “مؤرخ” و”محلل” مثلك كلام المعتوه البشير؟؟
وبعدين معاك وال onanism المزمن بتاعك ده!!!
يعنى فاكر نفسك كملت الصرامة الاكاديمية ياقنوط؟
ياخي سيبك من الكوز البيعو المصدى ده واكتب لينا عن الاشيأء البتفرح وتشرح الصدر زى ال wet dreamsبتاعتك عن النوباوية وخاصة انو اسعار الباسطة والطحنية طارت السماء
“فنزاع الحرية فينا وطيد وو ثيق”
سجمى سجمى سجمى وال30سنة بتاعت الكيزان الاسافل الكلاب ديل ماحركت فيك ولاشعرة يا لعقيم بدنيا وفكريا؟
“فنزاع الحرية فينا وطيد وو ثيق”
سجمى سجمى سجمى وال30سنة بتاعت الكيزان الاسافل الكلاب ديل ماحركت فيك ولاشعرة يا لعقيم بدنيا وفكريا؟
“فنزاع الحرية فينا وطيد وو ثيق”
سجمى سجمى سجمى وال30سنة بتاعت الكيزان الاسافل الكلاب ديل ماحركت فيك ولاشعرة يا لعقيم بدنيا وفكريا؟
#1415891 [ سوداني ]
02-17-2016 04:37 AM
جماهير الفاشر هتفت بسقوط اﻻستعمار منذ عام 1948 ، كما وثق لذلك مقال اﻻستاذ جبريل عبد الله علي عبد العزيز ادناه، والذي نشر في جريدة الصحافة عام 2010 في ذكري وفاة احد ابطال اﻻستقﻼل اﻻوائل . أبو القاسم الحاج محمد
مع خالص التقدير
? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?
أقتصادفنونالرياضةاﻻخيرةسياسةقضايامع المهاجرمع الناسآفـــاقأبــواب * اﻷرشيف * -*إختر سنة *- **2010*2011*2012*2013** -* إختر شهر *- ** -* إختر يوم *- *
*
* آفـــاق ( اﻷرشيف )
بطل من دارفور … أبو القاسم الحاج محمد ( 2-1 )
قال تعالي : ( ولنبلونكم بشئٍ من الخوف والجوع ونقص من اﻷموال واﻷنفس والثمرات وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) ( صدق الله العظيم ? وبلغ رسوله الكريم *(
فقد شاءت إرادة الله تعالي .. أن يرحل من الدنيا الفانية، إلى رحاب الله الواسعة .. الباقية .. اﻷستاذ / المناضل / أبو القاسم الحاج محمد *.
وأبو القاسم هو من مواليد منتصف العشرينات .. تلك الفترة الي كان السودان فيها على تداعيات مقتل حاكم السودان العام، السير لى إستاك Sir Lee Stack *.
وعند عودته من انجلترا حيث قضى إجازته السنوية .. وفي القاهرة اغتالته الوطنية المصرية .. التي كانت قد قتلت رئيس الوزراء المصري ( بطرس غالي ) .. على يد جماعة عنايات .. وجماعة الورداني اغتالت استاك *.
فانتهزت انجلتري الظروف .. وفرضت شروطها .. بإجﻼء الجيش المصري عن السودان، ومد يدها في كل شئ .. زيادة اﻷراضي الزراعية . ابتداع قانون 1925 م المتجاوز لكل القيم واﻷعراف السودانية النبيلة *.
وجاء الحاكم العام الجديد ( سير جوفرى آرثر ) . والحاكم العام البديل له ( سير جون مافي عام 1927 م ) . والذي قام بزيارة الي مدينة الفاشر ( عاصمة دارفور الكبرى ) في عام 1930 م *.
وأستقبله طﻼب المدرسة اﻷولية الوحيدة يومها .. باﻷناشيد ومنها *:
أيها الضيف الوفي يا جون مفي يا جون مفي *
ومن أولئك التﻼميذ ( مؤدى النشيد ) : مصطفي أحمد موسي ( أبو صبرنج ) ومحجوب بابكر كرم الله *.
وهناك تﻼميذ كثر يومئذ بالمدرسة *:
التلميذ / رحمة الله محمود ( الفاشر ) التلميذ / منصور عبد القادر أبو منصور ( كاس ) التلميذ / أحمد الطيب إبراهيم ( رهيد البردي ) التلميذ / سعد محمود موسي مادبو ( الضعين ) التلميذ / أحمد السماني البشر أبو الحميرة ( تلس ) التلميذ / أحمد ابراهيم السناري ( أبو حميرة ) الفاشر . وآخرون معهم في نفس المدرسة : عمر الحاج محمد – الطيب محمد نور عالم ? أحمد محمد محمود منى ( العسيل ) آدم عيسي اسحق ( الفاشر ) *.
وكان المناضل أبو القاسم يومها .. يدرس مع أقرانه .. في خلوة الفكي سليمان أحمد يوسف *.
وهو السائح على مسلك الطريقة الصوفية السمانية .. من منطقة نهر النيل ( الجيلي ) .. جاء ثائراً .. ليلحق بثورة اﻹمام عبد الله السحينى في نياﻻ عام 1921 م ولكنه وجد الثورة قد خمدت جذوتها .. بالسﻼح الناري .. وإجهاضها .. واستشهاد قائدها ورفاقه في نهاية أكتوبر 1921 م *.
وقد ناصح أهل الفاشر يومها ( من نهر النيل ) الشيخ سليمان أحمد يوسف، بأن ينشئ خلوة لتعليم القرآن الكريم بمدينة الفاشر . ( ﻷنه حافظ .. ومجوِّد .. وماهر بالقرآن . فاستجاب لذلك .. من أولى الفضل يومها *.
الشيخ / عباس ود صالح .. والد الكرام : صالح عباس .. وعثمان عباس .. وناصر عباس .. من الداعمين .. السيخ / إبراهيم عبد الله ( البطحاني ) والد الميامين : حسن إبراهيم عبد الله .. وزكريا إبراهيم عبد الله .. والصديق إبراهيم عبد الله .. وسليمان والطيب إبراهيم عبد الله *.
