نوستالجيا خروف الضحية

ع إعلان عدد من الجهات من بينها اتحادي العمال والصحافيين طرح كميات من الخراف تتراوح أسعارها مابين الالفي جنيه الا قليلا الى ثلاثة الاف يتم تحصيل أثمانها على عشرة أقساط على سبيل التيسير لمنسوبيهم في الحصول على الأضحية ، قفزت الى الذاكرة ذكريات مع محاولات سابقة لترخيص أسعار الخراف ، منها محاولة الوزير النزيه النظيف محمد يوسف ابو حريرة الذي تولى حقيبة التجارة لفترة وجيزة إبان حكومة الديمقراطية الثانية التي ترأسها الصادق المهدي، وذلك عبر محاولته تخفيض أسعار اللحوم باستيراد خراف استرالية، ولكن رغم سلامة المقصد وانحياز الخطوة الى الفقراء والضعفاء، إلا أنها لم تكن موفقة، ولم تحرز نجاحاً يذكر، ومنها أيضا محاولة العميد يوسف عبد الفتاح عندما كان نائباً لمعتمد الخرطوم أيام الهوجة الانقلابية، والتي كان العميد يوسف احد تجلياتها البارزة حتى اطلق عليه الجمهور لقب (رامبو) تشبيهاً له ببطل أفلام العنف والاكشن الشهير، ومما لا زال الناس يأخذونه على يوسف وإخوته في تلك الفترة، هو شطحاته ونطحاته وعنترياته (الثورية) التي حاول في إحداها إرعاب وإرهاب التجار بمظنة أن هذا الفعل سيضطرهم صاغرين لتخفيض الاسعار، فيعم البلاد الرخاء والرفاه، وينعم الناس برغد العيش، فكان أن توعدهم وهددهم صارخاً بقوة ( من اراد ان تثكله امه وييتم اولاده ويرمل زوجته فليغلق متجره أو يقفل مخبزه) أو كما قال العميد الذي أفسد مقولة سيدنا عمر رضى الله عنه، وادخلها في قياس معيب، ومن شطحات وعنتريات العميد غير المنسية كانت مطاردته الشهيرة لتجار المواشي من الجو بطائرة هيلوكوبتر استخدمها في تمشيط الاجواء العاصمية لرصد أية (فلول) من الماشية يحاول أصحابها النأي بأنفسهم وماشيتهم من جبروت السلطة لإجبارهم على البيع بما يكرهون، ولكن أيضاً لم تسفر عنتريات الولاية عن رفاه ورغد، وإنما على العكس فقد خلّفت فقط هذه الذكرى الاليمة?.
لا أعرف من أين سيأتي اتحادا العمال والصحافيين بهذه الخراف التي سيطرحانها على منسوبيهما ؟، هل هى الخراف الحمرية أم الكباشية أم السواكنية أم البقارية أم خراف سهل البطانة أم خراف ( القرج ) التي تتسلق الجبال بمهارة ، وهل سيجلبانها من المصدر رأسا أم من أسواق الخرطوم في المويلح والشيخ أبوزيد وساحات الخرطوم وميادينها ، أم تراها من حظائر المتعافي وغيره من سياديين سابقين وحاليين ممن يمتلكون مزارع لتربية الماشية ، ثم الأهم من ذلك هو كيف يكون حال هذه الخراف وصحتها العامة ، هذا سؤال مهم لأن البائع وهو في هذه الحالة ( اتحادا العمال والصحافيين ) يحدد للمشتري من منسوبيهما السعر مسبقا قبل أن يتعرف على السلعة على طريقة بيع السمك وهو داخل الماء ، ولهذا لابد لهذه الجهات أن تتقي الله في منسوبيها فلا تبيعهم النطيحة والموقوذة والمريضة والهزيلة لمجرد أنها سهلت عليهم بالأقساط المريحة ،عندها لن يسعدنا أن تبيع هذه الجهات منسوبيها الفقراء (الجلافيط والكراويش) بينما هناك الدعول الذي ينادي عليه اصحابه ( الدعول الدعول أوع من الجلافيط ) ..

الصحافة

تعليق واحد

  1. ليس بعيدا” عن الموضوع:
    الجملة الشهيرة التي تقول (من اراد ان تثكله امه وترمل زوجته ،،،، الخ) والمنسوبة لسيدنا عمر عند هجرته ، لا أساس لها من الصحة ولم يقلها الفاروق رضي الله عنه حيث انه قد هاجر سرا” مثله مثل بقية الصحابة ، وهي من من نوع القصص الكثيرة المختلقة مثل قصة سيدنا عمر ابن عبد العزيز التي تقول انه اطفأ السراج بعد ان انهى قراءة البريد، او انه قد بعثر الحبوب على قمم الجبال لتأكلها الطيور بعد ان لم يجد مساكين يعطيهم الزكاة قائلا” لا اريد ان يقول التاس ان الطير قد جاع في دولته.
    لا وجود لهذه القصص في كتب السيير الموثقة، وانما هي نوع من اضافة بعض (البهارات) لسير هؤلاء العظماء الذين ليسوا بحاجة لها.

    خروج :
    نحن الشعب الوحيد في الدنيا الذي يعطي الاضحية اهتماما” غير مبرر لدرجة ان نشتريها بالاقساط، مع انها ليست سنة كما هو شائع لدينا، بل انه من المؤكد ان الصحابة انفسهم ما كانوا يفعلونها، وان الاضحية التي قدمها الرسول عليه الصلاة والسلام عن امته قد اسقطتها عن المسلمين كافة”.
    لماذا لا يوضح ائمة المساجد ذلك لناس؟؟

  2. ليس بعيدا” عن الموضوع:
    الجملة الشهيرة التي تقول (من اراد ان تثكله امه وترمل زوجته ،،،، الخ) والمنسوبة لسيدنا عمر عند هجرته ، لا أساس لها من الصحة ولم يقلها الفاروق رضي الله عنه حيث انه قد هاجر سرا” مثله مثل بقية الصحابة ، وهي من من نوع القصص الكثيرة المختلقة مثل قصة سيدنا عمر ابن عبد العزيز التي تقول انه اطفأ السراج بعد ان انهى قراءة البريد، او انه قد بعثر الحبوب على قمم الجبال لتأكلها الطيور بعد ان لم يجد مساكين يعطيهم الزكاة قائلا” لا اريد ان يقول التاس ان الطير قد جاع في دولته.
    لا وجود لهذه القصص في كتب السيير الموثقة، وانما هي نوع من اضافة بعض (البهارات) لسير هؤلاء العظماء الذين ليسوا بحاجة لها.

    خروج :
    نحن الشعب الوحيد في الدنيا الذي يعطي الاضحية اهتماما” غير مبرر لدرجة ان نشتريها بالاقساط، مع انها ليست سنة كما هو شائع لدينا، بل انه من المؤكد ان الصحابة انفسهم ما كانوا يفعلونها، وان الاضحية التي قدمها الرسول عليه الصلاة والسلام عن امته قد اسقطتها عن المسلمين كافة”.
    لماذا لا يوضح ائمة المساجد ذلك لناس؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..