مقالات وآراء

التدبير الاسرائيلي مقابل الغفلة السودانية

أسامة ضي النعيم محمد

 

 

ليست من علوم بلة الغائب هي متاحة في تصريحات معالي الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة ، علي الهواء مباشرة يرسل  معاليه القول : (الزيارات بين السودان وإسرائيل لأغراض أمنية وعسكرية) ثم يضيف : (وأن التعاون العسكري والأمني مع اسرائيل فيه (فائدة للوطن) . لا ينسي معاليه ويزيد علي الكيل حين يثني ضمنيا علي اسرائيل ويرسل القول أن تل أبيب مكنت الاجهزة الامنية السودانية من ضبط “خلايا ارهابية” في السودان .

التعاون الامني والعسكري بين اسرائيل والسودان الانتقالي يسير قدما ، لا يحتاج الي توقيع اتفاق ابراهام للتطبيع برعاية البيت الابيض الامريكي ، من جانب اسرائيل هي تعمل بالمثل الانجليزي : (Scratch my back and I’ll scratch yours) ، هو من فقه المصالح عند الامم وليس وقفا علي اليهود ، التعاون العسكري الذي نظر فيه البرهان فائدة للوطن ، نظرت فيه قبلا اسرائيل فائدة لوطن اليهود ورأت في ضبط الخلايا الارهابية حكا لظهر السودان ، هي عند اسرائيل خلايا تابعة لحماس . قدمت اسرائيل  في خدمة أمن السودان السبت وهو عندها يوما مقدسا ، تنتظر من السودان في مقبل الايام تقديم الجمعة المقدسة عند المسلمين والأحد المقدس عند المسيحيين يحك فيهما السودان أيضا ظهر الكيان الصهيوني .

تذهب العقلية الاسرائيلية في مد حبل التعاون وتمكين عسكر السودان شوطا بعيدا ، تساهم في ابقاء منظومة معتبرة من خيل القتال البشرية  مسرجة بعيدا عن جيش السودان ، لإسرائيل عزوة في الدعم السريع ولا تغفل الحركات المسلحة التي ساعدتها اسرائيل من قبل ، التدبير الاسرائيلي يتجه الي بناء حلف أمني وعسكري مع القوة الضاربة من عسكر السودان ، تُطلب تلك القوات لمعركة وشيكة بين حزب الله اللبناني وحليفته ايران من جانب وبين اسرائيل في تحالفها الجديد مع السودان وبعض دول الاقليم ، من وراء الاكمة تبرز الاموال الخليجية لدعم الحلف الاسرائيلي مع قوات السودان المقاتلة ، تذهب تلك الاموال في تجهيز القوة الضاربة البشرية بأحدث أنواع الاسلحة الامريكية والإسرائيلية ، تغض الطرف بعض دول الخليج التي  صيرها كسب حزب الله عدوا تتحالف مع الشيطان لهزيمته وازالة وجوده من لبنان الخير .

حكماء السودان لا يُعِملون حكمتهم في قضايا لها شوكة كما في التعاون الامني والعسكري مع اسرائيل ، الخبراء الاستراتيجيون لا يذهبون الي قفل باب العطايا والرواتب بالتعليق في قضايا تعقيبا علي ما يصدر من المؤسسة العسكرية التي تملك مسير أو كشف الرواتب والعطايا ، علماء السودان يبعدون أنفسهم من منابر الخطابة حين يتعلق الامر بالتعاون الامني والعسكري مع اسرائيل ، تبقي المنفعة المشتركة والمصالح الذاتية هي التي تجمع تلك الجهات وتلزمها الصمت والبيات الشتوي ، مصلحة الوطن عندهم تعلق في ضرورة التعاون مع اسرائيل ، لا بواكي من تلك الفئات علي الشهداء أو الامداد الكهربائي لزرع الشمالية.

الخلاصة أن العلاقات مع شعوب العالم في مفهوم الدولة المدنية السودانية يجب أن يبني ويدار علي حسب المصالح ، الدول ليس لها أصدقاء بل لديها مصالح والسودان ليس استثناء ، الازمة  الاقتصادية والمالية ستعرك السودان كما الرحى تعرك ثفالها ، التعاون مع الدول وبيوت المال العالمية لا يقل أهمية للسودان الوطن عن كبح جماح “خلايا إرهابية” لصالح إسرائيل ، طلب اسرائيل لفضح الطرف الثالث الذي يقتل المتظاهرين في شوارع الخرطوم ، تقديم الطاقة الشمسية لحل مشكلة الكهرباء في السودان ، تلك القضايا بذات الاهمية للسودان كما هي قضية تفكيك الخلية الارهابية  لصالح  إسرائيل.

كركاسة : عذرا استاذنا شوقي بدري استيعرها اليوم .

بعض المعلقين – هداهم الله – يعيبون على شخصي الضعيف استخدام ألقاب معالي في نقلي مقالات البرهان وحميدتي . هنا لا بد من تسجيل أثر تربية استاذنا محمد أحمد البشرى- عليه رحمة الله ، قبل أكثر من ستين عاما ونحن في مدرسة سنجة الاهلية الوسطي . طرقت باب الفصل استأذنه استاذي الدخول ، كانت الطرقات مثيرة للانتباه وأعطاني درسا – جزاه الله وجعل قبره روضة من رياض الجنة – لم أنس ذلك الدرس ولا استبدله بنصائح بعض المعلقين ، خاطبني باللغة الانجليزية :(Go away, you are a vulgar) وهكذا ارسلني مطرودا من الحصة ، تدور الايام وأعيش بين الانجليز في بلادهم وفي الذاكرة درس استاذي ود البشري ، لخص فرق التخاطب صديقي السوداني في عبارة (الله يقطع بلد اكسكيوزمي وثانكيو). حسن التخاطب يا شباب مطلوب بين الفرقاء كما الاصدقاء ، ذلك هو المعني الحقيقي للحرية وسلام وعدالة ودولة مدنية تطلبها للمنصة المقابلة قبل نفسك .

ليت قومي يدركون أن الديمقراطية تحتاج الي مزيد من الصبر .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. استاذ اسامة انت كاتب متمكن وتتناول قضايا هامة بطريقة صحيحة في الطرح ونثق تماما في حبك للسودان. فقط تثير الريبة عندما ياتي ذكر الدعم السريع بصورة عابرة في سياق اي موضوع تتناوله يعني دائما ما تعلي من شأنها او تتجنب نقدها وهكذا.
    رأيك شنو اكتب لينا مقال كارب عن الدعم السريع

  2. (رأيك شنو اكتب لينا مقال كارب عن الدعم السريع)
    ..يا خرباش رد أسامة ضي النعيم سيكون… الا حميدتي والا جنجويد الريزيقات فهذا هو انتمائه القبلي مثل اسماعيل عبدالله الذي لا يخفى ولائه للقائد حميدتي كما تحلو لهم التسميه، فهو ابن القبيله ولا يمكن المساس به..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..