وتوافد على تلك الخلوة .. أبرار كثيرون *:
التجاني ومحمد عبد الماجد ( أبناء اﻹمام عبد الماجد لتعلم التجويد .. إسماعيل سراج وأبنه عبد الماجد إسماعيل .. حسن إبراهيم عبد الله ( وهو أول تلميذ يختم القرآن بالخلوة تلك ) .. حامد عوض الكريم . محمد علي فضيل .. وصالح فضيل محمد ( وقد أسمى ابنه ( سليمان صالح فضيل ) على الفكي سليمان .. وقد صار بحمد الله وتوفيقه .. ذلك الطبيب .. الدكتور / البروفيسور / والذي تم اختياره أحد أحسن ثمانية أطباء في العالم في الطب الباطني والمناظير ) . وتم اختياره رئيساً لمنظمات عالمية وأفريقية أخرى في مجال الطب . فالدعاء له إن شاء الله بالصحة والعافية ومزيد من التوفيق والسداد *.
ومن تﻼميذ القرآن .. عمر الحاج محمد .. محمداى إبراهيم أبو .. يوسف محكر .. إبراهيم عبد القادر .. الطاهر عبد الله عبد الرافع .. خليل عبد الله عبد الرافع .. وتدافع قرآني حاشد على خلوة ذلك الشيخ الموفق *.
وقد مرت على اﻷستاذ / أبى القاسم .. وأقرانه .. صيحات الحرب العالمية الثانية وهم ﻻ زالوا صبياناً .. فاشتركت قوات دارفور من 3 جى بلك الفاشر .. و 4 جى بلك الجنينه .. و 6 جى بلك نياﻻ .. البيادة الراكبة في ( قوة دفاع السودان ) التي ناصرت الحلفاء ( انجلترا .. فرنسا .. روسيا .. الوﻻيات المتحدة ) ضد معسكر ( المحور ) .. الذي ضم : ألمانيا .. النمسا .. إيطاليا .. واليابان *.
شاركت القوة السودانية .. ﻷن وعداً قد قطع من قيادة : الحلفاء .. دول ميثاق ( اﻷطلنطي .. اﻷطلسي ) .. بمنح الدول المشاركة .. حق تقرير المصير ( اﻻستقﻼل ) بعد نهاية الحرب . وقد وافق مؤتمر الخريجين العام .. حامل لواء الحركة الوطنية على المشاركة .. وقدم بيانات من اﻹذاعة السودانية التي أنشئت عام 1940 م للدعاية لتلك الحرب .. وابراز انتصارات الحلفاء على أعدائهم .. كذلك قدم الزعماء الدينيون في بياناتهم .. مناشدات لقوة دفاع السودان .. بمساندة الحلفاء .. ( وهم السيد / عبد الرحمن المهدي والسيد / علي الميرغني والسيد / الشريف يوسف الهندي ) . وقد عبرت عن تلك الحرب الفنانة الوطنية عائشة موسي محمد ( الفﻼتية ) بقولها *:
يا هتلر اﻷلمانــــي موسيلينى يا الطلياني *
كان تضربوا ( أم درمانى ) يصبح جنيه براني *
ما يسيد هنا *
يا هتلر الدبوسه موسيلينى يا الناموسة *
اﻻنجليز بفلوسه تهجم عليك بجيوشه *
ما تخلي شئ *
موسليني بوصيـــك سيب هتلر الغاشيك *
كوس ليك زول يهديك وبكرة السﻼح راجيك *
في العاصمة *
طياره جاء بتحوم من ناحية الخرطوم *
شايله القنابل كوم كتلت حمار كلتوم *
ست اللبن والتوم *
والغرض من تلك الغارات الجوية .. فتح الطريق للمشاة اﻹيطاليين للتقدم نحو الخرطوم .. ثم مواجهة مصير من جنوبها .. في حين روميل اﻷلماني كان متقدماً نحوها في شمال أفريقيا *.
وفي هذه الظروف .. كان أبو القاسم محمد .. ورفاقه .. عائشين شعورياً وذهنياً تلك اﻷجواء .. المزدحمة *..
ولكنهم .. صحوا .. صحوة واعية .. بانتمائهم لمعهد الفاشر العلمي .. الذي تم إنشاؤه عام 1944 م . ( في حين أن معهد أم درمان العلمي تأسس عام 1912 م .!! كان إنشاء معهد الفاشر العلمي .. قد جاء برغبة شعبية .. تحرك بها نفر أخيار مدينة الفاشر *..
الحاج بدوي زين العابدين .. الشيخ / دلدوم أبو سم .. الحاج / بابكر كرم الله .. الشيخ / أحمد مهاجر .. الشيخ / إبراهيم محمد إبراهيم ( الرزيقي .. والد الصحفي الصادق الرزيقي ) الشيخ / يعقوب حسن .. ( والد الداعية محمد يعقوب حسن ) الشيخ / إبراهيم عبد القادر عبد الرحمن .. الشيخ / أحمد مدني السيد .. الشيخ / مسعود عبد المجيد ( وهو الذى بعث من الفاشر .. وسحب التلغراف لقضائي القضاة بالخرطوم ) من اﻷبيض *.
وعلي هذه الجهود .. العامل القضائي يومئذ .. والقاضي ﻻحقاً : الشيخ / يحي محمد عمر .. من حلة حمد بالخرطوم بحري *.
وافق قاضي القضاة .. وأفاد بقيام المعهد *..
وتم اختيار المدير له .. الشيخ / محمد أحمد سوار .. وهو من قرية أزقرفا وقد تخرج بشهادة العالمية . ومن معهد أم درمان العلمي .. بامتياز *.
