مقالات سياسية

سُكَّر النيل الأبيض.. مع يوسف أبو ستة..!!

سُكَّر النيل الأبيض.. مع يوسف أبو ستة..!!

عثمان شبونة
[email][email protected][/email]

كنت قد أشرت في عمود سابق وفي لمحة عابرة للمهندس المتميز يوسف أبو ستة مدير تشغيل مصنع سكر النيل الأبيض إذ يربطنا به رابط.. وتجمعنا بشقيقه الطيب “الفنان التشكيلي” صلة قديمة وراسخة امتدت للبيوت..! تلفون الرجل – أعني يوسف – مغلق منذ أن حدثت “المصيبة” وتبخر حلم افتتاح المصنع، وقبل ذلك تم إعفاء يوسف من إدارة التشغيل لأسباب ستعلمون أنها واهنة ومضحكة فيما بعد، يتحمّل الوزر فيها المدير العام لشركة سكر النيل الأبيض، ذلك الرجل الذي أنجز “الحرج” للجميع بتسرعه لافتتاح منشأة عملاقة، وكأنها “طاحونة دقيق”..!
* كنت أعلم أن لدى يوسف أسراراً لن “يبعثرها” مهما كانت نزاهة السامعين.. لكن رأيت من الضرورة معرفة الجانب المتعلق بإقالته “قبيل موعد الافتتاح المزعوم”.. أي أن نسأله في ما لا علاقة له بلجنة التحقيق الخاصة بفضيحة المصنع.. ولذلك قلت لا بأس من الاتصال المتكرر بصديقي الطيب شقيق يوسف “كلاهما مثال نادر للتواضع والفهم”.. ثم حصلت على موعد..!!
* اتصلت بزميلي الطاهر ساتي – ليس غيره – لاعتبارات الصداقة وما هو أكبر منها.. عرّفته بالطيب.. ثم مضت ثلاثة أيام حتى ضربنا الحصار على يوسف أمس الأول ولساعتين في شارع النيل..!!
كانت الحصيلة “ونسة عادية وأكواب قهوة”.. ثم.. تعالى احترامنا للرجل، وهو يأبى أن يأكل لحم إخوانه بالباطل..! وبعيداً عن أجواء الخيبة التي لازمت المصنع، أهدى لنا هذا الخبير إشارات ذكية “دون بطولة مدعاة”.. كما أفادنا بسرد ممتع حول مجاله وهو “الحاذق المتمكن”.. لم تفسد السرد مقاطعات الطاهر الملحاحة لجمع أكبر حصيلة من المعلومات، لا الأسرار.. فكان يوسف بين حين وآخر يصيح: “يا الطاهر ما تحكّها..”.. ثم نضحك.. ومرة أخرى ننصت بعمق لحديثه، كأننا أمام حكاية سينمائية..!
* حصيلة الأنس الجميل، أن يوسف دخل “جب المكايدة” وربما الحسد، دون أن يلمح لنا بذلك.. لكن الإشارة تكفي للبيب.. ولن يكون قرباناً في يوم ما لهوان الآخرين.. قلت لنفسي: إنه رابح في الآخر، بعلمه الدافق وبأخلاقه وبتواضعه.. فإن لم يكن كبيراً لبث كل شيء وأراح الكثيرين بالحقائق المحزنة المجلجلة..!! كنت أقول لمحدثي: نحن أمام دائرتين لا فكاك منهما: إما أن يهاجر الرجل فيستريح من “عك” الداخل وتحنطه، أو يكرّم بجدارة واحترام مستحق، وليس بمزاج “المكر الوطني”..!
* نحن لسنا أمام “عامل عادي” مع احترامنا للعمال العاديين، إنما هو خبير “عالمي” له بصمة وألق.. سنظلمه للغاية لو قلنا إنه “وطني”، فعبارة “خبير وطني” أصبحت تسبق أسماء لا تصلح حتى للتداول، ناهيك عن الفعل المشرف أو الشريف.. لكن يوسف بإخلاصه المشهود يثبت حبه لوطنه “أكثر من اللازم”..!!
* وبعيداً عن “جب يوسف” فإن سكر النيل الأبيض، خاب افتتاحه لأنه: ثمة زمنان متعارضان: زمن السياسي الباحث عن عسله الخاص، وزمن الفني العالم ببواطن الأمور واستحالة تنفيذها وفق الهوى..!!
* لا شائبة في المصنع، لو سادت الشفافية وتخلصت نوايا البعض من سوادها وفسادها وخلصت للوطن..!!
* ولا مشكلة لو كانت البدايات صحيحة لم يجرفها التعمد والعناد.. فقد بدأ سكر النيل الأبيض بزراعة “40” ألف فدان، رغم حديث أحد العارفين “رحل عن هذه الدنيا” وهو ينصح المدير العام: لا حاجة في هذه الكمية المهولة من القصب لمصنع في طور “الشرنقة”.. ثم ها هو القصب في طوره الكامل يغادر إلى “كنانة” لأن مصنع النيل الأبيض “كسيح” الآن.. وإدارته “أكسح”..!!
* ما هي قصة كنانة مع النيل الأبيض؟!
* بل لاحقاً سنعرف: ما هي قصة المدير العام مع “الفشل”؟!
أعوذ بالله
ـــــــ
الأهرام اليوم

تعليق واحد

  1. ونسة قال علي النيل وشراب شاي
    الموضوع اكبر من كدة شبونة الراجل عندوا كلام يطلع من صمته ويوضح الحقيقة لالاف الغلابة الذين دفعوا من قوت اولادهم وعلاجهم وتعليمهم لهذا المنصع والا فالساكت عن الحق شيطان اخرس

  2. كلامك يا شبونة من زمان معقول ومقبول، لكن حديثك عن يوسف وكأنه يوسف بن يعقوب فيه مبالغات وشكر ليهو بالفاضي. قول الحق واجب ومجاملة زملاءه على حساب الوطن فيه ضرر للوطن والمواطن وحماية لفاشلين يجب عدم حمايتهم.
    قل الحق ولو على صديقك فالحق لا يتجزأ. أعوذ الله من غضب الله.

  3. اولا حمدا لله على سلامتك ، لكن بس طوالى من شهر العسل لى عسل القصب، هذا اول فساد بطعم السكر ،وكالعادة منع النشر ، معليش قصب السكر اصلو مقصقص!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..