أطفالنا ..إلى أين يقودهم الكيبورد؟!

الخرطوم:أنس الحداد:
رسمت ذكريات الأجيال الماضية على حاضر مستقبل الجيل الحالي بسمات تضيء الطريق لمن اراد التحلي بصفات تلك الاجيال الماضية التي احتضنت في ذاكرتها العديد من التجارب والخبرات والمواقف (الحلوة) و(المرة)
للاستفادة منها وفي نفس الوقت تتيح لهم بأن يقارنوا بين الجيلين الماضي والحاضر. وبالطبع ان ايام الدراسة (الابتدائي) تعتبر النقطة التي ينطلق منها الانسان بل تحدد مساره في امرين إما ان يكون من اهل التعليم في المستقبل او ان يخرج منها الى الحياة العملية مباشرة، لذلك كان يحرص المعلمون من الأساتذة ممارسة اساليب ضاغطة في الدراسة على الطلاب ليخرجوا فاعلين للمجتمع فلا يجدون الا السوط باعتباره الوسيلة الوحيدة لتخويف الطلاب مما يجعلهم يجودون ما يدرسون، فاذا نظرنا الى من يتقلدون مناصب كبيرة وحساسة في الدولة اغلبهم من ذاك الجيل المتميز ، ولكننا نجد ان استخدام السوط بصورة ضاغطة تسبب في ضياع الكثير من الاجيال الماضية بل حرمهم من مواصلة الدراسة فاختاروا الحياة العملية ، ولكن ما زالت آثار (السوط) التربوية تنبههم بابداء الاحترام والتقدير للذين تتلمذوا على ايديهم عندما تجمع الصدفة بينهم في احدى المناسبات.
اما الجيل الحالي (عاشق الكيبورت) والمبحر في عالم الانترنت والفيس بوك واليوتيوب تختلف نظرته للجلد بالسوط ، فبعضهم يعتبرها (حقارة) والبعض الآخر يصنفها (قصد) فلا يستجيب لمناداة الاستاذ للعقاب، ويرون أن ذلك ليس قانونيا ولا هو باسلوب يمارسه المتحضرون وذلك حسب ما يتلقونه من تعاليم المواقع الالكترونية في نهاية اليوم الدراسي، فالكثير من اولئك (العشاق) يختارون المجالات (الراقية) في المقاعد الجامعية. ونجد ان المتابع للتغيرات التعليمية لا توجد مدرسة على مستوى البلاد تخلوا من الكمبيوتر باعتباره اصبح من الضروريات التي يجب توفرها في المدارس لتسهيل عمليات الطباعة وغيرها خاصة وان طلاب اليوم اصبحت عقولهم متفتحة لمعرفة كل ما هو جديد في عالم التكنلوجيا.
بعض من الآباء اكدوا نجاح افكار الاجيال الحديثة بممارستهم لهذه التقنيات في العديد من مواقع العمل الحكومية والخاصة وذلك بسبب ممارستهم المستمرة لها مما جعلها اسهل ما يكون في العمل عندما يصطدمون به، ولكن بعضهم لم يؤمنوا على نجاحهم كثيرا باعتبار ان هذه التقنيات مكملة للعمل ذاته ومن لم يستفد من تجارة ومرارات الحياة يكون نجاحه قليلا في المجال، ولكن هذه الفئات اتفقت على انه اذا ربطت تجاربهم بالتكنلوجيا يمكن ان تولد ابداعا حسب المجال الذي يعتمد عليها في المعاملات. ومن خلال هذه الآراء المتناقضة يتضح ان الهروب من (السوط) والانتقال الى (الكيبورت) ليس العامل الاساسي في تحقيق النجاح وانما التجارب وذكريات ماضيها في ايام الطفولة دافع اساسي له ويمكن ان تدعم فنون (التقنيات) في التجويد في العمل.
الراي العام
صورة رائعة تبشر بمستقبل واعد .
“الكيبورد” Please