وتكاملت كل المستلزمات ﻻفتتاح المعهد .. بالمعلمين .. الشيخ / الدوش .. الشيخ / جادين .. الشيخ / الشايقي / الشيخ / البشير مالك، الشيخ / محمد عليش عووضه . وتﻼحق المشائخ . الطاهر النذير، محمد اﻷمين الشعراني، مستمهل ماكن / التجاني جبريل وآخرون . ( جزاهم الله خيراً ) *.
وكانت طﻼئع المعهد اﻷول من الطﻼب *..
محمد نصر محمد .. محمد بدوي زين العابدين ( التوم ) الطاهر بدوي زين العابدين .. الصديق صالح أبو اليمن .. اﻷمين صالح أبو اليمن .. مهدي محمد أبو اليمن .. أبو القاسم الحاج محمد .. مصطفي أحمد التجاني ( منقه ) سليمان نور الدين .. عبد الرحمن محمد حسن الطويل .. محمد أحمد آدم ( كنين ) آدم أحمد أبو زيد .. عبد الحميد ضو البيت .. عبد المطلب على الساعاتي .. يوسف محمد نور عالم .. أحمد مدني السيد .. إبراهيم عبد القادر .. مبارك إسماعيل سراج .. إبراهيم عبد الرحمن جابر .. احمد زكريا عبد الله .. محمد آدم تيراب .. يوسف آدم تيراب .. وأرتال متدافقة نحو المعهد العلمي *.
فكان أبو القاسم وزمﻼؤه .. قد باشروا تلقي العلم الديني اﻷصيل .. في مقررات .. العزية .. واﻷجرومية .. وابن عاشر .. والصفتى .. والخريده .. والبخاري ومسلم .. وسيرة ابن هاشم .. ومختصر الخليل .. واﻷخضري .. ومهارات الجمعية اﻷدبية .. باﻹلقاء .. والخطابة .. وتنوع اﻷداء .. فكانوا مدرسة .. علمية .. أدبية .. بﻼغية .. وطنية .. على تنوع وإبداع *.
وعندما قضوا أربعة أعوام ( 1948-1944 م ) . شعروا بخطورة تمكن المستعمر الثنائي في إدارة السودان . وكانت الجمعية التشريعية من مخططاته . امتداداً .. للمجلس اﻻستشاري ( لشمال السودان ) الذى أقاموه عام 1944 م . فقام طﻼب المعهد العلمي .. وآزرهم طﻼب المدرسة اﻷهلية الوسطي التي قامت عام 1945 م فتصدياً .. في انتفاضة وطنية .. بمظاهرات عارمة في مدينة الفاشر .. في يوم 15/12/1948 م .. يوم افتتاح الجمعية التشريعية .. بهتافات داوية *:
يسقط يسقط اﻻستعمار .. ﻻ استعمار بعد اليوم *..
واصطدموا بالبولس .. وتمت عليهم .. اعتقاﻻت .. ومحاكمات .. شملت 42 من شباب الفاشر يومذاك . نالوا شهراً بالسجن .. وجلد بالسياط .. وإقرارات بحسن السير والسلوك .. ومن أولئك المدانين *:
أبو القاسم الحاج محمد .. محمد علي الصديق .. محمد تيغره ( عمدة ) محمد علي عنقال .. محمد آدم حماد .. محمود التجاني عبد الماجد .. عبد الله محمود بريمه .. محمد معروف شايب .. بشر سعيد مهدي .. حسن محمد صالح .. إبراهيم بابكر فضل الله .. وغيرهم من المناضلين اﻷخيار *.
تداخلت اﻷحداث بعد عام 1948 م ? ووجد طﻼب معهد الفاشر العلمي المتوسط طريقهم إلي مصر لدراسة المرحلة الثانوية وما بعدها ( ﻷنه ليس هنالك قسم ثانوي للمعهد بالفاشر *..
وكان أبناء دارفور .. بالجامع اﻷزهر ودار العلوم وغيرها .. يتابعون أخبار دارفور . ز وبرزت قرارات خطيرة .. من أهملها *..
أن رئيس الوزراء المصري، مصطفي النحاس باشا .. زعيم حزب الوفد . قد اتخذ قراراً خطيراً .. وهو : إلغاء معاهدتي ? 1899 و 1936 م . وهي اﻻتفاقية التي تم بموجبها الحكم الثنائي للسودان . فالقرار يعني : عدم اعتراف بوجود حكم ﻻنجلترى على وادي النيل ( مصر والسودان ) . فاندلعت المظاهرات في كل الوطن العربي .. تأييداً لتلك الخطوة الشجاعة . وكان أهل دارفور .. متابعين لتلك التطورات .. وسرعان ما نمي إليهم أن هنالك مؤامرة على دارفور .. يتم طبخها في زفة ( زالنجي ) .. معرض زالنجي القبلي .. ويريد منه اﻻنجليز ضم دارفور .. لجنوب السودان . ودارفور والجنوب وكينيا ويوغندا .. يؤلف منهم : كمونولث شرق أفريقيا .. بجانب شائعات أخرى .. بأن شخصاً بعينه سيكون ملكاً على دارفور وأقوال عديدة عن دارفور *..
في هذا الجو .. اجتمع أبناء دارفور بمصر في شكل جمعية عمومية . وتدارسوا أمرهم .. وأقروا ابعاث وفد إلى دارفور .. الفاشر خاصة لمعرفة الموقف . واﻹفادة *.
رتب للوفد من مصر .. قطب حزب اﻷشقاء يومها السيد / إبراهيم جبريل . وفي الخرطوم، التقي الوفد بقيادة حزب اﻷشقاء / إسماعيل اﻷزهري ? مبارك زروق – يحي الفضلي . وتم تسهيل أمر سفرهم إلي الفاشر *.
