إياكم وسراب السلام المنفرد..!

إياكم وسراب السلام المنفرد..!

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

“إن الخليفة مستعد لأي شيئ إلا الصمود والمقاومة. وهكذا أرسل وزيره (مؤيد الدين العلقمي) لكي يتفاوض مع التتار.
المغول القادم من الشرق بقيادة هولاكو يحاصر بغداد والخليفة يحاول إسترضائه ومهادنته وحتي الإنبطاح له بإيعاز من الوزير الذي يثق فيه الخليفة. وبعد التفاوض، عاد الوزير ليخبر الخليفة أنه حصل علي عرض مدهش من هولاكو وهو أن يسلم “تسلم” الوزير نفسه هو وكل أسرته وحاشيته وأعضاء حكومته مقابل ضمان حياته ولربما إستمراره كخليفة ولو إسميا.
وبالرغم من النصائح من بعض الشرفاء بأن هذا العدو ليس لديه أمان وقد خرب كل الديار والقرى التي دخلها من قبل. فالمقاومة أفضل خيار وبها فرصتان: إما النجاة أو الموت بكرامة. ولكن الخليفة تجاهل هذه الدعوات لكي ينجو برقبته ويحافظ علي إستقراره وحياته ولو من دون كرامة. فنفذ نصيحة وزيره الثقة وسلم نفسه. ولكن خلال دقائق معدودة إكتشف إنه كان احمقا وخدع بآخر ضحكة غدر في عمره. فالوزير كان عميلا من البداية للعدو ومهمته قتل همة الخليفة والمقاتلين وأصحاب الكرامة والشرفاء في عدم جدوى الصمود والمقاومة.
إنقض هولاكو وجنوده علي الخليفة ومن معه وذبحوهم كلهم عن بكرة أبيهم فرد فرد، رجل رجل، إمرأة إمرأة، شيخ شيخ، طفل طفل. ثم دخل بغداد ليستبيحها ليالي وأياما ويقتل مليون شخصا ويحرق الكتب والمجلدات.. في أكبر عظة وعبرة لأجبن مقاومة وخديعة إستسلام غبي وسراب سلام عرفه التاريخ”

وقد ضربت هذه القصة لتحذير الشرفاء من العملاء الذين يبخسون المقاومة ويريدون المهادنة واسترضاء العدو المتكبر المتجبر المنافق بإسم الدين الذي تمرس علي الخداع والخيانة والغدر. وأيضا تحذير من يتفاوض بإسم هذا الشعب من إتباع سراب السلام المنفرد.

فهذه الهبة الشعبية أو الإنتفاضة أوالكتاحة الثورية جمعت كل أفراد الشعب السوداني ضد عدوا واحد وهم تجار الدين والوطن. فيجب ان نتفق ولا نفترق ولا تتخذ الوثيقة كجدار مثقوب ليتسلل به العدو يصطاد العملاء وعديمي الذمم ويشقق المقاومة. فالوثيقة التي وقعت لقوي الإجماع لا تمثل رأي الشعب ولكنها فقط تعهد بوقوف المعارضة في صف وموج الجماهير الهادر وإقرار بنزولهم الفوري للشارع لإسقاط الطغمة المخادعة الظالمة. و ضرورة وقتية لسد فراغ السلطة حينما تذهب هذه الطغمة ولتكوين حكومة تكنوقراط إلي حين بسط الديمقراطية والإستماع لرأي الشعب عبر الإنتخابات. فقد يظن البعض منهم ومن الذين قرأوا الوثيقة وبدأوا يكتبون أن هؤلاء مفوضون أو موكلون من جانب هذا الشعب للتحدث أو التفاوض بإسمه. ولكن كلا وألف كلا… فبعد عقود من صناديق الخج والرصاص، وبعد نجاح إنتفاضتنا إنشاء الله والثورة مستمرة بإذن الله لا أحد لديه الحق بعد الآن بالتحدث أو تقرير مصير هذا الشعب إلا عبر الصندوق الخشبي الذي هو إختراع خالص للثوار… فمن أين نجدها منكم أم من التتار؟… فأرحمونا ولا تجاروا الكذابين وتعملوا معهم كأخوان أسنان المنشار… في الخشب… عملية لم يفعلها أساسا النجار ..

تعليق واحد

  1. أخونا سيف لقد اثيرت نقطة و موضوع في غاية الأهمية هذة المجموعة التى وقعت على وثيقة البديل الديمقراطي وعلى رأسهم الصادق المهدي الذي ظل في حالة ثبات وسكون لمدة 23 عام منتظر خروج شباب الجامعات والمدارس يجب ان يضعوا في اعتبارهم ان قواعد العملية الديمقراطية قد تغييرت ولذلك هم لايمثلون كل قطاعات وشرائح الشعب السوداني , حيث كان هناك غياب لحركات دارفوار المتمثلة في الأستاذ/ عبدالواحد النور و القائد / مني مناوي كما لم نرى ممثل او مندوب عن الفريق / مالك عقار و القائد / عبد العزيز الحلو وناس شرق السودان لانريد أعادة نفس الوجوة القديمة البالية في غالب جديد عنوانة الصادق المهدي او الميرغني .
    بحق نريد أن نعرف هل ليس من حق دارفور ان يكون منها رئيس لدولة السودان الباقية ؟ أم ان هذا المنصب حكر على فئات معينة ؟ وهذا الشيء ينطبق على سائر اقاليم السودان الأخرى على حسب نسبة الكثافة السكانية والمساهمة التى يقدمها كل اقليم للخزينة العامة ؟ياريت لو تسلط الضوء على هذة الأسئلة .

  2. ومصداقا لكلامك الصادق بن الصديق بن عبدالرحمن منع خروج أى مظاهره من مسجد جده….قال إيه المساجد للعباده …طيب وين كانت العباده دى يوم الخميس 29/3/1970 …لا وقال ليلة إنقلاب الجبهه كان قاعد فى مصلايه…هاك العباده دى ياكذاب وصدق نميرى لما وصفك بالكاذب الضليل.

    نحن لو راجين من صلاح وإصلاح يا حضرة الأمام الترابه كالت خشمنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..