المكتبة السودانية :هكذا تكلم مولانا ابيل الير …(6-12)

ما الحادثة الثانية فقد وقعت في مايو من عام 1973 عندما طرحت مسودة الدستور الدائم للسودان للمداولة امام الجمعية التأسيسية , فأخذ الاصوليون الاسلاميون يضغطون على الاعضاء لتغيير تللك المسودة بادخال مواد من الشريعة الاسلامية , بحجة ان الاسلام لا يمكن اغفاله في وثيقة قانونية اساسية ينبني عليها نظام الدولة و ادارتها و اقترحوا ما يلي:
1- ان يكون الاسلام دين الدولة .
2- ان يكون رئيس الدولة مسلما .
3- ان تستمد القونين من الشريعة الاسلامية او ان يطابقها.
وتسامح بعض الاعضاء الذين اشتهرو بمعارضتهم لمثل هذه الاراء فقبلوا مقترحات الاصوليين ولكن الاعضاء الاخرين , بقيادة الجنوبيين , اختلفوا معهم , و اعلنوا ان اتفاقية اديس ابابا قد حسمت ذلك الامر .و كان واضحا ان غرض الاقتراحات هو تقويض الاتفاقية و استبدالها بدستور اسلامي . و امكن في نهاية المطاف حل الاشكال حين تراجع الاسلاميون عن مقترحاتهم , و ايدو المسودة الاصلية , و بهذا تم تأييد قانون الحكم الذاتي الاقليمي في الدستور الجديد , كما تم الاعتراف بالسلام , و المسيحية ,و كريم المعتقدات اساسا لرسم و اعلاء القيم الاجتماعية . و جاء دستور 1973 فريدا في اعترافه بكريم المعتقدات , اي ديانات القبائل الافريقية التقليدية , على نفس الاسس مع ما نسميه بالديانات السماوية. ص 135
****
وحدهم ان يتحلوا بهذه الروح ,بل كان ضروريا ان ينتشر حسن القصد في السودان كله .و الفضل فيما تحقق عام 1972 و ما تبعه من اعوام يرجع الى الطبيعة السمح التي يتميز بها المواطنون .
و في نفس مستوى الاهتمام بالنتائج المادية ,كان علينا ان نهتم بالأ وضاع الروحية , والخلقية للمواطنين عقب ابرام اتفاقية السلام . و كان لابد من اعادة بناء الطرق ,و المدارس و الشفخانات, و نقاط الغيار , و لكن الحاجة للحصول على الطعام والمأوى , و تقديمها للمواطنين , كانت اكثر الحاحا , لاسيما و الاتفاقية قد ابرمت في موسم هطول الامطار ,الذي يندر فيه الغذاء عموما, و يحتاج الناس الى المأوى الذي يقيهم من الامطار . و قد أحرزنا درجة من النجاح تجاه هذه الحالة في عام 1972 , على الرغم من ان الحكومة المركزية و الاسرة الدولية كانت تستطيع ان تقدم المزيد مما قدمته من عون.
لقد رضينا ببداية متواضعة للتنمية ,لان مركزنا المالي و الفني لم يدع لنا خيارا اخلر, و كان على الجماهير , في نهاية المطاف , ان تقرر ان كانت قادرة على مواجه التحدي ال1ي يؤدي الى التغيير الاجتماعي بجوهدها الذاتية المتماسكة ,وفق الاتجاه الذي يرسمه لها قادتها. و كان علينا في حالة عدم استعدادها لمواجهة هذا التحدي , ان نعلمها و نوجهها لقبوله متى توفرت لها الفرص أو ان تتحمل نتائج قرارها .
هذا هو ما فعلته و زملائي في الحكومة عقب انتخابات عام 1978 حين برز اتجاه عام يفضل تغيير الحكومة والقيادة التنفيذية.ص 172
***
تعيين ثلاثة حكام بدلاً عن رئيس واحد للمجلس التنفيذي العالي , وتعيين خمسة واربعين وزيرا , بدلا عن خمسة عشر , والى ثلاثة رؤساء للجمعيات الاقليمية بدلا عن رئيس واحد , ثم هو يمكن كل إقليم جديد من الحصول على خمسة عشر مليونا من الجنيهات للتنمية الاقتصادية . طلب منهم ان يتقدموا له نيابة عن الجنوب بمطلب التقسيم , وان يتركوا بقية الاجراءات له ليكملها , فقدموا الطلب . ولما لم تنجح هذه الحيلة بسبب ماواجهته من معارضة في الجنوب , حل الجمعية الاقليمية والمجلس التنفيذي العالي , وشكل حكومة ذات قيادة عسكرية لخدمة مأربه , ولكن قيادة هذه الحكومة قاومت التقسيم , فتظاهر في مهارة بصرف النظر عنه , وأمر باجراء انتخابات لجمعية تشريعية جديدة في الجنوب , وفرض في عام 1982 زعيماً أنقساميا لقيادة الحكومة الإقليمية بكل مكر ودهاء .