وفي الفاشر .. بدأ الوفد اتصاﻻته .. بقادة الرأى .. والحكمة .. والوطنية الصادقة .. الشيخ / الفكي سليمان أحمد يوسف – الشيخ / محمد سيدي الفا – الشيخ / الحاج بدوي زين العابدين ? الشيخ / خليفة الخلفاء / بابكر كرم الله ? الشيخ / علي كاكوم ? الشيخ / حسن سالم ? الشيخ / عوض بﻼل ? الشيخ / عبد الله عبد المحمود .. ووجدوا تأيداً من أغلبهم ? وتردداً للشورى من بعضهم *.
وتكونت لجنة تساعية من ( 9 أشخاص ) ﻹدارة العمل الوطني ذلك .. وهم *:
اﻷربعة الذين قدموا من مصر : أبو القاسم الحاج محمد ? عبد الرحمن محمد حسن طويل ? يوسف محمد نور عالم – محمد أحمد آدم كنين وخمسة محليين .. هم : اﻷستاذ / عبد الله زكريا إدريس ( القاضي إدريس ) ? اﻷستاذ / موسي عوض بﻼل اﻷستاذ / محمد بشار أحمد اﻷستاذ / عبد الرحمن محمد عبد الرحمن اﻷستاذ / عبد القادر عبد الله حسن فضيل *.
ثم كونوا لجان باﻷحياء .. عن طريق المناديب *:
-1 حى الكفوت : إمام علي زين العابدين ? التجاني الشيخ حمودة ? محمد علي الصديق *.
-2 حى الهوارة : عبد القادر عثمان ابو العﻼ *.
-3 حي الطريفية : محمود زين العابدين *.
حي ? الحاج حسن شماﻻً ? أحمد محمود بريمة *.
حي التكارير والواحية : محمود أوشو *
حي أوﻻد الريف : محمود سلطان *.
حي تمباسي : التجاني عمر علي *
حي القاضي ? حسن النور حامد *
حي الجوامعة ? محمد الحاج آدم *
ولجان باﻷسواق .. ولجان للموظفين .. بالمصالح المتعددة منهم : توفيق محمد فضل *.
وبدأت التعبئة .. والترتيب .. ﻷسبوع كامل .. حتى اليوم المحدد .. يوم خروج المظاهرات الكبرى .. يوم اﻷربعاء / 4/2/1952 م . ﻷن هذا اليوم .. يصادف يوم وصول الحاكم العام ليذهب إلي مؤتمر زالنجي .. حيث تعد ( لفصل دارفور .. وضمها للجنوب ) كما ورد ﻷسماع أبناء دارفور بمصر *.
تحركت المظاهرات .. من معهد الفاشر العلمي .. وغرباً بطريق السوق الرئيسي .. حتى دكان الخواجة مما مما كوس قرقورى .. ثم شماﻻً .. عبر الدكاكين .. وسوق النسوان .. وآبار حجر قدو .. حتى المدرسة اﻷهلية المتوسطة .. وكان طلبها داخل فصولهم في الحصص الثﻼثة اﻷولي . وناظرهم يومها ( اﻷستاذ / محمد فضل المولي ( فريجون ) قد أغلق اﻷبواب .. لئﻼ يخرج طلبته *.
صعد يوسف محمد نور – على سور اﻷهلية ( الجنوبي ) وخاطب طﻼب المظاهرة .. وكان منهم : 16 طالباً هم *:
محمد على دقل دقل ? محمد عبد الله إبراهيم ( كمدو ) محمود حسن طويل – عامر آدم توب الحرير – علي إبراهيم أندفه ? محمد أبو صﻼح ( أبو شيبه ) مصطفي أحمد أو سته ? أندشومة ( آدم ) خليل تبين ? عبد المجيد الحاج آدم ? التجاني عثمان محمود ? محمد الفكي عبد المجيد ( فكي ) مكي نصر محمد ? عبد الله بريمة فضل ? إبراهيم حسب الله ? محمد عبد الله جانو ? عباس علي دقل دقل *.
تحركوا نحو آبار حجر قدوه ? حيث قابلوا المناضل / هاشم الخليفة محمد نور ? والمعتمد عليه في مصادمة البوليس *.
حوالي الساعة 11 ? -12 1 – ظهراً .. تكاملت عناصر المظاهرة .. بشراً .. رجال .. نساء .. طﻼب .. أطفال – وصارت أرض سوق الفاشر بكل أطرافهاً . ميداناً ملتهباً .. أصوات .. هتافات .. تماوجات .. هنا وهنالك .. واتجهت الجموع نحو مركز الفاشر .. مكان المفتش ( رمز اﻻستعمار ) وتصدي البوليس لها في جوار آبار العمدة صالح .. غرب بئر ( حسن شطة ) .. وانهالوا ضرباً على المناضل / عباس محمد نور عالم .. والد الشاعر عالم عباس .. وتدافع الثوار نحو المركز .. وكان به السيد / الفاتح البدوي .. مساعد المفتش .. وضباط الشرطة .. مدني مهدي سبيل ? عبد الله بدر – عثمان الزين .. وقطعوا سلك التلفون ? وفي داخل مكتب المفتش .. كان ينادي الطالب البطل حسن حسب الرسول . ز يقول للخواجه : Get out of my country ( أخرجوا من بﻼدي ) وهنالك شهود على هذه الواقعة : المهندس / اﻷخ / آدم عبد المؤمن ? وقد كان طالباً بالمدرسة الوسطي . ومعه أخوه / أبوالقاسم كرم الدين .. والسيد / أبوبكر آدم محمد .. ومحمد أحمد الحسن التاى .. وآخرون شاهدوا ذلك الموقف *.
وشملت اﻻعتقاﻻت في ذلك اليوم .. البطل / أبا القاسم الحاج محمد .. وأخاه المناضل / يوسف محمد نور عالم وآخرين *.
وفي اليوم الثاني الخميس / 5/2/1952 م تعبأت المظاهرات عصراً واقتحمت ساحة المديرية وأنزلت العلم اﻻنجليزي .. دون المصري .. وتم إحراق العلم اﻻنجليزي وسط هتافات العزة والبسالة – يسقط يسقط اﻻستعمار .. وﻻ استعمار بعد اليوم *.
