المشروع الحضاري الزراعي

المشروع الحضاري الزراعي
عباس خضر
[email][email protected][/email]
بعد إنتكاسة السودان الرهيبة بإنقلاب الجبهة (الإسلامية) سنة 89م وتدمير كل مقومات البنية التحتية للزراعة وإدخال البلد لعصر التحجرالفكري وإنهيار الأخلاق البشرية بين مكوناته الإنسانية والتقهقرلعناصره الأولية القبلية والتدهورللبطون وخشم البيوت والتعنصرالمتفحم الخشبي والتحزب الحجري للذات الفانية والإستيلاء التمكيني على كل مخصصات الوطن الواحد فالبلد بلدنا ونحن أسيادها والإعتماد على الخمش والقلع: قلع البترول وقلع الوظائف ودرجاتها المتنوعة وقلع الأموال السائبة من خزينة الدولة المفقوعة وقلع أموال من البنوك دون إرجاعها
والتقوقع في الفكر والفهم المتكبر المتعالي النرجسي السادي المتحجروالذي أرجع السودان للعصر الحجري الأخلاقي فلابد من ما ليس منه بد إذا أردنا أن نتطور وتستعيد الدولة مكانتها وهيبتها ويشعر الشعب بآدميته ويعود المغتربين الفارين من الهلاك لديارهم التي نسوها لزمن طويل ونلحق بالعصر الذي تخلفنا منه أكثر من ألف سنة كبيسة بأفكار هؤلاء الخبيثة ـ إن أردنا ذلك ـ لنلحق بركب الدول فلابد من المحاولة من البداية من أول وجديد بمثل ما تطورت الكرة الأرضية والبشرية وخرجت من عصور الطاغوت والظلام لنور التكاتف والمجتمع المستنير،أن نبدأ بالزراعة.
لكن طبعاً بشرط إيجاد حكومة جديدة حقيقية من صلب هذا الشعب. حكومة تكنوقراط حكومة علم ، حكومة أكاديميين قوامها علماء الزراعة والبيطرة وتدعمها كل التخصصات الأكاديمية الداعمة لإزدهار المجتمع من كافة الجوانب الحياتية.
نبدأ المشروع الحضاري الزراعي السوداني الذي بإذن الله سوف ينشلنا وما حولنا من وهدة التخلف والإستكانة والإعتماد على الشحدة والإغاثة من الدول الإستعمارية الأخرى حتى يستطيع إخراجنا من هذا الجحر الضيق الحجري جحر الضب الذي أدخلنا فيه المنقذين ونتحول للأفضل والأحسن والأسعد رويداً رويدا…..
فيتحول التوحش إلى إلفة والهمجية إلى نهجية والتوحد إلى إتحاد والقاصي البعيد إلى داني قريب والتهور إلى تعقل وتتحول العشوائية البليدة إلى منهجية سديدة وتحول الإفترائية إلى حميمية والتفكك إلى ترابط والإنفراد إلى إجتماع والضد للمع والتخاصم إلى تلاحم والتصادم إلى تراحم والتكالب إلى تعاضد والريفية إلى حضرية والغوغائية إلى نظامية والتعادي للتراضي والقروية إلى مدنية أي تتحول الحياة الحيوانية الغابية إلى حياة مدنية إنسانية.
فيتجه الإنسان إلى التفكير السليم بعد تجربة حكم وفكرإنقاذي بليدعقيم ومن عهد القعدة إلى عصر النهضة ومن إستخدام أدوات العصرالحجري الفلاحي إلى أدوات العصر الحديث السياحي
من التناطح للتسامح ومن التذاكي والتفاصح للتصالح والتناصح
فينقلب التهور للتعقل وعدم الإزدراء والإختشاء لأدب وحياء ومن التعالي الذاتي للتنازل لكل الوادي ومن التكبرعليهم للتواضع لهم والتصبرمعهم فلا فرق بين الناس إلا بالتقوى وخادم القوم سيدهم
فيصير الأكل بدلاً مما نقلع إلى نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.
المشروع الحضاري الزراعي فيه تتحول كل ميزانية القوات النظامية الجيش الشرطة الأمن الدفاع الشعبي للزراعة ويترك حرس وقوات الحدود فقط مثل بعض الدول كسويسرا مثلاً ويلقي الجميع السلاح أرضاً سلاح ويحمل الكل ادوات الزراعة والحصاد والفلاح .
وموسم موسمين وكل منكم سيكون له مصنع مصنعين وتتحقق أمنية الراحل حميد حسن سالم ويتقدم السودان ويزدهرويلحق بركب الأمم الفاتوا في القطار الفات ولن يتحقق هذا إلا فقط وفقط فقط:ـ
بالمشروع الحضاري الزراعي السوداني الأصيل.