وفي ديسمبر من عام 1982 , طلب من المجلس التنفيذي العالي أن يتقدم له بتوصية لتقسيم الجنوب الذي اشار بتسميته (( باللامركزية )) أمام الجماهير حتى لاتثير كلمة ( التقسيم ) احتياجات عنيفة . ولم يكن الانصياع لرغبة الرئيس سهلا على المجلس التنفيذي العالي , فلم يحصل منه على قرار مطابق لما يريد . وفي يناير من عام 1983 صوت المؤتمر الاقليمي للاتحاد الاشتراكي السوداني في جوبا مؤيدا استمرار وحدة الاقليم . وكنت عضوا في ذلك المؤتمر , وحضرت جميع جلساته , بما فيها جلسة اتخاذ القرارات . وهكذا وقف المؤتمر يؤازر قانون الحكم الذاتي الاقليمي . ومع هذا بذلت في الخرطوم محاولات لتزوير القرار بما يناسب إستراتيجية الرئيس .
وفي ديسمبر 1981 , اعتقل نميري اربعة وعشرين قائداً جنوبياً من مؤيدي الوحدة . وفي فبراير 1983 أعتقل رئيس الجمعية الاقليمية , ونائب رئيس المجلس التنفيذي العالي من دعاة وحدة جنوب السودان وفق منطوق قانون الحكم الذاتي الاقليمي الجنوبي , هي القوات المستوعبة سلطاته الى الحكومة المركزية , الى تمردها , فقرر ان يبعدها من هناك الى وحدات في شمال وغرب السودان . وقد اعادت هذه الخطوة منه , ذكرى نقل فرقة الاستوائية الى الشمال في عام 1955 واستبدالها بقوات شمالية .
وكان قراره بالغاء الاتفاقية في يونيو 1983 , قرارا تعسيفيا استبداديا , يمليه اعتقاده بانه ليس هناك خطر أمني وسياسي عليه , ولا على الوضع الذي يجلس على قمته , وعلى الرغم من أن تصرفه هذا قد مزق تماسك الجنوب , واجهز على حريته , فإن نميري قد خلق لنفسه مشاكل سياسية ضخمة لم يفق من صدمتها قط , وحقق للزعماء الشمالين السياسيين الذين وقفوا خلفه يؤازرون موقفه المعادي لذاتية الجنوب , ما كانوا ينشدونه من فض الجماهير الجنوبية , التي كانت تؤيده بسبب حصولها على السلام والحكم , من حوله . ص242
[email][email protected][/email]
الهدف من نشر صفحات من هذا السفر القيم والمرجوا قراته من الجميع…عشان نعرف هل رموز السودان القديم”الناصريين والشيوعيين والاخوان المسلمين +حزب الامة نسخة الصادق المهدي من 1964-2014 يرجى منهم تكل في تغيير السودان؟؟ وهم لم يتغيروا ولا يديرو نفس الناس ونفس العقلية واجهاض مجهودات لاخرين من الاستقلال على قاعدة “حقي سميح وحق الناس ليه شتيح” من مؤتمر المائدة المستديرة 1965ثم اديس ابابا 1972 لحدي نداء السودان الاخير2014..
من اجهاض اديس ابابا 1972
الى اجهاض نيفاشا 2005بالهرولةالمخزية من انتخابات 2010 وسحب ياسر عرمان معاهم
والان ايضا اجهاض مفاوضات اديس للمنطقتين وتخطي رؤية الالية الافريقية نفسها عشان تجي انتخابات 2015 ويقعد البشير ورهطه المفسدين بشرعية انتحابية مزيفة في راسنا تاني 5 سنة ويستمر في قتل اهل الهامش وفقا للمبررات التي تعطيها له الجبهة ا لثورية وحركات دارفور المتشرزمة وفاقدة البوصلة من 2003 وهي دون رؤية السودان الجديد بي كثير
وليس حزب المؤتمر الوطني وحده السيء في السودان وله تاريخ مشين مجلل بالعار في قتل ناس الهامش وتشريدهم.. بل انتم لا تقراؤن واذا قراتم لا تفهمون
وما داير زول عمره اقل من 40 سنة لو مؤتمر وطني او معارض مباري الفاشلين ديل ومغمت يقول ما في ضوء في نهاية النفق ..حاجة تانية ..عندنا ارشيف كبير في الراكوبة وموثق تماما فيه حلول علمية وعملية وليست غوغائية وصاحب العقل يميز…اذا كنت شاب وتريد التغيير