صادحوارالرياضةاﻻخيرةسياسةتحقيقاوراق الوردمع الناسآفـــاق * اﻷرشيف * -* إختر سنة *- **2010*2011*2012*2013** -*إختر شهر *- ** -* إختر يوم *- *
*
* آفـــاق ( اﻷرشيف )
بطل من دارفور … أبو القاسم الحاج محمد ( 2-2 )
جبريل عبد الله علي عبد العزيز *: قال تعالي : ( ولنبلونكم بشئٍ من الخوف والجوع ونقص من اﻷموال واﻷنفس والثمرات وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) ( صدق الله العظيم ? وبلغ رسوله الكريم *(
فقد شاءت إرادة الله تعالي .. أن يرحل من الدنيا الفانية، إلى رحاب الله الواسعة .. الباقية .. اﻷستاذ / المناضل / أبو القاسم الحاج محمد *.
وأبو القاسم هو من مواليد منتصف العشرينات .. تلك الفترة الي كان السودان فيها على تداعيات مقتل حاكم السودان العام، السير لى إستاك Sir Lee Stack *.
وعند عودته من انجلترا حيث قضى إجازته السنوية .. وفي القاهرة اغتالته الوطنية المصرية .. التي كانت قد قتلت رئيس الوزراء المصري ( بطرس غالي ) .. على يد جماعة عنايات .. وجماعة الورداني اغتالت استاك *.
فانتهزت انجلتري الظروف .. وفرضت شروطها .. بإجﻼء الجيش المصري عن السودان، ومد يدها في كل شئ .. زيادة اﻷراضي الزراعية . ابتداع قانون 1925 م المتجاوز لكل القيم واﻷعراف السودانية النبيلة *.
وجاء الحاكم العام الجديد ( سير جوفرى آرثر ) . والحاكم العام البديل له ( سير جون مافي عام 1927 م ) . والذي قام بزيارة الي مدينة الفاشر ( عاصمة دارفور الكبرى ) في عام 1930 م *.
وأستقبله طﻼب المدرسة اﻷولية الوحيدة يومها .. باﻷناشيد ومنها *:
أيها الضيف الوفي يا جون مفي يا جون مفي *
ومن أولئك التﻼميذ ( مؤدى النشيد ) : مصطفي أحمد موسي ( أبو صبرنج ) ومحجوب بابكر كرم الله *.
وﻷن هذه المشاهد كانت كبيرة وواسعة .. وأي مواطن شارك فيها رآها من زاوية خاصة .. لذا صار الجميع ُرواة مشهد وتاريخ .. وصفاً وحصراً لﻸشخاص والجهود التي بذلت *..
وخير من يدلي بتفاصيل هذه المواقع البطولية في تاريخ دارفور .. اﻷبطال الذين قادوا التعبئة ( السرية ) ثم العلنية .. ودخلوا السجون محاكمين ومنهم الثﻼثة والثﻼثين الذين حوكموا ووزعوا على سجون ألبان جديد .. باﻷبيض .. بكردفان *.
وشاﻻ ? الفاشر *
وحلوف ? الفاشر *
وسجن نياﻻ *.
وأولئك اﻷبطال الي 33 هم *:
/1 أبو القاسم الحاج محمد 3 سنوات ? سجن ألبان جديد *
/2 عبد الرحمن محمد حسن طويل 3 سنوات ? سجن ألبان جديد *
/3 يوسف محمد نور عالم 3 سنوات ? سجن ألبان جديد *
/4 محمد محمود محمد ( ودالريف ) 2 سنة سجن ? وقيد ( جنازير ) في *
الرجل واﻷشغال الشاقة و 25 جلدة ( ﻷنه المتهم بإنزال العلم البريطاني *
وحرقه ) – سجن حلوف *
/5 عباس محمد نور عالم سجن نياﻻ *
/6 حسن محمد صالح إدريس سجن نياﻻ *
/7 ادريس محمد البناني سجن شاﻻ *
/8 محمد أبو اليمن سجن شاﻻ *
/9 محمد عزة ادريس سجن شاﻻ *
/10 هاشم الخليفة محمد نور *
/11 مصطفي الخليفة محمد نور *
/12 محمد ( للي ) الحاج حسين *
/13 يوسف محمد يوسف ( يوسفو – حبل التيل *(
/14 جبريل أحمد موسي *
/15 عبد الرحمن محمد آدم الجزولي *
/16 أمين حسب الله *
/17 محمد عثمان البشير *
/18 أحمد عيسي طه *
/19 أبكر عبد الحكيم *
/20 محمد إبراهيم محمد ( حلفته *(
/21 محمد الفكي خالد *
/22 سليمان كرامه ( ودمور *(
/23 محمد الدومه سليمان *
/24 إبراهيم كيو كيو *
/25 أحمد آدم عبد الرحمن *
/26 أحمد شمين *
/27 محمد شريف جبريل *
/28 محمد عبد الله فضل السيد *
/29 أحمد شمنو *
/30 محمد أحمد آدم كنين *
/31 عيسي إبراهيم الضي *
/32 الطيب أحمد يحي ( سكس *(
/33 عبد الله يوسفو *
وهنالك إجماع بأن بعض الوطنين كانوا مشاركين لدرجة دخول السجن .. وهم *:
/1 عثمان أحمد زيدان *
/2 أحمد أبيض أبو اليمن *
/3 آدم كديك *
/4 عثمان ود إزيرق *.
وبعد هذه المحاكمات .. أرسل الوطني أبو القاسم وزمﻼءه ( عبد الرحمن محمد حسن طويل، ويوسف محمد نور عالم ) في جنح الليل .. والناس نيام . بالعربة الكومر .. عبر أم كدادة .. جبل الحلة .. الشريف كباشي – الدم جمد – ود بنده .. النهود .. اﻷبيض ? حيث سجن ألبان جديد . وكان به من السجناء السياسيين ( المحاكمون من المشاركين في إضراب بوليس السودان عام 1951 م، والمناضل العمالي .. الشاعر / حميدة أبو عشر *.
