على امتداد طريق الخرطوم ــ ود مدني..الكرم السوداني يتدفق على جانبي الطريق..!!

اشتهر أهل السودان بالكرم الفياض وبسط قرى ضيف الهجعة، في سائر ايام السنة، بيد أنهم في شهر رمضان يكونون اكثر كرما وبسطا للنعم، إحياءً لقيم التكافل والتعاون بين بني البشر، حتى يدب في دواخلك إحساس متنامٍ لو أن كل العام رمضان، فعلى امتداد «طريق الخرطوم ــ ود مدني» الذي تتناثر على جنباته قرى تشكل عقدا منظوما يحكي عظمة البناء والمعمار والحضارة والجسارة، بيد أنها ورغم دبيب معالم الحضارة في اوصالها، لم ينسها في شهر رمضان إحياء سنة عظيمة، ربما في طريقها إلى الاندثار في «عاصمة البلاد» التي تقل فيها مثل هذه القيم، حيث يتقاطر أهل تلك القرى زرافات ووحدانا منذ الأصيل إلى الشارع الرئيسي وهم يحملون مفارشهم وحاجياتهم، وكل ما يعينهم على الإفطار من موائد تنوء بحملها أعظم الدواب، وهم يتنافسون في تسابق محموم ايهم يفطر اكبر قدر من عابري السبيل، فتجد الكل يعمل ما في وسعه لتكبير «كومه» وحظه من الضيوف، ومن عجب تلحظ الحزن يتسلل إلى نفوسهم إن فلت من بين يديهم مار لم تشفع عنده توسلاتهم من أجل إكرامه بمشاركتهم الإفطار، فيتركونه وفي أنفسهم حسرة.
فكل من يمر بالقرى الممتدة من الجديد الثورة وإلى مدينة ود مدني شرقي وغربي الطريق، يقف مشدوها أمام منظر «الأهالي» في وقت الأصيل وهم «يربطون الطريق» امام حركة البصات السفرية والحافلات، ويغلقون الطريق أمام راكبي فاره السيارات، ويزداد تضييقهم للخناق على المارة كلما دنا وقت الإفطار، فيزحفون إلى الاسفلت في حركة مضطردة مع ذهاب الشمس الى مغيبها، حتى ينتهي بهم الأمر في نهاية المطاف عندما تمد إليهم الشمس آخر اشعتها، إلى إغلاق شارع الأسفلت ويحتلونه، ولا يكون أمام المسافرين بد من الخضوع لدعواهم.
وكل ذلك ليس بدافع «الهمبتة» بل من أجل إكرام المسافرين والظفر بحفنة حسنات لا تنقص من نصيب المسافرين من الأجر شيئا، ولا أكون مبالغا ان قلت إنه كم من نفس كريمة أبية لقيت حتفها وفاضت إلى بارئها وصاحبها يسابق عجلات الزمن وعجلات السيَّارة التي يمتطيها صاحبها، فتسبقه عجلات القدر محركة عجلات السيارة فتدهسه فيذهب شهيدا راضيا مرضيا إلى ربه، وهو مغبر قدميه ساعة في سبيل الله وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يفوت على كل من يقع في «قبضة» كرم هؤلاء الكرام، أن يلحظ كيف أنهم يتفانون ويحيون سنة الإيثار وهم يكرمون ضيوفهم اثناء الافطار، فلا تمتد يد أحدهم إلى أي طبق إلا بعد اطمئنانهم الى أن كل الضيوف قد نالوا حظهم من الافطار، رغم أنهم يساوون المسافرين في الصيام، فلله درَّهم، وتقبل منهم صالح أعمالهم التي دون أدنى شك لا تحوم حولها شائبة رياء أو مَنٍّ أو أذى، فلكم من الله خير الجزاء .

الصحافة

تعليق واحد

  1. ربنا يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال… ونتمنى من المسئولين أن يتدفق كرمهم في الشهر الفضيل بالاهتمام بالطريق الحيوي ( طريق الموت– كما سموه)) على الاقل صيانة دورية بدلاً من التوسعة وبداية الغيث نقطه…

    ربنا لا تواخذنا ان نسينا او اخطأنا.. ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الظالمين

  2. لعمر ابيك ان هذا لهو التدين الحق الذي يجمع ولا يفرق ويصلح ولا يفسد…
    ليت اؤلئك البعداء من ذوي اللحي السياسيه ,اصحاب اللؤم والشؤم يتعلمون ولو النذر اليسير من تدين هؤلاء….

  3. الاف التحايا والتقدير لأولئك النفر على هذه الرحابة وسعة الصدر على امتداد هذا الطريق من مدني الى الخرطوم بل على امتداد ارض المليون ميل 0 التحية لهم وهم يخاطرون بحياتهم من أجل الكرم في هذا الشهر الكريم
    نسال الله تعالى ان يكرمهم في الدارين انه نعم المولى ونعم النصير0

  4. ديل اهلي "البكرمو " الضيف البحبسو الطريق لكل عابر طريق في الشهر المبارك ,,,,,,,وليس "باشوات" السودان الجدد اللذين يمنعون الماء والطعام عن اخواننا في دارفور في هذا الشهر الكريم الفضيل .

  5. اخر اجازةلي في السودان و عندما اعترض طريقنا احد الكرماء من مدينة ابو عشر و عندما رفض السائق الوقوف بحجة ان الفطور في الحصاحيصا و اذ نفاجا بنفجار الاطار الامامي للحافلة و عند وقوفنا اذ بثلاث سيارات امامنا و هو نفس الرجل الذي دعانا حين رفض السائق ، سيارتين للرجال و سيارة للحريم ، و ما اجمله من فطور و ما اجملها من اريحية من اهلنا الطيبين في مدينة ابو عشر الكريمين اهلها ، و هذه ليست المرة الاولى فد كانت لنا صولات و جولات عندما كنا في معسكر ابو عشر فكانوا اهل كرم حين نهرب من المعسكر ، فوالله يا ابو عشر كم انت غالية علي كما هم اهلك ، و جميع اهلي في الجزيرة
    ابراهيم محمد البشير
    السعيلاب – طابت

  6. بلدي بلد ناساً تكرم الضيف

    وحتى الطير يجيها جعان ومن أطراف تكيها شبع

    بلدي بلد الصفقة والطنبور وجاراتن تنق بالليل

    وبنوتن تحاكي الخيل

    يشابن زي جدي الريل

    بلدي أمان ، بلدي حنان وناسا حُنان

    يكفكفوا دمعة المفجوع

    ويبدّوا الغير على زاتم

    يقسموا اللقمة بيناتم

    ويدّوا الزاد حتن كان مصيرم جوع

    يحبّوا الجار

    يموتوا عشان حقوق الجار

    يضوقوا النار عشان فد دمعة

    وكيف الحال لو شافوها سايلة دموع!

    ديل أهلي .. واللــــــــــه ديل أهلي

    البقيف في الدار في نص الدار

    وأقول لي الدنيا. كل الدنيا ديل أهلي

  7. ولا يفوت على كل من يقع في «قبضة» كرم هؤلاء الكرام، أن يلحظ كيف أنهم يتفانون ويحيون سنة الإيثار وهم يكرمون ضيوفهم اثناء الافطار، فلا تمتد يد أحدهم إلى أي طبق إلا بعد اطمئنانهم الى أن كل الضيوف قد نالوا حظهم من الافطار، رغم أنهم يساوون المسافرين في الصيام، فلله درَّهم،;) ;) ;) ;) ;)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..