ما لازم نؤسس لوطن حر ديمقراطى فيه تداول سلمى للسلطة والخلاف بين ابناء الوطن يكون سلمى والاحتكام فى النهاية للشعب وبذلك تتوجه كل الموارد للتنمية البشرية والمادية زراعية او صناعية او خدمية ونحفظ حدودنا بالسياسة المتوازنة مع الجيران والعالم وعدم معاداة احد او فتح جبهة مع احد ونحل مشاكلنا مع العالم من حولنا من خلال المؤسسات الدولية وبعد ما يكون عندنا اقتصاد قوى بعد داك ممكن نزيد ميزانية الدفاع و الجيش والامن بنسب معقولة لخلق قوة رادعة لصد اى عدوان علينا وليس قوة هجومية لاننا لسنا فى حوجة لمهاجمة احد!!! ناس الانقاذ ديل(اللى هم الحركة الاسلامويةو) واحد من اتنين يا امتن خونة وبينفذوا فى برنامج خارجى او انهم جهلة بالسياسة جهل ابو جهل ذاته!!! انهم ليسوا بالرجال الذين يبنون دولا موحدة قوية مزدهرة!!!!!!!!
كالعادة استاذنا عباس مقالات موضوعية وخلاقة. انا اتمنى من الله انه النخبة الفكرية في البلد من اهل الاختصاص والخبرة من الحادبين على الوطن ان يشرعوا في وضع تصور متكامل لوضع السودان مابعد الانقاذ. ولازم يكونوا خلطة من ناس الداخل اللصيقين بالواقع على الارض وناس الخارج من اصحاب الريادة والمواكبين للتجارب المفيدة عالمياً. عايزين جسد معارض مستقل على اساس الخبرة والاستحقاق مش الشهرة والتاريخ من ناس ليهم وزنهم واحترامهم الإقليمي والعالمي من علمائنا وخبرائنا المنتشرين في العالم مدعومين مادياً باصحاب العمل المستقلين عن الانقاذ وما اكثرهم بالخارج.
انتو يا استاذ عباس وامثالك من الاعلاميين بما لكم من مصداقية وعلاقات لديكم القدرة على الدعوة والترويج لهكذا مبادرات. كما أنكم بما لديكم من فكر ووعي وخبرة اقدر منا على صياغة أفكار أولية تخدم أجندة الوطن مابعد الانقاذ. الآن ياخوانا الآن. دايرينكم تطورو لينا محتوى فكري جديد يغذي الثورة القادمة بفكر وروح وممكن حتى يخلق قيادات (من عموم الجديد المجهول) الناس يلتفوا حولها وقت الثورة بدل نبقى في حيص بيص بعدين ويكون الوقت راح والخطر في اعلى مستوياته مما يسمح بالانقضاض على الثورة زي ما شفنا في التجارب الحولنا.
مثال عملي… بالنسبة للدستور “الاسلامي” البتروج ليه الحكومة اليومين ديل واحنا عارفين انهم مادايرين منه الا انه يكرسو لحكمهم ويامنو نفسهم… طيب ليه ما نستفيد من نخبتنا الدستورية والحقوقية في الداخل والخارج ونصيغ دستور مدني مما يحقق الآتي:
يطرح بديل واقعي وديموقراطي لدستور الكيزان – يحسس الناس بقوتهم وقدرتهم على المقاومة بأساليب فعالة كخطوة متقدمة على المعارضة التقليدية والإلكترونية المعرية للنظام – نشر الوعي بين القواعد عبر إشراك القواعد والنقابات والأحزاب التقليدية في الصياغة مما ينشر الوعي بالحقوق ويحشد التأييد بين القواعد الشعبية – تحفيز الاخرين على انتهاج الاساليب الخلاقة في الاتيان بمبادرات اخرى مما يفجر الطاقات الكامنة ويحرر الجموع المحيّدة من الاحباطات المفروضة عليهم الخ…
الكيزان اعتادوا على سلبية المعارضة الى حد التهكم بهم في كل محفل. فلنثبت لهم ان الشعب السوداني اقوى وأرقى واعظم. وليعلموا انهم كتبوا نهايتهم بيدهم فمطاريد “الصالح العام” ازدادوا على خبرتهم خبرات لا طاقة لهم بها والمحيدين في الداخل جعلوا من ذاكرتهم شاهداً على عورات نظامهم ومكامن ضعفهم. وستكون المفاجأة الاكبر ان الجسد السوداني الذي ظنوا انهم تمكنوا منه بات قادراً على تكوين مناعة مضادة وانه قريباً سيطلق دفاعاته المضادة ويقتلع المرض المستشري في جسده منذ 23 عاماً.