وبدءوا حياتهم السجنية .. باﻷشغال الشاقة .. كسر الحجر من أعالي الجبال .. إنزال الخرسانة من أعالي الجبال .. الشراب من الماء الساخن عند العطش من الصفيحة المودعة في الشمس .. وعدم السوق إلي المستشفي مهما كانت حدة المرض . هكذا كان كل اﻷبطال المسجونين .. في شاﻻ .. وحلوف .. ونياﻻ وألبان جديد *.
وأطلت بقدرة الله تعالي .. ثورة 23 يوليو 1952 م في مصر .. بقيادة اللواء أركان حرب محمد نجيب وزمﻼؤه من الضباط اﻷحرار – البكباشي جمال عبد الناصر .. والرائد / أنور السادت .. صﻼح سالم، جمال سالم .. حسن ابراهيم حسن .. حسين الشافعي – عبد الحكيم عامر .. حسين ذو الفقار صبري .. حسني مبارك *.
ثورة وطنية كبري على ( الملك فاروق ) المفدى ? ملك مصر والسودان كما يلقبونه .. ووجدت الثورة تأييداً شعبياً كامﻼً ? وثبت أركانها .. وأخرج فاروق .. منفياً إلي إيطاليا . ومات في ذلك المنفي *.
تلك الثورة الوطنية المصرية .. كانت خيراً وبركة على السودان . حيث جعلت من قضية السودان أمراً حاسماً، حيث جعلت الشريك الثنائي ( انجلتري ) يوافق على منح السودان حق تقرير مصيره .. بفترة زمنية مؤقتة بثﻼثة سنوات .. ويستكمل فيها السودان .. السودنة .. والجﻼء .. واﻻستقﻼل .. باستفتاء .. إما باستقﻼل تام .. أو اتحاد مع مصر *.
لذا وقعت اتفاقية 12 فبراير 1953 ? بموافقة اﻷحزاب السودانية .. اﻻتحادية التي تجمعت في اسم ( الوطني اﻻتحادي ) واﻻستقﻼلية بقيادة ( حزب اﻷمة ) ومن ناصروه *.
ودخلت البﻼد في معركة انتخابية حادة ? في -11-15 بداية التصويت لﻼنتخابات و 1953-12-15 ? إعﻼن نتيجة اﻻنتخابات *.
فكان إخراج وطنيِّ دارفور من السجون – ومارس أبو القاسم وزمﻼؤه أمرهم السياسي مع الحزب الوطني اﻹتحادي .. وكانت أول حملة انتخابية اتحادية .. حضور اﻷستاذ / أبو القاسم مع القائد اﻻتحادي المرموق ( مبارك زروق ) .. حيث استقبلتهم جماهيرهم .. بلقاء أوله وصل نقعة الخليفة محمد نور .. شرق حجر قدو .. مكان مباني الرعاية اﻻجتماعية اﻵن . وأخر الموكب .. بالعربات .. لم يتحرك من المطار بعد .. وعلت الهتافات *:
زروق زروق .. يعيش زروق *
بطل الكفاح .. يعيش زروق *
قايد اﻷحرار .. يعيش زروق *
وقد أبدع أبو القاسم في حديثه الوطني .. مع القائد مبارك زروق .. في تلك الليلة ذات المضامين الوطنية الغالية *.
وتوالت زيارة أبي القاسم .. مع كل الوفود اﻻتحادية القومية .. وقدم لياليها .. بالمدرسة اﻻتحادية كلها .. من وفود *:
-1 السيد / إسماعيل اﻷزهري *.
-2 السيد / يحي الفضلي *.
-3 السيد / حسن عوض الله *
-4 السيد / محمد أحمد المرضي *.
-5 السيد / إبراهيم المفتي *
-6 السيد / حماد توفيق *
-7 السيد / ميرغني حمزة *
-8 السيد / محمد نور الدين *
-9 السيد / خلف الله خالد *
-10 السيد / أحمد جلي *
-11 السيد / مدثر البوشي *
-12 السيد / عبد الماجد أبو حسبو *
-13 السيد / محمد أمين السيد *
-14 السيد / حسن عبد القادر الحاج *
-15 السيد ﻻحقاً : نصر الدين السيد *
-16 السيد / الشريف حسين الهندي *
-17 السيد / أحمد زين العابدين عمر ? المحامي *
-18 السيد / أحمد محمد فضل المحامي *
-19 السيد / عماد الدين عثمان خاطر المحامي *
وغيرهم من القادة الكرام *.
وقد كسب اﻻتحاديون تلك اﻻنتخابات اﻷولي .. بأغلبية ( 51 ) مقعداً مقابل ( 22 ) مقعداً .. لحزب اﻷمة واﻻستقﻼليين .. وهنالك ( 17 ) مقعداً للجنوبيين ( حزب اﻷحرار الجنوبي ) ومقاعد للمستقلين ? والحزب الجمهوري اﻻشتراكي . وعند افتتاح البرلمان السوداني في أول يناير 1954 م . وأستمع الي خطاب الحاكم العام ? سير روبرت هاو .. الذي ﻻ يزال رأساً للدولة .. حسب اتفاقية الحكم الذاتي *..
وفي جلسة يوم 1954-1-7 م تم انتخاب السيد / إسماعيل اﻷزهري رئيساً للوزراء بأغلبية 56 صوتاً . مقابل 37 صوتاً لزعيم المعارضة السيد / محمد أحمد محجوب *.
هكذا ? كان الوطني أبو القاسم الحاج محمد ? شريكاً أصيﻼً في ذلك النصر .. بالحديث الوطني القوي .. والقدرة التنظيمية النشطة والحضور مع القادة : آدم الخليفة محمد نور ? أول رئيس للوطني اﻻتحادي ثم : الطاهر محمد إبراهيم ? ثاني رئيس للوطني اﻻتحادي، ثم : محمد الحاج أدم ? ثالث رئيس للوطني اﻻتحادي وأول لﻼتحاد الديمقراطي *.
