مقالات وآراء سياسية

الشارع السودان .. القائد الوحيد

نزار عبد الماجد 
من الواضح ان الفشل لم يكن نصيب من راهنوا على الشارع فبرغم التقليل من شأنهم من قبل المستمتعين وقتها بما تم  انجازه من قبل ذات الشارع منذ ابريل ٢٠١٩
سيكتب في التاريخ السوداني الحديث ان اكبر  قوة تشكلت منذ اندلاع الثورة السودانية في نسختها الاخيرة قبل ثلاث سنوات هي تلك التي كانت في الشارع حيث اسهم ذلك الالتحام الجماهيري العريض في اجبار البشير وعصابته على الرحيل وفقا لتقديرات لجنتهم الامنية ورغبات الصعود والتخفي من قبل جنرالات الحرب والاستثمار .
لقد كتبنا وقتها ضرورة التعاطي مع الامر بكيفية اكل الخنفساء (ابو الجعران) وهذا رغم الاحساس المقزز الذي سينتاب القارئ هو طقس عسكري كان موجودا في التدريب العسكري بالمدارس الثانوية (الكديت) يقدم اثناء الاحتفالات وهو  أن تدير الراس بشكل كامل حتى يتسني لك نزع كل احشاء الخنفساء (وتقرقشها زي التسالي) ، وهذا ما لم يحدث مع الكيزان وسمحنا للاسلامويون بالتمدد ومحاولة التصاقهم
مجددا بحائط التدين ولم يكن لنا منجأة من المحاصصات وتدخلات العسكر ورغباتهم في الانقلاب على الفترة الانتقالية .
ولكن رغم ذلك ظل الشارع الذي كان محتلا من قبل الثوار  منذ ابريل ٢٠١٩ وهو ايضا الذي تم فيه واستعادة الحقوق بعد مجزرة فض اعتصام  القيادة واعادة التوازن للثورة في ٣٠ يونيو ٢٠١٩ . وبرغم اخفاقات الساسة ومحاولاتهم للتملص
من تقييدات الشارع ومطالبه الا انه كان دوما منقذهم ، فهو متقدم ليري المخاطر المحدقة على التغيير ، والابقاء على قدراته لصالح التغيير .
من هنا تتضح ضرورة ان تعمل القوى السياسية اجراء التغييرات اللازمة في الافكار والاشخاص والاساليب لنيل ثقة الشارع مرة اخرى وترك التمرس حول دور الضحية
وعلى تجمع المهنيين فعل ذلك لصالح الالتحام الجماهيري ، الذي يمكننا من البناء القاعدي في الاحياء والمؤسسات
وعلى مؤسساتنا العسكرية والشرطية والامنية لعب الادوار المطلوبة للتخلص من مفهوم صعود الاشخاص واستيلائهم على هذه المؤسسات وتعريض امن بلادنا القومي ومقدرات بلادنا وثرواتها وتبديدها لصالح اشخاص تتقاطع مصالحهم
مع مصالح اقليمية ودولية لا ستغلال حالة الضعف التي تنتاب الجسد السوداني واخضاعنا للسيطرة والاتباع عن طريق اختراقاتهم الواضحة لمؤسساتنا العسكرية والسياسية
والاعلامية وتمددهم باثواب كثيرة تحتال على رغبات شعبنا الثأئر .

ان شعبنا العظيم هو مشروع كبير للافاقة الوطنية واكبر آلية
لفترة التاريخ والمشهد السياسي لصالح الدولة السودانية الحديثة وانهاء صعود الاشخاص على حساب الدولة وضد رفاهية واستقرار شعبنا
لذا فلا مكان للكيزان والاسلامويون ولا مكان للمليشيات في بلادنا ، ولا متسع من الفرص للانتهازية السياسية المستندة على حمل السلاح ، ولا للعمالة والجاسوسية في تراص الرجال ضد بلادنا بدعاوى مزيفة لتكليفات شعبية ، ولا للجهوية والعنصرية واستغلال الادارات الاهلية في العمل السياسي . من المهم العلم أن كل الذرائع اعلاه للسيطرة على الدولة
سيتم هزمها بدستور وطني متوافق عليه وقوانين منظمة للعمل للسياسي وحريصة على مصالحنا القومية وتداول سلمي للسلطة ، بدون ان يكون هنالك فرص لعودة من لا نرغب فيه بوجهه الحقيقي وهو شرف لا يتمثل فيهم ، او بوجهة مزيف كمسخ سياسي مشوه وهو ما لاينطلي على شعبنا العظيم .

المجد والخلود لشهداء وشهيدات بلادي والشفاء لكل المصابين الجرحى وان نرى مرة اخرى المفقودين بيننا
عاش شعبنا العظيم … عاشت بلادنا عظيمة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..