وتوالت مواقفه مع تلك المسيرة اﻻتحادية حتي عام 1955 م ? في شهر أبريل حيث سافر الرئيس إسماعيل اﻷزهري .. ووفده إلي مؤتمر باندونق – في اندونيسيا .. مؤتمر دول عدم اﻻنحياز . ولم يكن للسودان يومها ( علم ) فطلب الرئيس المصري جمال عبد الناصر .. أن يأتمر السودان تحت ظل العلم المصري .. ولكن اﻷزهري رفض .. واحتج لدى رئاسة المؤتمر .. فكان رئيس المؤتمر .. جواهرﻻل نهرو .. قد أتي بقماش أبيض ( كتبوا عليه .. السودان ) وبرز في كل الصحف والمجﻼت التي غطت جلسات ذلك المؤتمر *.
ومن هذه الواقعة .. عاد الرئيس اﻷزهري ووفده عن طريق ( بيروت ) وقد شنت القاهرة .. إعﻼناً عدائياً على اﻷزهري .. وعلى السودان ( باﻹذاعة والصحف والمجﻼت ) .. وأوقفت سفر الطﻼب السودانيين إلي مصر .. ﻹكمال دراستهم .. فدفعوا بذلك ثمن وطنيتهم .. ومنهم : الوطني : أبو القاسم الحاج محمد ? ويوسف محمد نور – وعبد الرحمن محمد حسن طويل *.
ولم تنصف الحكومات الوطنية – جراء أولئك اﻷبطال الوطنيين – بالمواقع المناسبة التي يستحقونها .. فوقع عليهم ضرر كبير في مسيرة حياتهم .. وتحملوا كذلك بصبر عظيم .. وإرادة جياشة . عبر الحكومات الوطنية كلها .. ووجد أبوالقاسم نفسه في مجال الصحافة .. عبر مكتبته ( مكتبة كردفان مع مؤسسها اﻷول ? المرحوم / حسين عبود ) حيث راجت بالكتب لطﻼب المدارس ? والمثقفين عامة *.
وصارت المنتدى العامر .. ﻹتحاد طﻼب دارفور .. بالجامعات والمعاهد العليا .. برئاسة المرحوم / الباشمهندس مامون محمدى ? والدكتور المرحوم / حسن حسب الرسول حسن ? وزمﻼؤه القادة يومئذٍ : المرحوم / محمد المهدي يعقوب الخوﻻني – بله عمر حامد .. مصطفي خليفة بابكر .. السر خليفة بابكر .. مكي نصر محمد .. صالح عبد الله آدم .. اﻷمين علي مكي .. محمود موسي محمود .. علي محمد أحمد مني .. صديق إبراهيم محمد نور .. صالح محمد محمود .. معاوية حسن حمو .. رمضان حمو .. محمد الطيب سيف الدولة .. الفاضل محمد آدم الجزولي .. محمود محمد آدم الجزولي .. حسن محمد الغاية .. عبد الله بريمة فضل .. أحمد محمد نور .. إبراهيم محمد أحمد سوار .. مصطفي محمد صالح حاج كويس .. وجموع غفيرة من الطﻼب .. كانوا يجعلون من أخيهم .. أبي القاسم .. موجهاً .. ومرشداً .. ومثقفاً وطنياً مميزاً *.
ومن تلك المكتبة .. وجد الوطني أبو القاسم الحاج محمد ? نفسه في أجهزة اﻹعﻼم . كتابة .. ونشراً .. وإذاعة .. وخطابة .. وإبداعاً ثقافياً متنوعاً *.
-1 كانت له مشاهد في ليالي الوطني اﻹتحادي .. واﻹتحادي الديمقراطي .. وقبلها في حزب اﻷشقاء .. حاضرة وآخاذة *.
-2 في حالة الوطني اﻹتحادي في المعارضة .. كانت تقديماته *..
أرادوا أن يعيش الشعب عبداً يستضام *
وأردنا أن يعيش الشعب حراً ﻻ يضام *
ولذا كان لنا الضرب جزاءاً وانتقـام *
ويورد .. أبيات الشاعر المصري كمال نشأت *:
هذى أرضي أنا *
وأبي مات هنا *
وأبي قال لنا *:
مزقوا أعداءنا *
وقدم شعراء .. اتحاديين كثر يومها .. عبر لياليهم *..
الشاعر / بابكر حامد اﻷهدلي *.
والشاعر / موﻻنا حسب النبي يوسف *
والشاعر / محمود ابن عوف *
والشاعر / علي ابن عوف *
والشاعر / أحمد محمد الشيخ ( الجاغريو *(
والشاعر / سعد الدين إبراهيم *
والشاعر / مصطفي أحمد زيدان *
والشاعر / عباس محمد نور عالم *
والشاعر / طيفور محمد شريف *
وكان أبو القاسم : في مجاله اﻹعﻼمي .. قد زامل أبناء السودان الميامين .. حيث عمل معهم .. مع مهنية راقية .. منهم *:
-1 اﻹعﻼمي / خاطر أبوبكر *
-2 اﻹعﻼمي / دوليب محمد اﻷمير *
-3 اﻹعﻼمي / مكي الشيخ قريب الله *
-4 اﻹعﻼمي / سيف الدين الزبير حمد الملك *
-5 اﻹعﻼمي / السنجكاوي *..
وكوادر دارفورية .. متآخية .. الطيب إبراهيم عيسي ? آدم النور محمد . إبراهيم أبكر سعد – سعد أبو زيد علي – عثمان محمد عثمان ? أحمد أبو عشرة – عبد الماجد هارون .. محمد صالح عبد الله يسن .. أحمد محمد صالح سيدنا – ياسر أبو ورقة وطاقم من المبدعين من أبناء الوﻻية .. بنين وبنات بارعات .. متجردات باذﻻت اتقاناً ومسئولية *.
فالوطني أبو القاسم الحاج محمد .. حراك متواصل .. عبر حديثة الدعوى بمسجد الفاشر الكبير عقب صﻼة الجمعة .. وحلقاته اﻹذاعية المتجددة .. عن عالم الكتب ودورها .. بإسم ( سمسار بضاعة العلماء ) . فقد أثرى معارف المواطنين برصيد جذاب .. في عصريات كل يوم .. عبر اﻷثير .. في نداوة وحﻼوة *.
ولذا .. فالوطني أبو القاسم الحاج محمد .. كوكب مضئ في سماء دارفور .. وفي مصر .. والخرطوم .. والفاشر خاصة *.
فاﻷهل في الحركة اﻻستقﻼلية ( حزب اﻷمة خاصة ) يعرفونه تماماً .. منذ وصول أميز وفودهم *:
-1 وفد السيد / الصديق عبد الرحمن محمد احمد المهدي *.
-2 وفد السيد / عبد الله خليل *.
-3 وفد السيد / عبد الله الفاضل المهدى *.
-4 وفد السيد / عبد الرحمن علي طه ? والمحامي / كمال الدين عباس *.
-5 وفد السادة / محمد أحمد محجوب ? عبد الله ميرغني ? عثمان جاد الله النذير ? أمين التوم ساتي – عبد الله عبد الرحمن نقد الله ? زيادة عثمان أرباب ? عبد الرحمن الطاهر الخليفة – عبد الله التعايشي ? حسن محجوب مصطفي – عبد الرحيم اﻷمين – محمد الحاج اﻷمين – فضل موسي أحمد – الملك رحمة الله محمود – أحمد أمين عبد الحميد – علي بدين ابوه – بحر الدين علي دينار – الفكي شريف – عبد الله إبراهيم – آدم خميس ? إسماعيل اسحق – رحمة الله وزين – محمود كدك – آدم علي سبيل – عمر الحاج محمد – أبوبكر آدم محمد – احمد محمد محمود ( العسيل ) فضل أبو شوك .. محمد أحمد محكر .. إبراهيم نمير عطيه – محمد الدومه عمر – عباس نيل – أحمد محمد نمر – حسن الدومه عبد الله – عوض علي إبراهيم – د . محمد آدم عبد الكريم – مهندس / الربيع بحر الدين علي دينار – اﻷستاذ / أحمد مصطفي عبد المطلب – د . أحمد بابكر أحمد نهار *.
أما أبو القاسم الحاج محمد – الفاشرى .. فهو موضع معرفة تامة .. في اﻷحياء .. القديمة والجديدة .. علم على رأسه نور .. ونار .. علي سماحة وتواضع وحسن خطاب .. مع الرياضيين – مع الفنانين بكل ضروبهم .. مع العلماء ? مع أهل القرآن – مع العاملين جميعاً في إلفه وخفض جناح .. وابتسامة دائمة محمودة *.
من اﻹنصاف أن نختم الحديث : ما قاله عنه زميل كفاحه – سفير السودان .. الشاذلي الشيخ الريح اﻷمين السنهوري .. في كتابه ( مذكرات وذكريات ) صفحة -145 وهذا الكتاب موجود اﻵن الفاشر تحت إشراف وزارة الرعاية اﻻجتماعية .. ليباع .. ويعود ربحه .. لليتامى والمساكين . وكل .. نفاذ له .. تعاد طباعته .. ليكون العائد لليتامى بالفاشر .. ويقول السيد الشاذلي في كتابه ( مذكرات وذكريات ) صفحة ( 145 ) ( العمل السري ضد المستعمر ) بالفاشر *
( وهنا أذكر بالفخر واﻻمتنان، إخوة وزمﻼء من أبناء الفاشر – كانوا يقومون بتوزيع المنشورات السرية وإلصاقها ليﻼً على اﻷماكن الهامة، ومن العجب والتقدير .. كان ( الخفر ) الذي يحرس السوق ليﻼً استطعنا أن نجندهم بإلصاق المنشورات على أبواب الدكاكين، وأبواب المرافق العامة ? مثل : المجلس البلدي – والمركز – والمديرية والمدارس – كما وزعنا اﻹخوة بالنسبة ( لﻸحياء ) الثمانية التي كانت تشمل مدينة الفاشر في ذلك التاريخ – وأذكر منهم عدداً قليﻼً .. وليعذرني من سقط اسمه من الذاكرة – ﻷن الزمن طال أمده . ومنهم أذكر اﻹخوان : بشر سعيد – التجاني سراج النور – حسن محمد صالح – أبو القاسم الحاج محمد – محمد علي الصديق ( دقاش ) آدم محمد صالح كويس ( الفارس ) أبناء عمنا أحمد حامد أبناء الناظر محمد فضل ? الحاج الريح – أبناء عمنا القاضي إدريس ? سراج الدين أحمد جابر ? حسن النور حامد ? وأخينا الكبير عمر الحاج محمد – وكنا نسلمه المنشورات ليسلمها لمن يثق فيه من أبناء ( حي الزيّادية ) ليقوم بتوزيعها . كثيرون غيرهم .. هذه النخبة الممتازة من اﻷخوان كانوا ﻷول مرة يقومون بالعمل السياسي السري ? الشئ الذى بث فيهم الروح الوطنية والبذل والعطاء
لا ننسى ان عثمان في المبتدأ هو كوز به كل نقائص الاكواز ، و من اهمها اعتقادهم أن كل حسنة اصابت السودان قديما و لم يكن لهم من نصيب فهي باطل و وهم و كل قديم السودان المضيء هو محض هراء و أن السودان المشرف لم يبدأ الا مع ثورة انقاذهم و حتى الدين الاسلامي المزعوم في السودان هو دين مشوه و لم ينصلح امره الا بمجيئهم للسلطة.
الكوز كوز و لو ……..